Pages

Nombre total de pages vues

lundi 8 août 2022

حكومة "الثورة" في تونس تُسقط المنهج الديكارتي


.
حكومة "الثورة" في تونس تُسقط المنهج الديكارتي

مُلخّص نظرية [سلّة تفاح ديكارت (le panier de pommes de Descartes)]:
ترتكز عملية البناء عند ديكارت على احتماليْن اثنيْن:

* 1- البدء بإفراغ كلّ ما في السلّة من تفاح، ثمّ استبعاد الفاسد منه والاحتفاظ بالسليم فقط 
* 2- أو ترك السلّة بما احتوته، وكلّما وقع العثور على تفاحة فاسدة تمّ التعامل معها لوحدها.

  • في نهاية سنة 2011 تشكّلت في تونس أول حكومة انبثقت عن مجلس تأسيسي منتخب. توقّعنا أن تقطع الحكومة الناشئة مع الماضي بالكامل، فتنبني على عقلية جديدة اعتمادا على الرأي المُرجّح عند ديكارت وهو الأول أعلاه. ولكنّ ذلك لم يحدث.

  • مرّت الأيام ودارت الأيام، تعثّرت الحكومة ولم تُحسن التفاعل الإيجابي مع الأحداث الجارية. اعتقدنا وقتها أنّها ستلتجئ إلى الاحتمال الثاني في نظرية ديكارت، أي أنّها ستقوم بإبعاد ما فسد في سلّة الحكومة، لكنّها لم تفعل. بل لم تكن قادرة حتّى على ملء شغور فيها نتج عن استقالة وزيريْن.
  • وكنّا كامل هذه الفترة ولمدّة ستة أشهر، مُكتفين بمراقبة الوضع في صمت مُلتزمين بهدنة طالب بها "رئيس" الجمهورية يوم تولّيه. لكنّ أخطاء الحكومة تفاقمت حتى أصبحت عاجزة تماما عن القيام بأوكد واجباتها كإطعام الجائع وتأمين الخائف، فخرجنا عن حيادنا بالنصح والنقد وحتى اللوم، ولكن دون تجريح للأشخاص أو مسّ من ذواتهم. فما كان يعنينا هو الأفعال والمواقف. لذلك لم نكن نعرض لشخصيات بأسمائها إلاّ عند الضرورة القصوى.
   
ويوم 6 فيفري 2013 حدث ما لم يكن في الحسبان: لقد تمّ أول اغتيال سياسي في البلاد، راح ضحيته المناضل اليساري شكري بلعيد. انقلبت المعادلة واعترف الرئيس حمادي الجبالي بفشل تشكيله الوزاري، مقرّرا إنشاء حكومة تكنوكراط لتصحيح المسار على أساس المبدإ الأول في نظرية ديكارت. لكنّ حركة النهضة رفضت خطّة رئيس الحكومة وهو أمين عام حزبها، وقامت بتعويضه بشخصية ثانية من نفس الحزب الحاكم هو علي العريض.
هذا الأخير لم يُفرغ سلّة الحكومة بالكامل (المبدأ 1)، ولم يستبعد الفاسد منها (المبدأ 2)، ولكنّه صنع خليطا غريبا أنتج حكومة هجينة.

ومن خلال هذا الملخّص نستنتج أنّ حزب النهضة الحاكم قد أسقط بالكامل نظرية سلّة تفاح ديكارت. وهذا ليس بالهام، بل قد يكون فعلا محمودا.
ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة، ما هي النظرية المُبتكرة التي اعتمدها فلاسفة النهضة لبناء عقلية جديدة ترتكز عليها الدولة الحديثة، بل المجتمع بأسره؟
نخشى أن تكون إجابتهم بأنّ سفينتهم الشراعية كانت تسير بنور قذفه الله في صدر شيخهم، على رأي أبي حامد الغزالي مُلهم ديكارت.

مع تحيات خواطر وآراء
11-03-2013
هذا ما قامت به حكومة "الثورة" فلنُراقب اليوم 08-08-2021 ما سيفعله رئيس "الثورة"
.       

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire