Pages

Nombre total de pages vues

lundi 1 février 2021

في تحصين الأسرة -31/1 مقدّمة

.
في تحصين الأسرة -31/1 مقدّمة

كنّا نسمع عن الحصانة البرلمانية والحصانة القضائية والحصانة الديبلوماسية وما شابهها. ولكن هذه الأيام تعالت الأصوات المطالبة بحصانات جديدة للبوليس والأحزاب الحاكمة وهيئات الإعلام وغيرها.
وبعد اطّلاعنا على مشروع الدستور التونسي الجديد في نسخته النهائية واستنادا عليه، وتحديدا على الفصل 46 منه: 
[ حقّ الطفل على أبويه وعلى الدولة ضمان الكرامة والصحة والرعاية والتربية والتعليم.] 
والفصل 7 [الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، وعلى الدولة حمايتها.] 
رأينا من حقّنا ، بل من الواجب علينا إطلاق هذه الصيحة، ألا وهي:  تحصين الأسرة من أعدائها.

فإذا كانت فئات محدّدة وشخصيات بعينها تتمتّع بالحصانة، فإنّ من باب أولى أن تتمتّع بهذه الحصانة الإنسانيةُ جمعاء من خلال نواتها وهي الأسرة. لأنّ لا حصانة لأحد أو جهة إلاّ بتحصين الأسرة. ومن هذا المنطلق كانت هذه الدراسة.

وللاستدلال نكتفي بحكم إلهيّ –ولله المثل الأعلى-، وحادثة من الواقع.

·        يقول الله تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاََّ تَعْبُدُواْ إِلاََّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا] الإسراء:23.  
·        وفي سورة لقمان الآية13و14: [ ... أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا].

لماذا ربط الله تعالى وفي أكثر من آية طاعته بطاعة الوالدين؟ بل وأكثر من ذلك، إن جاهد الأبوان ابنهما على الكفر بالله، أمره الله بعدم الكفر مع المحافظة على احترام والديْه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف.

إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القاعدة، ثمّ أقرّ أنّ عقوق الآباء من الكبائر. لأنّه باختصار شديد [قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ]الآية 48سورة سبأ/ يعلم سبحانه أنّ المرء إذا تجرّأ وتمرّد على سبب وجوده المباشر(وهما الأبوان) يُصبح من السهل عليه التمرّد على سبب وجوده غير المباشر(وهو الله).

والله أعلم، يتبع بإذن الله، عثمان الدرويش    
03 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire