Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 10 juillet 2015

عودة لموضوع: عندما تُنتهك حرمة المسجد


عودة لموضوع: عندما تُنتهك حرمة المسجد

 قال لي صديقي النهضوي: هل استمعت اليوم لخطبة الجمعة؟ طبعا هو يعرف أنّي أصلّي الجمعة، ولكنّه يقصد بسؤاله: هل استمعت لخطبة الإمام العائد من مدينة الضباب والمُتحدّث عنه في مقال البارحة؟ قلت لصديقي: وهل كنتُ مُخيّرا؟ لقد استمعتُ إليه مُجبرا. فقد كان صوته يأتيني من مكبّرات الصوت وأنا في المنزل على مسافة تفوق المائة متر. صحيح أنّي لم أتبيّن ولا جملة واحدة، ولكنّه كان مصدر إزعاج لي بعد رجوعي من جمعة مسجد الحيّ.

تدخّل صديق ثان مُعقّبا: لقد تبيّنتُ فحوى خطبته وهو كذا وكذا... فكيف تقول ذلك، ونحن الاثنين على نفس المسافة تقريبا من المسجد؟ قلتُ: وما الفائدة أصلا من بثّ خطبته على الأحياء المُجاورة للمسجد؟ هل يُمكن لي مثلا، البقاء في المنزل أتابع خطبته عبر مكبّرات الصوت، حتى إذا ما وقف إمام الجمعة للصلاة وقفتُ أنا للصلاة في منزلي مستقبلا القبلة بنيّة الاقتداء بالإمام؟ ثمّ لماذا حدث هذا فقط هذه الجمعة، ولماذا لم يقع بثّ خطب إمام نفس الجامع الأسبوع الفارط والذي قبله، والذي قبله...
قاطعني صديق نهضويّ ثالث: العمليّة عفوية، قام بها عامل بسيط بالجامع خطأ. أجبته: نفس هذه العملية وقعت في مثل هذا الوقت من السنة الفارطة. فما لهذا العامل لا يُخطئ إلاّ وهذا الإمام بالذات على المنبر؟

عاد صديقي الأول للكلام قائلا: إنّي مُستغرب من تعليقك. كنتُ أظنّك ستقول، كان لهذه الخطبة أن تُنقل حيّة على التلفزة. أجبته: أنا لم أعترض عن المضمون، وقد قلتُ لك إنّي لم أتبيّن جملة واحدة. فاعتراضي هو بسبب الإزعاج، فهذا تعدٍّ على حريّتي.
عندها التفت إليّ "مُستنهض جديد" وكان يجلس إلى الجوار وقال لي: كيف تقول هذا؟ أتجعل سماعك لخطبة الجمعة مثل أغنية حبوبة؟ أجبته: بهذه الطريقة الأمران سيّان عندي. قال "المستنهض الجديد": أزال الله الغشاوة عن سمعك. رددتُ عليه: أجمعين، وعليك أيضا. فعاد "المستنهض الجديد" لجماعته يُحادثها. وانقطع الحديث مع أصدقائي لفترة، ثمّ عدنا بعدها للتطرّق لمواضيع أخرى.

الأحداث والتي يعلم أدقّ تفاصيلها واحد من أصدقائي الحاضرين على الأقلّ، وتجاهلها البقيّة بمن فيهم "المستنهض الجديد" هي:
·        الإمام الزائر هو صديق قديم لي، ومنذ عقود. وقد استقبلته السنة الفارطة (2011) مُرحّبا بعودته إلى أرض الوطن، بعد عقديْن أو أكثر قضّاها في المنفى. جلستُ أمامه وأمام إخوانه أكثر من مرّة أنصتُ لدروسهم وقصصهم.
·        الإمام الزائر هذا، صلّيتُ وراءه مأموما، واستمعتُ لخطبه قبل هجرته، وأذكر على الأقلّ  خطبة صلاة عيد واحد، وكانت في الخلاء خارج العمران.
·        الإمام الزائر كنتُ ألقاه وجمع من الشباب -لفترة لم تكن بالقصيرة- بعد صلاة العصر من كلّ يوم جمعة في بيت النساء بالمسجد العتيق. حيث كنّا –نحن الحاضرين- نتناوب على تقديم دروس. كان ذلك قبل بناء الجامع الجديد الذي تحدّثنا عنه أعلاه. أي كان ذلك قبل سنة 1978. [ وبالمناسبة، فأنا أذكر جيّدا يوم الشروع في حفر أسس ذلك الجامع. كان ذلك يوم 26 جانفي 1978 بالضبط. وهو تاريخ أذكره جيّدا لأنّي لم أحضر فعاليات انطلاق الأشغال يومها. فقد كنتُ أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الأسود 26 جانفي بالعاصمة أتابع من بطحاء محمد علي والشوارع المُجاورة لها انتفاضة الاتّحاد العام التونسي للشغل ومن ورائه شرائح مختلفة من الشعب.]
·        الإمام الزائر استقبلني في بيته وأكرم ضيافتي بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما كنت في زيارة للمدينة المُنوّرة بالبقاع المُقدّسة. وأذكر مشاهدتي يومها لشريط فيديو حول جهاد المسلمين في البوسنة والهرسك ضدّ المعتدين الصرب.
·        الإمام الزائر كان مُتخفّيا في تلك الفترة هناك. ولم يكن خوفا على نفسي، وإنّما خشية أن تصل إليه يد نظام ابن علي أخفيتُ تلك الزيارة عن الجميع ولسنوات طويلة.

·        الإمام الزائر التقيتُ به السنة الفارطة مرّات –ثُنائيا وجماعيّا- كما سبق أن ذكرت. حاولتُ تذكيره ببعض ما سبق. ولكنّني وجدته قد نسيَ تلك الأحداث جُملة وتفصيلا. رغم أنّه لا يزال يذكر جزئيات أحداث أخرى أبعد زمانا ومكانا. اعتقدتُ وقتها لسذاجتي أنّ صديقي الإمام الزائر ربما كان يخشى أن أطلب منه صكّ نضال. [ففي فترة الستينيات، وبعد استقلال تونس عن فرنسا، كان يُمكن للمُناضل الذي يفتقر إلى إثباتات أن يصطحب شاهديْن حتّى يتمّ إدراجه ضمن قائمة المُناضلين.] غير أنّي اليوم أكثر تحسّرا، لأنّ شهادة صديقي الإمام الزائر قد حرمتني من مبلغ مادّي لا بأس به، كنتُ سأظفر به ضمن مشروع الحكومة في تعويض "المُناضلين" زمن ابن علي.

تحياتي، عثمان الدرويش
04 / 08 / 2012 
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

jeudi 9 juillet 2015

محمد راتب النابلسي في العالية/ عبرة لأئمّتنا المغرورين

.
محمد راتب النابلسي في العالية
عبرة لأئمّتنا المغرورين

في إطار زيارته لتونس هذه الأيام، وضمن محاضراته والتي تُعدّ على الأصابع، خصّ الشيخ الجليل والأستاذ الفقيه محمد راتب النابلسي مدينة العالية -الإثنين 29/09/2014- بمسامرة تحت عنوان: مقوّمات التكليف.
مقوّمات التكليف مجموع خطب ودروس منزّلة في شكل كتاب (سنة2005) بموقع النابلسي للعلوم الإسلامية.
كنت أتمنّى الجلوس بين يدي الشيخ الجليل وأرى إن كانت مقوّمات التكليف الواردة في كتابه من الثوابت، أم هي متغيّرة حسب الظروف [مكانيا: من سورية الشرق إلى تونس الغرب/ وزمانيا: بين سنة 2005 وسنة 2014]، ولكن لالتزام دوريّ –يوميا- لم أتمكّن من الحضور.

صليت العشاء يومها في المسجد الذي اعتدت ارتياده وخرجت مهرولا مع صديق نحو الجامع الذي حضن الدكتور. وما إن سرت خطوات حتى بلغ إلى مسمعي صوت صلاة العشاء ينبعث من صومعة الجامع المذكور، إنّه صوت الإمام الراتب. فالشيخ راتب النابلسي لم يستول على المحراب لإمامة المصلّين كما يفعل بعض المحاضرين المُرائين، ولم تتجاوز مداخلته المساحة الزمنية المحدّدة له كما يحلو للعديد من أئمّتنا المغرورين.
فيا ليتهم يقتدون بالشيخ الجليل محمد راتب النابلسي. خصوصا وأنّ أكثرهم قد شهد هذا المجلس، كما يظهر في فيديو محاضرة: مقوّمات التكليف بتاريخ 29/09/2014 بجامع الرحمة بالعالية،

والسلام، عثمان الدرويش
01 / 10 / 2014

.          

mercredi 8 juillet 2015

عندما يُربك الإمام مأموميه في الصلاة الجامعة



عندما يُربك الإمام مأموميه في الصلاة الجامعة

                                    وقفنا لصلاة ظهر هذا اليوم وإذا بي أكتشف أنّ مَن يِؤمّنا ليس بالإمام الراتب. فقد تبدّلت نبرات الصوت وتغيّرت سرعة توالي الحركات. وعندما رفعنا من الركوع بعد قول الإمام [سمع الله لمن حمده] إذْ بالإمام المُعوّض يُردّد بصوت مسموع عبر مُكبّرات الصوت مع المأمومين [ربّنا ولك الحمد] ولا يكتفي بذلك بل يغمغم بدعاء طويل، لم أتبيّن مفرداته. وتواصل ذلك الفعل كامل الصلاة، ممّا أفقدني الخشوع ودفعني للبحث عن أدلّة مشروعيّته.

                                     فقد ثبت عن النبيء صلّى الله عليه قوله في مُتابعة الإمام: [... وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ  ...].
كما جاء في الأثر أنّ العبارة الوحيدة المرافقة لجميع حركات المُصلّي، كانت في عهد النبوءة هي: [الله أكبر]. حتّى كان يوما وصل فيه أبو بكر رضي الله عنه للصلاة مُتأخّرا. فلمّا دخل المسجد وعرف أنّ الصلاة لم تفته، حمد الله. وكان النبيء صلّى الله عليه وسلّم –وهو في حالة ركوع- قد سمع قول أبي بكر، فلمّا رفع عليه السلام عوّض التكبيرة بقوله، وهو الإمام: [سمع الله لمن حمده] وإذا بأبي بكر –وهو المأموم- يردّ على إمامه: [ربّنا ولك الحمد]. ومن وقتها صار القول عند الرفع من الركوع فقط بعبارتيْن: *الإمام [سمع الله لمن حمده] / *المأموم [ربّنا ولك الحمد].  وعليه اعتمد فقهاؤنا بأنّ من أدرك الإمام وهو لا يزال راكعا، فقد انعقدت ركعته تلك. 

                                      فما المقصود إذن بزيادة الإمام المُعوّض قوله مع المأمومين [ربّنا ولك الحمد] خصوصا وأنّه ليس بالإمام الراتب؟  وقد كان لزاما عليه التقيّد بالطريقة المُعتادة في الصلاة بالنّاس، مالم يكن بها ما يُخلّ بشروط صحّتها. 

والله أعلم، عثمان الدرويش
25 / 11 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.      

mardi 7 juillet 2015

تقنية الاتّصالات: تكنولوجية ضرورية أم للضرورة؟


تقنية الاتّصالات: تكنولوجية ضرورية أم للضرورة؟
مُكبِّر الصوت في الصلاة الجامعة نموذجا

أُسس قاعدة الانطلاق:
1-   قال شيخ الإسلام ابن تيمية: {التبليغ خلف الإمام لغير حاجة هو بدعة غير مُستحبّة باتفاق الأئمة، وإنّما يجهر بالتكبير الإمام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يفعلون، ولم يكن أحد يبلغ خلف النبي صلى الله عليه وسلم لكن لمّا مرض النبي صلى الله عليه وسلم وضعف صوته، كان أبو بكر – رضي الله عنه – يسمّع بالتكبير.} أ.هـ [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 23/403]
2-    ذكر علماء المالكية أنّ وجوه الاقتداء أربعة: رؤية أفعال الإمام، فإن تعذرت فسماع أقواله، فإن تعذرت فرؤية أفعال المأمومين فإن تعذرت فسماع أقوالهم / وهذا الرابع هو التبليغ وهو آخر وجوه الاقتداء.
3-   إنّ الوظيفة الأساسية للتكنولوجيا هي إسعاد البشر، وذلك بمساعدة الإنسان على القيام بالمجهود الأدنى. وأمثلة ذلك: الكمّاشة/الجرّارة/ أجهزة التحكم عن بعد في الآلات العصرية...الخ الخ.

واقع أغلب مساجدنا اليوم:
  • إلغاء دور المُسمِّع بالكامل اقتداء بسنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم والسلف الصالح من بعده.
  • اعتماد كلّيّ على وسائل الاتّصال الحديثة "المذياع الداخلي".
  • حصول أعطال فنيّة تُربك المُصلِّي –إماما ومأموما- وتُفقده الخشوع.

تحليل الوضعية:
  • التبليغ لضرورة وراء الإمام، بسبب عدم وصول صوته للمصلّين لضعف أو مرض أو غيرهما لم يقع إنكاره من طرف علماء الأمّة. بل هو سنّة وردت في الأحاديث النبويّة الشريفة.
  • عند حصول ضرورة للتسميع وراء الإمام، لم يقع التوسّل في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم والسلف الصالح من بعده بعامل خارجيّ عن إطار الصلاة. فلم يكن هناك مثلا، استنجاد بإشارة ضوئية أو سمعية أجنبيّة. ولتوضيح المسألة وفي باب الصلاة بالذات هذا مثال محسوس: فللتغلّب على شدّة الحرّ مثلا، لم يكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستعين بِمُعدّات اصطناعيّة خارجيّة لتبريد المُصلّين أو المسجد، بل كان يقول: أرحنا بها يا بلال. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة: [إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصلاة] وفي رواية عن البخاري [عن الصلاة]. وكذلك الأمر في الجمع والقصر عند شدّة البرودة والمطر.

الاستنتاج:
التبليغ لحاجة جائز، بل هو مطلوب. ولكن دون إدخال عوامل أجنبيّة عن الصلاة. وقد رأينا اليوم –وليست هذه المرّة الأولى- عدم صحّة مقولة: [أنّ التكنولوجيا (في المُطلق) هي أمينة، شديدة الوفاء لسيّدها.] وحجّتنا ما وقع فيه المصلّون من إرباك وفقدان خشوع. وقد عرضنا منذ حين أن رابع وجوه الاقتداء وآخرها هو التبليغ. والمُسمِّع الحاضر الحيّ أفضل من المُضخّم الأجنبيّ الاصناعيّ. شأنه في ذلك شأن الأذان الحيّ المباشر والأذان التقنيّ المُسجّل.

فيجب أن نجعل استعمال التقنيات الصوتية ضرورة، أي بدلا وليست أصلا. ولا يُنتقل إلى البدل إلاّ عند تعذّر الأصل. حذار، فقد نصل يوما يطلب فيه مُصلّ الترفيع (على رأي الخزوري صاحب التلوّث الصوتي) في درجة الديسيبال للمذياع الداخلي بالمسجد حتّى يتمكّن الفرد من الصلاة جماعة وهو في مصنعه أو منزله دون الحاجة للتحوّل إلى الجامع.

والله أعلم، عثمان الدرويش
30 / 08 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
*ملاحظة 1 و 2 : من مصدر  مجلة البحوث الإسلامية -العدد30 وهذا رابطه: http://www.google.tn/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&cad=rja&ved=0CCoQFjAB&url=http%3A%2F%2Fwww.saaid.net%2Fbook%2F9%2F2354.doc&ei=3WE_UIHCH4nVsga1toBQ&usg=AFQjCNEARIhpKpfYq0m0lg5sIo3Zy26svg&sig2=TPnRQ112-3Z48ECwqOLCOw 
      

mercredi 1 juillet 2015

سُنيّة جلسة الاستراحة في الصلاة الجامعة


سُنيّة جلسة الاستراحة في الصلاة الجامعة

جلسة الاستراحة هي جلسة خفيفة تكون بعد السجدة الثانية وقبل القيام للركعتيْن الثانية والرابعة.

أقرّ أغلب الفقهاء والمُحدّثين أنّ جلسة الاستراحة كانت من فِعْله صلّى الله عليه وسلّم في آخر عمره عند كبره وضعفه واستدلّوا بحديث: [ لا تبادروني بالقيام والقعود فإني قد بدنت ] غير أنّهم انقسموا إلى فريقيْن: فريق رأى استحباب جلسة الاستراحة، وفريق حصر شرعيتها في مَن احتاج إليها لمرض أو كبر.

هذا بخصوص تعريف جلسة الاستراحة وحكمها. أمّا بخصوص الصلاة الجامعة، فعن أبي هريرة أنّ النبيء صلّى الله عليه وسلّم قال: [ إنّما جُعِل الإمام لِيُؤتمّ به فلا تختلفوا عليه ]. ثمّ إنّ الإمام يتحمّل عن المأموم السنن والمستحبّات القولية، كالتسبيح. ولكنّ الفعليّة منها لا يتحمّلها عنه. بل ذهب عديد الفقهاء إلى بطلان صلاة المأموم إن ترك فِعلا من أفعال الصلاة حتى طال الوقت ولم يتداركه. هذا في حالة النقصان، فما بالك بأن يزيد المأموم عن إمامه فِعلا، كأن يقوم الإمام من السجدة الثانية مباشرة إلى الركعة الثالثة أو الرابعة، في حين يذهب المأموم لجلسة الاستراحة، وبعدها ينتصب قائما ليلتحق بالإمام.
بل أكثر من ذلك، فلو ترك الإمام مثلا التشهد الأول سهوا وقام للركعة الثالثة، لا يصحّ للمأموم أن يُخالف إمامه فيأتي بالتشهد الذي تركه الإمام –سهوا- ثمّ يلتحق به قائما. بل على المأموم متابعة إمامه الساهي، ثم يسجد وراءه للسهو.

وزيادة لمخالفة المأموم لإمامه بجلسة الاستراحة في قضية الحال، فإنّه يُحدث بفعلته تلك إرباكا ملحوظا لمن جاوره من المصلّين. وهذا الفعل منهيّ عنه للإمام نهيا شديدا، فكيف للمأموم؟ ومثال ذلك، أنّ الإمام مدعوّ لتجنّب القراءة في المكتوبة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة، حتى لا يُربك المأمومين وراءه.

لطيــفة: ذكر بعض أهل الاختصاص أنّ إمام جامع الزيتونة في أواسط القرن الماضي كان مواضبا على القراءة في الركعة الثانية من صلاة صبح كلّ جمعة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة. فهذا الإمام على عكس الأول، لو ترك مرّة القراءة في الركعة الثانية من صلاة صبح جمعة واحدة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة، لأحدث بين المصلّين إرباكا منهيّا عنه.

والله أعلم، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
23 / 11 / 2012

samedi 27 juin 2015

بئس الثورة، ثورة -2


بئس الثورة، 
ثورة 

تفرّقت بها السُّبل ...
وضاع منها الفِعل ...

فوجدت نفسها من حيث تدري أولا تدري
تُقدّم لألدّ أعدائها الحلّ:
·        تحقيق حلم بوش/ليزا في إهداء ديمقراطية <<الفوضى الخلاّقة>> للكلّ

والسلام، عثمان الدرويش
26 / 12 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

dimanche 21 juin 2015

شظايا الثورة تُصيب وقتيْ إمساك الصائم وأذان الفجر

.
شظايا الثورة تُصيب –مُجدّدا- وقتيْ إمساك الصائم وأذان الصبح (الفجر)
مقاربة اجتهادية لا تُلزم إلاّ صاحبها

الوضعية الحالية:
وصف ساعة الاختلاف من الثالثة ليلا إلى الرابعة صباحا، وهي الساعة الفاصلة بين الفجريْن الكاذب والصادق: فبعد هدوء الليل وبعد مرور عشرين دقيقة من الساعة الثالثة ليلا، تنبعث تراتيل قرآنية من مكبّرات الصوت من مساجد مختلفة وفي أوقات متلاحقة، وأحيانا متضاربة ناتجة عن أعطال فنيّة خارجة عن نطاق المسؤولين. يستمرّ بثّ تسجيلات قرّاء القرآن الكريم حواليْ ربع الساعة، ثمّ تنطفئ أنوار الصوامع في أوقات متقاربة –إلاّ صومعة الجامع العتيق- ويتوقّف معها سماع التراتيل القرآنية. ويُخيّم على مدينة العالية سكون عام لمدّة تزيد على العشر دقائق بقليل. وبعدها يرتفع الأذان من نحو أربعة أو خمسة مصادر. ثمّ يعمّ السكونُ البلدةَ من جديد وكذلك لمدّة قد تتجاوز العشر دقائق بقليل. ثمّ تنبعث داخل المساجد وفي أوقات متقاربة أصوات الإقامة للصلاة، هذه الأصوات يسمعها أجوار تلك المساجد والزوايا على أقصى تقدير. ولكن، غالبا ما تتزامن إقامة صلاة الصبح (الفجر) مع صوت أذان جديد من مكبّر صوت الجامع العتيق، والذي تظلّ أنوار صومعته مُضيئة إلى هذه اللحظة (أي مُتأخّرة عن باقي المساجد بحوالي نصف ساعة).

حيرة المتساكن:
* أقوم من نومي، أُنصت إلى الخارج ولكنّي لا أسمع شيئا. ما هي احتمالات ذلك؟ كثيرة هي، ولكن هذا بعضها:
1- لم تنطلق بعد التراتيل القرآنية من المساجد. وعليه فوقت السحور لا يزال ساريّا.
2- انتهى "التجويد" فقط ولم يحن بعد وقت أذان الفجر. وهذا يؤدّي لتصرفيْن اثنيْن: أ- إن كنتَ "غير سلفيّ"، لم يعد بإمكانك السحور، ولم يحن بعد وقت صلاة الصبح. ب- وإن كنت "سلفيّا"، مازال بإمكانك السحور، وبالتالي لم يحن بعد وقت الفجريْن (لا الكاذب ولا الصادق). 
3- انتهى "التجويد" وانتهى أذان الفجر الصادر عن كلّ المساجد إلاّ المسجد ذا الأذانيْن. وهذا يقودك لتصرفيْن اثنيْن: أ- إن كنتَ "غير سلفيّ"، فقد دخل وقت الإمساك عن المفطرات، ووقت الفجر الكاذب. ب- وإن كنت "سلفيّا"، لم يحن بعد وقت صلاة الصبح، ولا يزال السحور مُمكنا ما دام ابن أمّ مكتوم هذا العصر لم يُؤذّن ثانية.
4- انتهى "التجويد" وانتهى أذان الفجر الصادر عن كلّ المساجد بما فيها المسجد ذو الأذانيْن، وأقيمت صلاة الصبح في المساجد. وعليه يكون وقتا الإمساك والصلاة قد دخلا من فترة قصيرة أو طويلة نسبيّا.
* حالة أخرى، أستيقظ فأسمع أذانا أو أكثر –بالتثويب و/أو بدونه-: وهذا يحتمل أكثر من تأويل.

والسؤال الآن، هل أنّ المسألة مُستعصية لهذا الحدّ؟ ألا يُوجد حلّ يتماشى مع العرف والتقاليد ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية والقوانين المادية؟

ولكنّ هامشا ضروريّا يطرح نفسه قبل الإجابة على هذا السؤال. قد يقول أحدهم إنّ الطرح مبالغ فيه، بل قد يذهب البعض إلى نفي وجود مشكل بالأساس. إذ كيف يحدث كلّ هذا الإرباك لمن يعيش عصر التقنية الحديثة والتكنولوجية الرقمية؟
والجواب متوفّر في محيط كلّ منّا: ولنتجاوز الطبقة العامّة للشعب الكريم، فمَن يملك روزنامات مفصّلة لمواعيد الإفطار والإمساك لا يجرأ على شربة الماء قبل سماع أذان المغرب، حتى وإن تأخّر أذان مسجد حيّه لبعض الوقت. ومُقاطع التلفزة تجده حريصا على ضبط جهازه على قناة تلفزية رسمية أو غير رسمية مهتمّة بإذاعة أذان المغرب. وعالم الفلك رغم معرفته بدرجة رصد الفجر –الكاذب والصادق، صيفا وشتاء- فإنّه لا يتجرّأ على تحديد لحظة الإفطار أو الإمساك حتّى لنفسه. وأستاذ الفيزياء لا يطمئنّ لحساباته، بل لا يهدأ له بال إلاّ بعد الإعلان الرسمي لمفتي الجمهورية المُؤكّد على رؤية هلال شهر رمضان أو ثبوت أول أيّام العيد. والخبير في البورصة والتضخّم المالي لا يقتنع بحساباته وينتظر تحديد قيمة زكاة الفطر عبر بلاغ رسميّ أو خطبة جمعة.

ومن هذه الأمثلة، نستنتج:
* أولا: أنّ الفرد لا يُخاطر بالتحرّي في بعض المسائل الدينية كوقت الإمساك مثلا، بل ولا يُمكنه فعل ذلك أصلا، حتّى وإن كان ضمن مجموعة.
* ثانيا: المسلم عادة - مهما بلغت درجة معرفته بالعلوم الماديّة – إذا ما وصل الأمر لشؤون دينه فإنّه غالبا ما يركن إلى ما أجمع عليه أهله ومشايخ حيّه أو قريته. ومن هنا نخلص للقول بأنّ المسألة التي نحن بصددها هي قضيّة ذات أهميّة بالغة.

حلّ المعادلة:
وهي في نظرنا تتكوّن من شقّيْن اثنيْن: من جهة مسألة الفجر الكاذب والفجر الصادق، ومن الجهة الأخرى الحديث الثابت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأكثر من صيغة: [ إنّ ‏‏بلالا ‏‏يُؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتّى يُنادي ‏‏ابن أمّ مكتوم ]. فبنسبة للنقطة الأولى كنّا قد أوضحنا للتوّ أنّ تمييز اللحظة الفاصلة بيْن الفجريْن الكاذب والصادق غير مُمكنة للشخص وحتّى إن كان ضمن مجموعة، ويجب إحالتها على الهيئات المُختصّة والجهات ذات العلاقة. وبخصوص النقطة الثانية، نرى إمكانية إيجاد طريقة شرعية تتماشى والعصر الحديث وتتطابق مع سنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم حول ثنائية:  [أذان بلال ثمّ نداء ابن أمّ مكتوم]

وبناء على ما سبق، نرى أن يكون حلّ المسألة كالتالي: تشرع مساجد البلدة في بثّ "التجويد" في الجزء الأخير من الليل وقبل وقت كاف للسحور(على شرط أنّ التجويد إذا انطلق من مصدر مُعيّن عليه ألاّ يتوقّف حتّى لحظة الإمساك –أي كما هو عليه الحال الآن). فليس بالضرورة أن تبدأ التراتيل في نفس الوقت، ولكن عليها التوقّف لزوما في نفس اللحظة. فيكون ذلك بالنسبة للفريقيْن المُختلفيْن بمثابة أذان بلال: [إنّ ‏‏بلالا ‏‏يُؤذّن بليل فكلوا واشربوا]. وبانتهاء التجويد، ينطلق بعده مباشرة أذان الفجر في نفس التوقيت ومن كلّ المساجد والزوايا. ويكون ذلك بمثابة نداء ابن أمّ مكتوم الداعي للإمساك بالنسبة للفريق الأول "غير السلفي"/ وهذا الأذان نفسه يكون بمثابة أذان بلال للفريق الثاني المعتمد على الفجر الصادق. وبهذه العملية، أي بانطلاق الأذان من كلّ المساجد في نفس الوقت تزول حيرة السامع.

يسأل سائل وهل يجوز شرعا الأذان للصبح (الفجر) قبل دخول الوقت وبزمنيْن مختلفيْن عند الفريقيْن؟ نقول والله أعلم، إنّ الأذان للصلاة قبل دخول وقتها يجوز شرعا على رأي الجمهور وبإجماع المذاهب الأربعة، وذلك في صلاة الصبح (الفجر) فقط ودون غيرها. وذلك لصريح الحديث السابق، بأنّ بلالا كان يُؤذّن بليل، أي قبل الفجريْن الكاذب والصادق.

ونأتي الآن للمرحلة الأخيرة، وهي الإقامة لصلاة الصبح عند الفريق الأوّل، والأذان الثاني عند الفريق الثاني. فبالنسبة للأوّل ستبقى الإقامة في التوقيت ذاته وبالطريقة نفسها. فقط، الزمن الفاصل بين الأذان والإقامة ازداد بعشر دقائق إضافية. وهذا مستحسن عند الآمّين للمساجد. وبالنسبة للثاني المُتمسّك بأذان ابن أمّ مكتوم، يستطيع بعد أن دخل وقت صلاة الفجر بل هو مطالب بنداء ابن أمّ مكتوم، ولكن حتّى لا يُربك متساكني البلدة يجب أن يكون الأذان الثاني بالكيفية التقنية التي عليها الإقامة. أي أن يكون الأذان الثاني داخل المسجد فقط، ويكون حكمه شرعا حكم الجماعة التي لم تعد تنتظر غيرها.

ملخّص المقاربة:
1-   تُذيع جميع المساجد بالبلدة أذان الفجر بعد "التجويد" مباشرة، قبل عشر دقائق من موعده الحالي، أي يكون أذان الصبح (الفجر) قبل دخول الوقت. وقد بينّا جواز ذلك شرعا –في صلاة الصبح فقط- بدليل صحّة حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: [ إنّ بلالا يُؤذّن بليل، فكلوا واشربوا...]
2-   تبقى صلاة الصبح (الفجر) في موعدها حسب كلّ مسجد، ولا بأس في إعادة الأذان ساعتها. ولكن شريطة أن يكون الأذان الثاني [ أذان ابن أمّ مكتوم ] داخل المسجد، مثله مثل الإقامة للصلاة، حتى لا يتمّ إرباك السامع.

والله أعلى وأعلم، عثمان الدرويش
04 / 08 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.  

lundi 15 juin 2015

انطباعات ذاتية حول اختتام السنة الدراسية بالعالية

    .
انطباعات ذاتية حول اختتام السنة الدراسية بالعالية

·        جمعية رعاية المعاقين بالعالية: رغم الانقباض النفسي الناتج عن تواجدي بين ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد شاركت أولئك الصغار فرحتهم باختتام سنتهم التربوية. ثمّ غادرتُ وأنا مُعجب بهذه الجمعية التي تواصل شقّ طريقها في صمت وثبات.

·        مدرسة الشابي بالعالية: رغم الانشراح النفسي الذي كنت عليه بسبب زيارة مدرسة قضيتُ بها ثلثيْ حياتي المهنية، ومشاركة زملاء وتلاميذ فرحتهم باختتام سنتهم الدراسية، فقد غادرتُ وأنا مُنزعج من عملية تقديم جوائز لبعض التلاميذ على أنّها "مهداة من طرف النقابة الأساسية للتعليم".

غادرتُ وأنا أتذكّر سنة 90 أو 91 عندما قاطعتُ حفلا مدرسيا في نفس المدرسة، لأنّ مشروبات ذلك اليوم كانت مهداة من صاحب مقهى، والمرطبات كانت تبرّعا من صاحب معمل حلويات.

غادرتُ وأنا أتصوّر نفسي في اختتام سنة دراسية قادمة عندما تُصبح يومها المشروبات صدقة من روابط حماية الثورة أو حزب النهضة، وتصير الجوائز هبة من حزب نداء تونس أو سليم الرياحي.

وكلّ ثورة واحنا المعلمين دايما فرحانين.
والسلام، عثمان الدرويش
30 / 06 / 2013

.     

dimanche 7 juin 2015

تثبيت موقف من نقابة التعليم ووزارة التربية

.
تثبيت موقف من نقابة التعليم ووزارة التربية


بقطع النظر عن مشروعية إضرابات قطاع التعليم الأساسي من عدمها بعد 14 جانفي 2011 عهد النضال مدفوع الأجر، وتجاوزا لموقف سلطة الإشراف من الأزمة الراهنة، يهمّني أن أوضّح التالي:
·        توقّفتُ تقريبا عن الكتابة في الشأن الداخلي منذ سنة ونصف لأسباب أطنبت في شرحها سابقا. وحتى في الفترة الأخيرة عندما كانت تدفعني رغبة شديدة في التعبير عن رأيي من الأحداث الراهنة كحملة "وينو البترول" أو الإضراب الإداري لمدرّسي التعليم الأساسي هذه الأيام كنتُ دائما أصل إلى قرار الاحتفاظ بموقفي لنفسي، لا خوفا من أن أُحشر في شرذمة الثورة المضادة. فأنا لا أنتظر تزكية من أحد ولا أهتمّ كثيرا لانزعاج الملتحقين حديثا ببورصة الثورة. ولكنّ تحفّظي خلال تلك المدّة كان لسبب وحيد هو الخشية من أن تُحسب مواقفي سندا لحاكم وضدّ فئة من الشعب. فأنا لم أكن يوما في صف حاكم –أيّ حاكم- ولا يُمكن أن يحصل ذلك في يوم من الأيّام.
·        إنّ ما دعاني للكتابة اليوم هو التصريح المثير لوزير التربية أمس 06/06/2015 "الصورة المصاحبة" [هناك حلول كثيرة أمام الوزارة لتفادي الأزمة التي أربكت سير الامتحانات ومنها الاستعانة بالإداريين والمتقاعدين والمتطوّعين لإجراء الامتحانات أو احتساب معدّلات الثلاثيتين الأولى والثانية. ] التصريح نشرته "شمس اف ام" نقلا عن موقع "آخر خبر أون لاين" على الرابط التالي:
   
وإن كانت لا تعنيني المطالب الفئوية المرفوعة من طرف النقابة، فأنا كمعلّم ترشيحي متقاعد أرفض أن يزجّ بي حاكم في عداوة مع زملاء لا مصلحة من وراءها لوطن أو مواطن، وإنّما هي فقط لتغطية عجز حكومة عن معالجة الأزمة الراهنة.
والأجدر للحاكم بأمره أن يتسلّح بشجاعة التفاوض مع الطرف المقابل، إن كانت مطالبه مشروعة ومنطقية. أو أن تكون له جرأة تطبيق القوانين على الطائفة الجانحة، إن كانت عكس ذلك.

والسلام، عثمان الدرويش
07/06/2015
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.    

mardi 2 juin 2015

ولله في خلقه شؤون





.
ولله في خلقه شؤون

مقتطف 41 من صفحة أحد رواد: خواطر وآراء
...
المقتطف لـFatma Boussadoun تحت عنوان:

عندما ترقص الطبيعة، على يسار الصورة
...
وخواطر وآراء تُعيد تنزيل المقتطف تحت عنوان جديد:
ولله في خلقه شؤون
...
وذلك بإضافة صورة ثانية على اليمين، لشجرة في حالة ركوع باتّجاه القبلة
...
للاستدلال على أنّ للطبيعة فنونا مختلفة لا نفقه كنهها
...
هذا رابط المقتطف 41 لـ Fatma Boussadoun
...
وهذا رابط المقتطف الإضافي لـ خواطر وآراء
...
مع تحيات خواطر وآراء
01-06-2012
.