مواقفكم هي المُتقلّبة، أمّا معارضتنا فهي ثابتة
تنزيل: 17/ 03/ 2012
جولة 2021 من انتصارات فلسطين
الموجز 11/11: وانتصرت المُقاومة حتى قبل وقف إطلاق النار
خلصنا في -10- إلى أنّ الأجوار مُكبّلين بمعاهدات كامب دافيد ووادي عربة وأوسلو، والبلد الزائد -قطر- مُقيّدة بفضل بايدن أمريكيا في رفع حصار دول الخليج عنها،لا يُمكن لهذا الرباعي القيام بدور الوساطة بين الطرفيْن المُتحاربيْن. وذلك، ليس لضعف هذه الدول الراعية للمفاوضات وعدم قدرتها على التأثير على الكيان الإسرائيلي فحسب. بل لعدم تحمّسها لنصرة مُقاومة مُسلّحة عمودها الفقري حركة إسلامية تختلف هذه الدول معها بنسب مُتفاوتة.
وحتى لا ينسب الرباعي الوسيط الفضل لنفسه في التخفيف على الشعب الفلسطيني، نقول إنّ المُقاومة الشعبية والمُسلّحة نجحت في تحقيق أهدافها الفرعية حتى قبل وقف إطلاق النار. وذلك بـ:
* إعادة القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث من جديد بعد تجاهل ونسيان طويليْن.
* إذكاء شرارة المُقاومة بجميع أنواعها في الداخل بأكمله والشتات.
* كسر الحصار على مُقاومة غزة وسكان الضفة ومالكي حي الشيخ جراح والمرابطين ببيت المقدس.
* تسليط الضوء على مُعاناة فلسطيني الــ48ــ
* تلاحم الفصائل المُسلحة، وتقارب مُقاومة غزة مع سلطة الضفة.
* رضوخ الأشقاء والأعداء على حدّ السواء -مُجبرين- على التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
* التعديل الإيجابي في مواقف النظام الرسمي في الاتحاد الأروبي والولايات المتحدة.
* اقتناص الفرصة لاختبار الأسلحة الجديدة وإرهاب العدوّ.
أمّا الآن، فالخوف الوحيد هو أن يقوم الرباعي الوسيط – تحقيقا لأهدافه الخاصة، والتي ذكرناها في -9- باحتواء المُقاومة والضغط عليها لتثبيت هدنة طويلة المدى مع العدو، وذلك، بإغرائها بإعادة الإعمار وإدخال المساعدات. فهذا حقّ الغزّوين، وسيكون النظام العالمي الرسمي مُجبرا على تقديمه لأسباب يطول شرحها.
ونختم بالشعار الذي طالما ردّدناه : الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة ... إنّهــا بمســافة الثــورة
تمّ بحمد الله
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
31/05/2021
.
جولة 2021 من انتصارات فلسطين
الموجز 11/10: وسطاء ضعفاء من دول الطوق زائد واحد
وصلنا في -9- إلى أنّ الهدف المُتبادل بين المُتحاربيْن هو إنهاء أحدهما للآخر. لذلك فإنّ تثبيت وقف إطلاق النار يستوجب وساطة لتقريب وجهات النظر لدى الطرفيْن.
حسب التصريحات الرسمية والإعلامية، سيكون الوسطاء من دول الطوق زائد واحد. وبعد التفحيص والتمحيص انتقت أمريكيا الجهة المُتنفّذة من دول الجوار: مصر-كامب دافيد وأردن-وادي عربة وسلطة-أوسلو-الضفة، زائد واحد. وتشترك هذه الدول الثلاث الوسيطة في: علاقتها التطبيعية مع العدو الصهيوني بمعاهدات علنية، وضعف نفوذها على الكيان الغاصب. أمّا الواحد الزائد فهو قطر صاحبة العلاقات السرّية و/أو العلنية مع طرفيْ النزاع.
ولكنّ الدول الثلاث الوسيطة عجزت -ولمدّة عقود- على إجبار إسرائيل على تطبيق بنود الاتفاقيات الثلاث (كامب دافيد / وادي عربة / أوسلو)، لأنّ العدو يرى أنّ تنفيذ النقاط العالقة لا يخدم مصلحتها. والوسيط الزائد لدول الاستسلام للمعاهدات الثلاث المذكورة، وهو قطر، مُدانة للجهة المُتنفّذة في العالم والمُنحازة للصهاينة، بعد أن رفعت عنها دول الخليج الحصار في جانفي / يناير 2021 أي بُعيْد سقوط ترامب الجمهوري وصعود بايدن الديمقراطي إلى سدة الحكم في أمريكيا.
وهنا، يسأل سائل: إذا كانت الدول الوسيطة على هذه الدرجة من الضعف والوهن، لماذا قبلت دورالمُحلِّل الرسمي (التيّاس)؟ نُجيب:
* تُريد المُكبّلة بكامب دافيد أن تظهر بأنّ عداوتها لإخوان مصر لا ينسحب آليا على إخوان المُقاومة.
* تُريد المُقيّدة بوادي عربة التخفيف من الاحتقان الشعبي داخلها، خصوصا وأنّ الأردن هو الوصيّ التاريخي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف منذ أكثر من مائة سنة. وأنّ نصف سكانjordanie هم أصيلوcisjordanie.
* تُريد رهينة أوسلو إظهار نفسها بأنّها تتحمّل كذلك مسؤولية شعبها في الــ48-- وغزة.
* تُريد المُدانة للولايات المُتحدة والخارجة لتوّها من حصار خليجي أن تُبرز نفسها وكأنّها عنصر أساسي وفعّال في إحلال السلام في المنطقة.
ولنفترض جدلا أنّ الوسطاء الثلاثة -زائد واحد- تتوفّر فيهم بعض شروط الوساطة كالثقة والنزاهة -ولا نقول تحمّسهم للقضية- بل يكفينا حيادهم. أ بمثل هؤلاء المُسقطين على الطرف الفلسطيني المُحارب ستُحقّق المُقاومة الشعبية المُسلّحة بعض الأجزاء من هدفها؟ نرجو ذلك.
يتبع بإذن الله...
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
30/05/2021
جولة 2021 من انتصارات فلسطين
الموجز 11/9: أهداف المُتحاربيْن بعد وقف إطلاق النار
أظهرت الدراسة الوصفية في المواجز السابقة تفوّق المُقاومة الشعبية المُسلّحة على العدو الإسرائيلي في صناعة أحداث جولة 2021 من الحرب. ولكن انتهينا إلى خلاصة ما فادها أنّ الأهم من صناعة الحدث هو حسن استثماره، لأنّ مُستثمر الحدث ليس دائما صانعه. لذلك يجب علينا -بداية- معرفة أهداف الطرفين بعد وقف إطلاق النار.
الهدف المحوري للعدوّ المحتلّ هو إنهاء المُقاومة بفرض شروط قاسية عليها للقبول بهدنة طويلة الأمد. فتنكمش المُقاومة وتضمحل ثمّ تندثر. وينعم بالتالي المحتلّ بالأمن والسلام. وهذا الهدف نجحت إسرائيل في تحقيقه مع كلّ دول الطوق عبر معاهدات وهدنات ضمنية أو صريحة. أمّا الهدفان الفرعيان للمحتلّ هما: أولا، نشر الفرقة بين الفصائل المُقاومة فيما بينها من ناحية، وبينها وبين سلطة أوسلو من ناحية أخرى. ثانيا، توسيع الفجوة بين سلطة المُقاومة وعامة الشعب.
الهدف المركزي للمُقاومة هو إنهاء الاحتلال وإقرار حق العودة.
فإذا كان الهدف المُتبادل بين الطرفيْن هو إنهاء أحدهما للآخر، فلابدّ من طرف ثالث لتقريب وجهة النظر بين المُتحاربيْن. وليقوم هذا الطرف بالوساطة يجب أن تتوفّر فيه شروط دنيا، أهمّها شرط القوة لتسليط الضغوط اللازمة على طرفيْ النزاع. فهل الأمر كذلك في قضية الحال؟
يتبع بإذن الله...
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
29/05/2021
جولة 2021 من انتصارات فلسطين
الموجز 11/8: تأثير التصريحات الصحفية والبيانات العسكرية على سير المعركة
كلّ التصريحات الصحفية والبيانات العسكرية للعدو الصهيوني في جولة 2021 جاءت اسطوانة مشروخة مُكرّرة لمعارك سابقة:
* كزعمهم اغتيال قيادات وتدمير مخازن أسلحة، مع إضافة جديدة هدم ميترو حماس.
* التصريح الآخر الذي استوقفنا هذه المرّة هو الإعلان العسكري على بداية الحرب البرية على غزة. وبعد تقدّم الأليات الحربية على الأرض والقصف المدفعي المُكثّف، أدرك العدو أنّ خسائره من الجنود والعتاد ستكون مرتفعة. عاد بعد سويعات لإصدار بيان عسكري يدّعي فيه أنّه لم يكن ينوي -أصلا- الدخول في حرب بريّة. وما تداوله الإعلام كان ناتجا عن خطإ في الترجمة للناطق العسكري الرسمي في وزارة الحرب.
* العنصر الإعلامي الجديد للصهاينة في هذه المعركة هو احتجاب ناتنياهو وبطانته عن الأنظار، يوم الإعلان عن موعد إطلاق النار. هلّل بايدن من واشنطن، واستبشر غوتيريش من نيورك. ولكنّ ناتنياهو ظلّ صامتا وبطانته لأكثر من أربع وعشرين ساعة.
بيانات المُقاومة المُسلّحة في غزة في جولة 2021 جاءت original شكلا ومضمونا:
* صدرت بيانات المُقاومة المُسلّحة عن غرفة عميات مُشتركة في أغلبها.
* ابتعدت التصريحات هذه المرّة عن نداءات السياسيين كالاستغاثة بالمجتمع الدولي وطلب وقف العدوان من الأمم المتحدة.
* الإعلام المسبق بالفعل المُقاوم، كإمهال العدو حتى السادسة مساء من يوم 10ماي/ايار 2021 لسحب جنوده ومُغتصبي الأرض من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، قبل رشقه بأول صاروخ في اتجاه القدس.
* الإعلام المسبق بموعد الهجوم الصاروخي ووِجهته، وحصل ذلك في أكثر من مرّة.
* التوجّه لرعايا العدو مباشرة لمنحهم هدنة بساعتيْن لقضاء شؤونهم في أمان.
وما دمنا في باب التصريحات وتأثيرها في المُتلقي، نسجّل انحياز مُضاربي منصات التواصل الاجتماعي للعدو الصهيوني، وتشديد الرقابة للتسويق أنّ الحرب كانت نظيفة. فلا أشلاء جثث أو حتى قطرة دم واحدة كان مسموحا بنشرها. وقد نعود لهذه النقطة في موجز خاص.
إنّ كلّ ما عرضناه في الفصول السابقة كان عرضا وصفيّا لجولة2021 أظهرت قدرة المُقاومة في صناعة أحداثها. ولكن حذار، فمُستثمر الحدث ليس دائما صانعه. وهذا ما سنعرج عليه لاحقا بإذن الله.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
28/05/2021
.
الموجز 11/7: سلطة المصطلح: سيف القدس & حارس الأسوار
تحدّثنا مُطولا على أهمية المُبادرة في الفعل المُقاوم. ولكنّ المُبادرة ليست مُقتصرة على العمل الميداني، بل قد يكون تأثيرها أشدّ على العدو حتى برفع شعار أو اختيار مصطلح. ولنأخذ عنوانيْ معركة رمضان 1442/ماي2021: سيف القدس (عند الفلسطينيين) وحارس الأسوار (عند اليهود).
لم يعد خافيا على أحد أنّ المصطلحات ليست مُحايدة. فهي كمائن فكرية تنصبها جهة لتُشكّل سلطة معنوية على جهة مُقابلة.
ثمّ يُحيلنا مصطلح [حارس الأسوار أي القبة الحديدية] إلى الآية 14 من سورة الحشر والتي تتحدث عن اليهود حسب التفاسير المختلفة: لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ.
وهكذا يتبيّن مدى تأثير المصطلح على نفسية المتلقي سلبا وإيجابا. وقد قامت التصريحات الصحفية والبيانات العسكرية بنفس الدور أثناء جولة 2021 من العدوان الإسرائيلي. وهذا ما سنبحثه لاحقا بإذن الله.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
27/05/2021
.