Pages

Nombre total de pages vues

mardi 27 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/11

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/11/ صمت 3 جانفي

دخلنا سنة جديدة –سنة2011- انتهت العطلة المدرسية والجامعية (نصف شهر). ومرّ اليوم الأول منها (يوم عطلة) فاليوم الثاني (يوم أحد) دون أن تشهد ساحة الصراع تصعيدا يُذكر. ثمّ حلّ يوم الإثنين 3 جانفي 2011 أول أيام دراسة بعد اندلاع الاحتجاجات. كان الجميع يتوقّع حدوث نقلة نوعية في المشهد الثوري. فاليوم يعود التلاميذ والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم. هؤلاء كانوا إذا هبّت نسمة مظاهرات (ربيع باريس-ماي68) أو ريح انتفاضة (ربيع بيكين-ماي79) عصفت الجامعة بالخطب الناريّة والمسيرات التضامنية مع المضطهدين في فرنسا والصين. وهذا أمر طبيعي في تاريخ الجامعة التونسية خصوصا والجامعات الأخرى عموما. فالطالب هو الأنضج اجتماعيا من حيث التكوين والثقافة. وهو الذي لا يتقاضى أجرا حتى يخشى مؤجرّه. لذلك فهو المؤهل لقيادة كلّ احتجاج. ولكن اليوم الأول من الدراسة مرّ على الحاكم بسلام. بل تواصلت الدروس كامل الأسبوع بصفة شبه عادية.

فقد كان يقف أمام مقرّ الاتّحاد الجهوي عشرات الكهول المُحتجّين يُنادون: "يا مواطن يا ضحية، إيجا شارك في القضية" فيقف الشباب على الرصيف المقابل ينظرون في تساؤل أو تعاطف مع المُحتجّين دون أن يحاولوا شقّ الحزام الأمني المضروب على المقرّ.
وأمام استغراب الكثير، قيل إنّ الطلبة بصدد إجراء الاختبارات الثلاثية. انتظروا إلى ما بعد الخميس وسترون ما سيحدث.

وأذكر أنّ السبيل أون لاين كانت قد نشرت يوم الإثنين 3 جانفي 2011 خبرا يتيما –حسب اطّلاعي المتواضع- حول وقفة احتجاجية، لأساتذة معهد القنال (منزل الجميل-منزل عبد الرحمان).
ثم وبعد أيام عديدة، أذكر ما اُعتُبر يوما حاسما في يوميات الانتفاضة، يوم تنزيل صورة على الفايس بوك لكلية الهندسة على ما أعتقد لطلبة شكّلوا بأجسادهم عبارة "تونس حرّة" (الصورة المصاحبة).
و يوم الإثنين 10 جانفي أضرب معهد القنال المشار إليه، مع عديد المعاهد الأخرى بالجهة، وحتما كان الأمر كذلك في جهات أخرى. ومن الغد أُوقفت الدروس في المعاهد والكليّات، واكتملت مقوّمات الانتفاضة.... وللحديث بقية

ومضة: وليوم 3 جانفي صمت آخر في حقّ مناضلي تونس الحديثة. ففي يوم 3 جانفي من سنة 1984 كانت انتفاضة الخبز التي اندلعت من أقصى الجنوب هذه المرّة. واستمرّت على مشهور الأقوال المروية ستة أيام. عرفت ذروتها يوم 3 جانفي 1984 بسقوط عشرات الضحايا وإعلان حالة الطوارئ ومنع الجولان. ثمّ أخذت في التراجع إلى يوم 6 جانفي يوم إعلان بورقيبة عدوله عن قرار رفع ثمن الخبز والعجين.
وبما أنّني لم أشهد هذا الحدث التاريخي، ولم أتابعه أصلا لظرف استثنائي خاص، فلا يُمكنني كشف بعض زوايا المشهد. ولكنّ الشريط الوثائقي المُصاحب قد يُفيد من أراد الإبحار في المشهد الثوري الحديث:
وهذا رابط وثيقة نادرة بعنوان: وثيقة نص الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حول أحداث الخبز:
يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش
03 / 01 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire