Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 28 avril 2021

أبجديات تلاوة القرآن الكريم 18 / قضية الوقف والابتداء -7


.
أبجديات تلاوة القرآن الكريم 18 / قضية الوقف والابتداء من زاوية رسم المصحف الشريف 7
[ قُلْ هُوَ اَللهُ أَحَدٌ 1 اِللهُ –الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُن لَّهُ, كُفُؤًا أَحَدُ ُ 4]

علامات الوقف المنصوص عليها في 17 ["صلى/قلى/ج/م" أو "حـ/كـ/مـ" أو "ص"]  هي محطّات إرشاد للقارئ، فمنها الحسن والكافي والتام والجائز وغيرها. وَضَعها أهل الذّكر مِمن اجتمعت فيهم المعرفة الدّقيقة للغة العربية وتفسير القرآن وأسباب نزوله وأصول الفقه وفروعه. فالوقوف على كلمة قد يُعطي معنى مغايرا، أو حكما شرعيا مختلفا لو تمّ الوقف على كلمة غيرها. وبحر الوقف والابتداء عميق، يحتاج الغوص فيه لوحده مساحة زمنية كبيرة، ليس هذا مجاله. وقد جعل علي بن أبي طالب الوقفَ نصف ترتيل القرآن، ولبيان أهميته، أجاب كرّم الله وجهه عندما سُئل عن معنى الآية  4 من سورة المُزمّل [ وَرَتِلِ اِلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ]: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.

وسنكتفي في هذه المساحة بإرسال إشارات فقط، منها:

*علامات الوقف في المصحف الشريف ليست كلّها موجبة للوقف، ولكن كلّها صالحة للوقف.

* افتراض/ لو تلا قارئ كامل المصحف بنفس واحد، فلا شيء عليه. ولكن، وبما أنّ هذا العمل مستحيل، وجب على القارئ التنبّه لمسائل.

*لم يثبُت في الوقف عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بسند صحيح متّفق عليه إلاّ الوقف على رأس الآي [ أمّا ما اُصطُلح على تسميّته بوقف جبريل، فليس هذا مجال بحثه ]. إذن، يجوز الوقف على رأس الآية. بل الواقف على رأس الآي قد أتى بسنّة، حتى وإن لم يكتمل المعنى. مثال: فويل للمصلّين./.  يُجوز الوقف لأنّها رأس آية بقطع النظر عن اكتمال المعنى. ولكن حذار، إذ لا يصحّ أن يُنهِيَ عندها القارئ التلاوة كأن يركع للصلاة أو ينصرف عن القراءة لغرض آخر. بل عليه استئناف القراءة حتى يكتمل المعنى.

*العلامات المذكورة في 17 كلّها صالحة للوقف "صلى/قلى/ج/م" أو "حـ/كـ/مـ" أو "ص". ولكن بدرجات في الأفضلية. غير أنّ المصاحف المتداولة في المغرب قد اقتصرت على علامة واحدة (ص) أي صَهْ وهو ما يُطلق عليه الوقف الهبطي.

ولتبسيط المسألة – ولله المثل الأعلى-، نقول إنّ محطات الوقف هي شبيهة بمحطات الاستراحة بطريق سيّارة(autoroute) إذا أراد السائق التوقّف فعليه التوقّف عندها، وإلاّ واصل طريقه. ولكنّ قارئ القرآن قد يقف – اضطرارا أو اختبارا- في غير موقف. وهنا عليه أن يعود للوراء (بحرف أو كلمة أو أكثر) ليبتدئ بما يَحْسُنُ الابتداء به. وليحذر القارئ، فهو غير ملوم في الوقف الاضطراري بسبب ضيق نفس أو عطاس... ولكنّه مسؤول عند الابتداء فهو الذي اختار أن يبدأ من هذا اللفظ أو ذاك.

والله أعلم، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

19 / 08 / 2011 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire