Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 16 juin 2021

مَن المسؤول عن المأزق الحاصل في منصب رئاسة الجمهورية؟ -7

مَن المسؤول عن المأزق الحاصل في منصب رئاسة الجمهورية؟ -7
نعم، الشعب يُريد استكمال المسار الانتقالي، ولكن ليس بأيّة طريقة

·        انتظرنا دستور المجلس التأسيسي سنة أولى، فثانية، ثمّ ثالثة، حتى مللنا الانتظار... ثمّ أخرجوا لنا دستورا، فتنّفسنا الصعداء غير عابئين بمضمونه. وبعد مدّة اكتشفنا أنّ النصوص القانونية لوحدها لا تُطعم جائعا ولا تُؤمّن خائفا.

·        انتظرنا طويلا سقوط حكومة الترويكا 1 بشوق وأحلام وردية، ولمّا سئمنا الانتظار... خرجوا علينا بالترويكا 2 فقبلناها صاغرين. وبعد مدّة اكتشفنا أنّ نسخة ذلك، كانت كذلك.

·        انتظرنا بفارغ الصبر سقوط حكومة الترويكا 2، ولمّا عيل صبرنا... خرجوا علينا بحكومة تكنوكراط فرحّبنا بها فرحين. وبعد مدّة وجدنا البطالة تتفاقم والأسعار تتضخّم والإرهاب يشتدّ.

·        انتظرنا مجلسا تشريعيا متوازنا يُزيح عنّا غمّة حزب شموليّ فاز بالأغلبية في المجلس التأسيسي... تمّت الانتخابات وتقبّلنا نتائجها شامتين. وبعد انقشاع غبار صناديق الاقتراع، اكتشفنا أنّنا وقعنا بين فكّيْ كمّاشة الحزبيْن الحاكميْن قبل 14 جانفي 2011 وبعده. وكلّ حزب منهما أكثر سوءا من الآخر.

·        انتظرنا انتخاب رئيس للجمهورية من بين 27 مترشّحا. وتطلّعنا أن تدعم الأطراف الفاعلة في البلاد مُرشّحا واحدا يتصدّى للمنظومة القديمة، على أن ينسحب كلّ المرشّحين الآخرين والمحسوبين على الثورة من سباق الرئاسة. وكنّا على يقين تام بأنّ هذا المُرشّح المختار سيُطيح بمنافسه الرئيسي ومن الجولة الأولى. ولكنّ الحسابات الضيّقة للأحزاب الفاعلة وأنانية الشخصيات المترشّحة طغت على المصلحة العليا للوطن.
     تمّت الدورة الأولى للرئاسيات وحدث ما كان مُتوقّعا: تفرّقت الأصوات بين حشد المترشّحين ومرّ المحسوب على المنظومة القديمة للدور النهائي مع مترشّح آخر التفّت من حوله على عجل شرائح من الشعب ذات مشارب مُختلفة بل ومتناقضة أحيانا، نزعم أنّها ستكون غير قادرة في الدور النهائي على التصدّي للتيار المُقابل.

بعدها –وكالعادة- ستتعالى أصواتهم الناعقة مُلقين بالمسؤولية على مَن اختار الضفة الأخرى، أو مَن رفض مدّهم بطوق النجاة. طبعا سيُحاسب التاريخ الجميع، ولكنّ ذلك سيكون على قدر مسؤولية كلّ شخص وكلّ جهة.
            
والسلام، عثمان الدرويش
03/ 12 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire