Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 17 juin 2021

التجاذبات الإقليمية وفرص تصحيح المواقف: إسرائيل/ إيران/ تركيا

    .     
    التجاذبات الإقليمية وفرص تصحيح المواقف
إسرائيل/ إيران/ تركيا

 نصر غزّة بنكهة الثورة -4

                        في نهاية 1978 وبعد معاهدة كامب دافيد، وإقصاء العرب لمصر. ظهرت جليّا الأطماع التوسّعية لأخطر دول المنطقة: إسرائيل / إيران / تركيا . فهذه الدول وإن بدت مختلفة عقائديّا (إسرائيل اليهودية وإيران الشيعية وتركيا السنيّة) فاستراتيجيتها هي واحدة: المصلحة الخاصّة بها، ولا شيء غيرها. فمشروعها هو مشروع عرقيّ عنصريّ وإن امتطى الدين وسيلة في الحقبة الأخيرة، والتي تعنينا هنا.

واختصارا للمسألة نقفز على اكتساحات إسرائيل للمنطقة ومُخططاتها التوسعيّة، إذ لم يعد أحد يجهلها. وبالنسبة لإيران كنّا قد بيّنّا في (3) –سواء في زمن الشاه الصفوي أو عهد الإمام الملالي- أنّ هدفها ثابت وهو بسط نفوذها على المنطقة. وازدادت هذه المطامع بعد الفراغ الحاصل نتيجة معاهدة كامب دافيد، ثم بعد فشل العراق في ملء ذلك الفراغ. وأصبحت وسيلتها "تصدير الثورة" باسم "أمركيا الشيطان الأكبر" وعبر شعار: [ الموت لإسرائيل ].

                       أمّا تركيا فقد حرصت على تقديم نفسها كنموذج للنّسج على منواله. وذلك بإنشاء إيديولوجية غير متجانسة بين الدين والسياسة، بين إسلام الشرق وعلمانية الغرب. فهي لا ترى مانعا في تغيير مواقفها، بل حتّى مبادئها من أجل تحقيق مصلحة خاصّة. وبراغماتية تركيا هذه، لم تقتصر على حقبة العلمانيين فقط،  بل استمرّت وازدادت وضوحا مع نجم الدين أربكان وتلامذته من الأحزاب الإسلامية المستنسخة من بعضها. وهذه أمثلة لتناقضات تركيا:

·        تمكين الغرب الصليبي من تدمير العراق أثناء عدوان سنة 1991 انطلاقا من أراضيها // ثم غلق قاعدة أنجيرلك التركية في وجه المحتلّ الأمريكي للعراق سنة 2003

·        إرسال تركيا السنّيّة جيشها للوقوف مع القوات المحتلّة لأفغانستان السنّيّة، ولا يزال الجيش التركي إلى اليوم بأفغانستان // ثم اعتراض تركيا على التدخّل العسكري للناتو ضدّ قذافي ليبيا السنة الفارطة، وحماسها المفرط لتدخّل عسكري ضدّ بشار سوريا هذه السنة.

·        ولعلّ حرب أرمينيا-أذريبيجان 1988/1994 حول إقليم "ناغورني قره باخ" تُبرز مفارقة عجيبة عندما ساندت إيرانُ أرمينيا ضد شيعة أذريبيجان ذات العِرق التركي، في حين وقفت تركيا السنيّة إلى جانب أذريبيجان الشيعية.

·        ومن المفارقات الأخرى لتركيا العلمانية الإسلامية: تكوينها لشراكات مع إيران الشيعية والسعودية السنّيّة وتولّي التركي أكمل الدين إحسان أوغلو الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي منذ سنة 2004، هذا من جهة. //  ومن جهة أخرى هي عضو في حلف الناتو، وعلاقاتها المتميّزة مع إسرائيل ازدادت تمتينا في السنوات الأخيرة، وخصوصا في المجال العسكري، وهي –أي تركيا- لا تزال تهرول للاندماج في الاتّحاد الأوروبي مقدّمة التنازلات العديدة.

قطر ولعبة الكبار:

كنّا تطرّقنا في (1) لتأثير أو محاولة تأثير دول المنطقة في مسألة العدوان الأخير على غزّة ومفاوضات التهدئة، وكانت قطر من بين هذه الدول. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، بعد أن فشل العراق –مدعوما بأغلب الدول العربية- في سد الفراغ الذي أحدثته مصر بعد معاهدة كامب دافيد، وبعد كلّ عثرات إسرائيل وإيران وتركيا في محاولات بسط نفوذها على المنطقة، هل يُمكن لقطر أن تنجح فيما أخفق فيه الآخرون، وتُصبح ذات سلطة ونفوذ في المنطقة العربية؟ من الصعب جدا أن يحدث ذلك، لمفارقة بسيطة هي أنّ إسرائيل وإيران وتركيا تعمل لحسابها الخاص لا غير، على عكس دويْلة قطر... على فكرة الجيش القطري انتقل بعد القرار 1701 للجنوب اللبناني سنة 2006 لحراسة الصهاينة ضمن قوات اليونيفيل... يتبع بإذن الله

    والسلام، عثمان الدرويش
    مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
      29 / 11 / 2012
        
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire