.
عن شيخوخة القاسم في الاتجاه المعاكس أتحدّث
تابعت البارحة حلقة الاتجاه المعاكس بعنوان : بعد 10 سنوات على الثورة..تونس إلى أين؟ فصُدمت بالمستوى المتدنّي للحلقة. فالضيفان كرّرا نفسيهما دون أيّ تجديد. والسبب عندي هو معدّ الحلقة ومقدّمها. ولو سألت أغلب المتابعين عن استنتاجاتهم لأجابك الشقّ الأول:(هذا تحليل مثقّفي الحانات) وردّ عليك الطرف الآخر : (لم أكن أتصوّرك حقيرا جدّا)أعزّكم الله.
ولنعد لصاحب البرنامج. فالرجل لم يُكلّف نفسه عناء البحث عن مستندات أو أرقام يُحاجج بها ضيفيه، واكتفى كامل الحصّة بنقل الكلمة من ضيف إلى آخر. طبعا إذا استثنينا استشهاده بتقريرين عامين فضفاضين -الأول انكليزي والثاني اسرائيلي-لا معنى لكليْهما. فما الذي حدث؟
لقد كان الرجل لسنوات عديدة يستعدّ لحصّته ذات الساعتين ثم ذات الساعة ونصف الساعة استعدادا كبيرا :
* لا يطرق المسألة وهي ساخنة، بل يترك الأحداث تتفاعل في بعضها لأكثر من أسبوع.
*يقوم بنشر الفكرة الرئيسية لموضوع حلقته القادمة في جريدة عبد الباري عطوان اللندنية، وينتظر ردود الأفعال.
*وقبل يوم البث الرسمي للحصة يقوم بتدريبات (بروفة) مع زملائه كمحمد كريشان أو من فريقي الإدارة والتحرير.
كلّ هذا لم نلمسه في الحلقة التي نحن بصددها. فما الذي حدث؟
إمّا أن يكون الروتين قد أرهق القاسم، أو أنّه قد احتقر المخاض الثوري في تونس، فخرجت الحلقة على ماهي عليه. ونحن نرجو صادقين أن يكون السبب هو الأول.
تنويه : من أين لي أنّ صاحب الاتجاه المعاكس كان يُجري البروفة قبل البث الرسمي؟
في بداية التسعينيات وبعد محاولة عراق- صدام استرجاع حقّه التاريخي في الكويت، قامت أمريكيا وأذيالها بمحاصرة عراق-صدام وتمّ قطع بثّه الإذاعي والتلفزي على القمر الصناعي عربسات. فالتجأ البلد المحاصر إلى أقمار صناعية أخرى وبذبذبات لا يلتقطها الرأس العادي (كاإو) وكان علينا إضافة رأس ثان
BANDE Cلنتابع أحوال بغداد. وأثناء البحث عن موجات إذاعة بغداد وتلفزتها -والتي كانت تتغيّر باستمرار- كنّا نعثر على أشياء كالبرامج الإذاعية ولكنّها ليست برامج تُبثّ محاذية لتلفزة عراق -صدام للتشويش عليها، ومن بين هذه المواقع كانت كواليس محطة الاتجاه المعاكس.
والسلام، عثمان الدرويش
23 / 12 / 2020
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.