ويظلّ الشعب ضحيّة التجاذب السياسي-الديني
وهذه عيّنة:
قبل دخول رمضان الحالي، تمّ حسم مسألة تحرّي هلال رمضان
بعد دقائق قليلة جدّا من أذان مغرب ذلك اليوم. وتمّ الإعلان الرسمي على ثبوت
الهلال اعتمادا لا على تصريح مفتي الجمهورية، ولكن حسب خبر لوكالة تونس إفلايقيا
للأنباء. ويبدو أنّ هذا الإجراء قد أغضب دار الإفتاء.
واليوم، هو 29 رمضان. يوم تحرّي هلال العيد. غابت الشمس،
وارتفع أذان المغرب، ومضت ساعة أولى فثانية، حان موعد صلاة العشاء، ولم يصدر أيّ
إعلان ديني أو سياسي في المسألة. دخلنا الساعة الثالثة بعد المغرب ولم يظهر أيّ
جديد. مع العلم أنّ تحرّي هلال الشهر يكون دائما خلال الأربع أو الخمس دقائق التي تتزامن مع غروب الشمس فقط.
واضح أنّ مفتي الجمهورية أراد استعادة موقعه هذه المرّة،
بعدما سُحب من تحته البساط أولّ الشهر.
ولكن لا يُعقل أن يكون ذلك على حساب كرامة التونسي
ومشاعره. صحيح، أنّ إعلان ثبوت الهلال كان أيّام ابن علي إعلانا سياسيّا بجبّة
دينيّة، ولكن لم يحدث قطّ أن ارتفع أذان صلاة العشاء والتونسيّ لا يزال يجهل نتيجة
تحرّي الهلال الديني-السياسيّ.
والخاتمة، هيّ أنّ الشعب الكريم هو الذي ظلّ يدفع ضريبة
التناحر السياسي-الدينيّ، قبل الثورة وبعدها.
وهذه هديّتنا –نُعيد تنزيلها-
بالمناسبة لرواد صفحتنا. هديّة تمّ تحميلها أيام حكم ابن
علي، أي قبل الانفلات الحاصل هذه الأيّام.
والسلام، عثمان الدرويش
18 / 08 / 2012
.
.