Pages

Nombre total de pages vues

lundi 26 septembre 2022

بخصوص دعاء السفر


.
بخصوص دعاء السفر

منذ سنين قرأت أنّ جهة -لا أذكر ما هي- رفعت قضية تُطالب فيها شركة طيران مصرية بالتوقّف عن بثّ دعاء السفر قبيل إقلاع الرحلة نظرا لما يتسبّب فيه الدعاء من كآبة وضيق في نفوس المسافرين. وهذا هو الدعاء الوارد في الآيتين12و13من سورة الزخرف: [ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ] 

والمعنى الإجمالي للدعاء هو: ذكر لله في ساعة حرجة
وقد يتبادر لذهن الإنسان أنّ هذا الفرس هو الأسرع والأقوى لِما حصل عليه من غذاء جيّد وترويض مدروس، أو أن ينشغل في تلك اللحظة بتمجيد الدّار المُصنّعة لهذه السيارة أو مدح مهندس تلك الطائرة على تصميمه العجيب. وقد يصل به الأمر لإشراك غير الخالق في الخلق. ويعتقد الإنسان أنّه يركب هذه الدواب والفلك بقدرته وليس بتسخير من الله.
والتسخير الوارد في الآية الكريمة بمعنى تذليل وتطويع وتيسير من الله لا للمركوب فقط، وإنّما كذلك بسنّ قوانين فيزيائية، دور الإنسان فيها اكتشاف ما يتوافق منها مع حاجياته. فصار مُقرنا لهذا المركوب أي مُطيقا له أي مُتحكّما فيه.

ولعلّ الجهة الرافعة للقضية المشار إليها كان تطيّرها وتشاؤمها من الآية الأخيرة وهي 
[ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ] أي ميّتون، راجعون. وهذا الخوف الغير مُبرّر لا يكون إلاّ عند الذي عمّر دنياه على حساب آخرته. لأنّ ظاهر الآية وإن كان يُذكّر بالموت، فهو كلّه أمل في الحياة.
فالإنسان المؤمن بقضاء الله تطمئنّ نفسه عند ذكره هذا الدعاء، لمعادلة رياضية بسيطة: [ إنّ القادر على إرجاع الأموات للحياة قادر على إرجاع المسافر سالما إلى أهله. ] فالواثق بقدرة الله يزيده هذا الدعاء طمأنينة. فهل أنّ هذا الدعاء نذير شؤم أم مبعث انشراح نفس؟ ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب.

ومادمنا نتحدّث عن السفر الدنيوي ضمن محطّات رحلة رمضان التعبُّدية، نختم بقوله تعالى: [ وتزوّدوا فإنَّ خيرَ الزّادِ التّقوَى. ] 196البقرة.

والسلام،عثمان الدرويش
27 / 08 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire