vendredi 5 février 2021
في تحصين الأسرة -31/5 / بين التراحم الإسلاميّ والتعاقد العَلمانيّ
عن شيخوخة القاسم في الاتجاه المعاكس أتحدّث
.
عن شيخوخة القاسم في الاتجاه المعاكس أتحدّث
تابعت البارحة حلقة الاتجاه المعاكس بعنوان : بعد 10 سنوات على الثورة..تونس إلى أين؟ فصُدمت بالمستوى المتدنّي للحلقة. فالضيفان كرّرا نفسيهما دون أيّ تجديد. والسبب عندي هو معدّ الحلقة ومقدّمها. ولو سألت أغلب المتابعين عن استنتاجاتهم لأجابك الشقّ الأول:(هذا تحليل مثقّفي الحانات) وردّ عليك الطرف الآخر : (لم أكن أتصوّرك حقيرا جدّا)أعزّكم الله.
ولنعد لصاحب البرنامج. فالرجل لم يُكلّف نفسه عناء البحث عن مستندات أو أرقام يُحاجج بها ضيفيه، واكتفى كامل الحصّة بنقل الكلمة من ضيف إلى آخر. طبعا إذا استثنينا استشهاده بتقريرين عامين فضفاضين -الأول انكليزي والثاني اسرائيلي-لا معنى لكليْهما. فما الذي حدث؟
لقد كان الرجل لسنوات عديدة يستعدّ لحصّته ذات الساعتين ثم ذات الساعة ونصف الساعة استعدادا كبيرا :
* لا يطرق المسألة وهي ساخنة، بل يترك الأحداث تتفاعل في بعضها لأكثر من أسبوع.
*يقوم بنشر الفكرة الرئيسية لموضوع حلقته القادمة في جريدة عبد الباري عطوان اللندنية، وينتظر ردود الأفعال.
*وقبل يوم البث الرسمي للحصة يقوم بتدريبات (بروفة) مع زملائه كمحمد كريشان أو من فريقي الإدارة والتحرير.
كلّ هذا لم نلمسه في الحلقة التي نحن بصددها. فما الذي حدث؟
إمّا أن يكون الروتين قد أرهق القاسم، أو أنّه قد احتقر المخاض الثوري في تونس، فخرجت الحلقة على ماهي عليه. ونحن نرجو صادقين أن يكون السبب هو الأول.
تنويه : من أين لي أنّ صاحب الاتجاه المعاكس كان يُجري البروفة قبل البث الرسمي؟
في بداية التسعينيات وبعد محاولة عراق- صدام استرجاع حقّه التاريخي في الكويت، قامت أمريكيا وأذيالها بمحاصرة عراق-صدام وتمّ قطع بثّه الإذاعي والتلفزي على القمر الصناعي عربسات. فالتجأ البلد المحاصر إلى أقمار صناعية أخرى وبذبذبات لا يلتقطها الرأس العادي (كاإو) وكان علينا إضافة رأس ثان
BANDE Cلنتابع أحوال بغداد. وأثناء البحث عن موجات إذاعة بغداد وتلفزتها -والتي كانت تتغيّر باستمرار- كنّا نعثر على أشياء كالبرامج الإذاعية ولكنّها ليست برامج تُبثّ محاذية لتلفزة عراق -صدام للتشويش عليها، ومن بين هذه المواقع كانت كواليس محطة الاتجاه المعاكس.
والسلام، عثمان الدرويش
23 / 12 / 2020
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
jeudi 4 février 2021
في تحصين الأسرة -31/4 /العري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة
حاشية 1: العُري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة
فإذا بهم يقولون إنّه بالتأكيد لن يُوافق عليها. وحينما طلبت منهم تفسيرا، قالوا لأنّ المُصارعين لا يرتدون لباسا شرعيا..!!
إنّهم لم يُدركوا المشكلة الكبرى، لقد أدركوا الاختراق الأخلاقي السطحي فقط، أمّا الاختراق العميق المُتعلّق بفلسفة هذه المصارعة غير الإنسانية فلم يدركوه.
mercredi 3 février 2021
في تحصين الأسرة من عدوّها، تلفزيون الواقع -31/3
· المثال الأول: برنامج كـ: "عندي ما نقولك" أو
"المُسامح كريم" وما شابههما، واجهته البرّاقة هي إصلاح ذات البيْن
(وغالبا ما يكون المتخاصمان من أسرة واحدة كالأخويْن أو الزوجيْن...) أمّا طريقته
فهي تبدأ باتّهام كلّ طرف الطرف المقابل بالانحراف الأخلاقي أو الاجتماعي، فيكشف
الواحد عورات الآخر. ثمّ يجمع البرنامج بين المُتخاصميْن لينتقل إلى مرحلة
المصارحة. فتنقلب المفاهيم وتتحوّل الخيانة الزوجية إلى حريّة شخصية والغدر دفاعا
مشروعا عن النفس. وسواء نجح البرنامج في الإصلاح المؤقّت بين الولد وأبيه أو
الزوجة وزوجها أم لا، فقد حقّق تلفزيون الوقع غايته الخفيّة وهي إباحة المحظور من
خلال اختراق حصن الأسرة وهتك حرمتها./.
مع الملاحظة أنّ البرنامجين المذكوريْن (عندي ما نقولك والمُسامح كريم)
هما من مُخلفات العهد السابق للثورة، ويتواصل بثّهما بعد 14 جانفي 2011 بنفس الثوب
على قناتيْن خاصّتين ومن طرف مذيعيْن شقيقيْن من أمّ واحدة ونفس الأب.
· المثال الثاني هو برنامج من تلفزيون الواقع كذلك، ولكنّه من مبتكرات
عهد الثورة ويُبثّ على القناة الوطنية الأولى (الرسمية)، ويحمل عنوان: "شريك
العمر".
شريك العمر يستضيف في كلّ حصّة زوجيْن اثنيْن (شاب وزوجته، وشاب ثان
وزوجته كذلك). وعلى عكس برنامجيْ "عندي ما نقولك" و"المُسامح
كريم"، فإنّ الزوجيْن الضيفيْن في شريك العمر يعيشان في سعادة ووئام –أو هكذا
يبدو-.
يتمحور برنامج ""شريك العمر" حول مسابقة يطرح فيها
مهرّج البرنامج أسئلة تتعلّق بالحياة الزوجية على المتسابقيْن (الرجليْن) ثمّ
يُعيد في مرحلة ثانية نفس الأسئلة على المتاسبقتيْن (المرأتيْن). والزوج الرابح هو
مَن تطابقت أجوبته مع أجوبة زوجته تطابقا كاملا، دون أن يكون أحد الطرفيْن قد سمع
إجابات زوجه. ولنا أن نتخيّل نوعية الإجابات عن أسئلة تتعلّق بمواقف حميميّة جدا
بين زوجين، أو الإجابة عن: كيف ينام زوجك؟ أو كيف تستحمّ زوجتك؟ والسؤالان مقتبسان
من البرنامج المذكور. وقد يسأل سائل: ولكن كيف يكون برنامج "شريك العمر"
مُدانا مثله مثل "عندي ما نقولك" بتهمة زعزعة الأسرة وهتك سترها.
نجيب فنقول: إنّ تلفزيون الواقع –وإن تغيّر تكتيكيا- فاستراتيجيته
بقيت ثابتة، ألا وهي نسف آخر قلعة تعتزّ بها الأمّة العربية الإسلامية، قلعة
الأسرة أو ما تبقّى منها. فبرنامج "عندي ما نقولك" يعمل صراحة على إشاعة
الفاحشة داخل المجتمع، ولكن ضمن اتّهامات واتّهامات مضادة. ومشاهدوه يكونون في
حالة انفعال وتشنّج وينقسمون بين مُصدّق ومُكذّب، رافض وقابل حسب انحيازهم إلى هذا
الطرف أو ذاك. بينما يكون المتابعون لِـ "شريك العمر" جميعهم في حالة
استرخاء، مُستسيغين لما يحدث، قابلين للاستبدال، حسب تعبير الفيلسوف الألماني هايدغر.
وهنا تكون المصيبة أعظم على المجتمع عامة والأسرة خاصة. إذ يتحوّل
الانحراف المُدان في "عندي ما نقولك" إلى إباحية مقبولة في "شريك
العمر". وتظلّ النتيجة واحدة: نسف هوية الأمّة وتشكيل ذاكرة جديدة مكانها
تفصل الفرد عن كل القيم
الإنسانية والأخلاقية والدينية ونزع القداسة عنها حتى يسهل بعدها تحويل الإنسان
إلى مادة استعمالية يُمكن توظيفها لصالح الأقوى، حسب تعبير المرحوم المسيري.
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
الإحساس بالإحباط وراء ردّات الفعل الشعبية
mardi 2 février 2021
في تحصين الأسرة، أو الحادثة التي أسقطت ابن علي -31/2
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
المجلس مُغلق حتى إشعار جديد
نقول: إنّ برلمان ابن علي –بوقوفه إلى جانب السلطة الحاكمة- ورغم ما أظهره من استعلاء وتحدّ صارخ للشعب. فقد اضطُرّ هذا البرلمان القويّ جدّا –بُعيد 14 جانفي 2011- للمجيء إلى قصر باردو صاغرا وأعلن عن حلّ نفسه بنفسه ونقل جميع سلطاته إلى رئيس الجمهورية المؤقّت وقتها فؤاد المبزّع.
lundi 1 février 2021
في تحصين الأسرة -31/1 مقدّمة
وللاستدلال نكتفي بحكم إلهيّ –ولله المثل الأعلى-، وحادثة من الواقع.