Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 16 novembre 2017

المغادرون للسلطة في تونس للمواطن: " عَشّ عليه "

.  
المغادرون للسلطة في تونس للمواطن: " عَشّ عليه "

كلّهم من مُساندي المرزوقي للدور النهائي في الانتخابات الرئاسية. كلّهم يمدحون مرشّحهم ويهجون منافسه. وأنا صامت لا أنبس ببنت شفة. فجأة، التفت إليّ وقال لي: وأنتَ لِمَ لَمْ تُصوّت؟
قلتُ: أنا حرّ. أنا لستُ مُستعدّا لرمي صوتي في سلّة المهملات.
قال: اجلسوا على الربوة، ستندمون إلخ ... إلخ ...
(تلك الاسطوانة المكرورة التي صارت تتسبّب لنا في الغثيان كلما شاهدنا نقاشا تلفزيا أو تصّفحنا الاستقبال الفايسبوكي.)
قلت: ما الفائدة في رمي صوتي بين ماكينتيْ النهضة والنداء. لو أعلنت النهضة دعم مرشّح مُناضل ديمقراطيّ، لساهمتُ في الانتخابات وكان لصوتي جدوى.
قال: وما يهمّك في موقف النهضة؟ أأنت نهضويّ؟ ثمّ إنّ النهضة لم تدعم المرزوقي.
قلت: كنتم تتزايدون في مدح مرشّحكم، ولم أتدخّل في عكاظيتكم. أمّا أن يتمّ استبلاهي بمثل هذا الكلام، فهذا ما لا أقبله. كما أرفض رفضا قاطعا أن يتمّ تحريكي كبيدق لصالح هذا الحزب أو تلك الجهة أو ذاك الشخص.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: النهضة خصوصا والترويكا الحاكمة عموما أسقطت شروطا من مشروع الدستور كانت ستُقصي آليا كلّ أعداء الثورة. ومن هذه الشروط التي أسقطتها النهضة أو لم تستطع تمريرها: السنّ القصوى للمترشّح لرئاسة الجمهورية وحمل جنسية ثانية (ويُمكن أن تكون إسرائيلية) وإلغاء قانون تحصين الثورة...
والآن وبعد أن فشلت النهضة في إقصاء أعدائها تُريد منّي أن أقوم أنا بما عجزت هي عن فعله، برفع شعار: " عَشّ عليه "
" عَشّ عليه ": عبارة يُطلقها شخص لكلبه -أعزّكم الله- كأمر لمهاجمة شخص غير مرغوب فيه، عجز صاحب المنزل عن التصدّي له.

أمّا بخصوص الجلوس على الربوة، فأنا أعرف متى أجلس على الربوة. وقد تكون ساعة عودتي للساحة قريبة.
وإجمالا، ما دمتُ متناسقا مع نفسي فلا تهمّني شهادة شاكر ولا ألتفتُ إلى الشاتمين.

والسلام، عثمان الدرويش
25 / 11 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

lundi 13 novembre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -21

.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -21
واطمأنّ هؤلاء وأولئك على ديمقراطية تونس

بعد سويعات من غلق مكاتب الاقتراع في عملية انتخاب (26/10/2014) أول برلمان في تونس بعد سقوط ابن علي:

·        سفير الولايات المتحدة الأمريكية يتفقّد مكاتب التصويت في نهج مرسيليا وباردو.
·        رئيس الولايات المتحدة يُهنّئ تونس بنجاح الانتخابات.
·        أمين عام الأمم المتحدة يُهنّئ تونس بنجاح الانتخابات
·        زعيم الحزب الحاكم بعد الثورة –وقبل التصريح الرسمي بأيّ نتيجة لا جزئية ولا أوليّة- يُهنّئ خصمه على فوزه بالمرتبة الأولى في الانتخابات.
·        نسب تداولات البورصة ترتفع في تونس.
·        سفارة فرنسا تقول إنّ تونس لم تعد وجهة محفوفة بالمخاطر.
·        الاتحاد الأوروبي يُشيد بشفافية ونزاهة انتخابات تونس.
·        رئيس مهاجر لحزب سياسيّ ومترشّح لرئاسة الجمهورية يُعلن قرار مغادرته عاصمة الضباب وعودته لتونس الخضراء يوم 01/11/2014.

الكلّ كان خلال فترة الحملة الانتخابية وطيلة يوم الاقتراع يحثّ المواطنين على التوجّه إلى مكاتب الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. لا يهمّ لصالح مَن سيُصوّتون. المهمّ عند النخب السياسية والإعلامية هو إضفاء شرعية على انتخابات أكتوبر 2014، وفعلا ارتفعت نسبة إقبال الناخبين. وحصلت النخبة على مبتغاها. لذلك، جاءت ردود الفعل سابقة الذكر إيجابية.

ولكن على الحكّام الحاليين والقادمين أن يعلموا أنّي لم أُزكّ منهم –يوم 26 أكتوبر 2014- أحدا. وموقفي من المطبخ السياسي الجديد قد يتأخّر بعض الوقت.

والسلام، عثمان الدرويش
29 / 10 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

samedi 11 novembre 2017

تحوّل "الجزيرة" من تغطية الأحداث إلى صُنعها


هل ستنجح "الجزيرة" هذه المرّة في تفجير لغم جديد؟


                            ما زال الكثير منّا يذكر ملفّ المفاوضات الفلسطينية-الصهيونية السرّية، والذي نشرته قناة الجزيرة على دفعات خلال –جانفي2011- الشهر الأوّل في حقبة ما سُمّي بـ "الربيع العربي". غير أنّ لغم الجزيرة لم ينفجر ساعتها، ولم تتحقّق أهداف أصحابه حسب اعتقادنا. ويرجع الفضل في نزع فتيل الأزمة بعد الله سبحانه وتعالى، إلى حالة المخاض التي كانت تعيشه تونس وقتها. وعندما أُجهضت المحاولة، سكنت زوبعة الجزيرة وأُعدِم ملفّها السرّي.

                             وفي الأيّام القليلة الماضية، عادت وكالة الجزيرة بعد ثمانية أعوام من البحوث والتحقيقات، لتكشف عن نظرية تُفسّر الماء بالماء وهي أنّ موتة المرحوم عرفات لم تكن طبيعية. وكان الدّور التونسي حاضرا كذلك، ولكن في غير الاتّجاه السابق. حيث سارعت الخارجية التونسية بإلقاء طوق النجاة لصانعة الحدث هذه المرّة. وطالب وزير خارجية تونس وقتها الجامعةَ العربيةَ باجتماع عاجل وطارئ يبحث في المُلابسات الجديدة لوفاة عرفات. 
وبما أنّ صانع المنتوج (الجزيرة) والمُروّج له (وزير خارجية تونس) محسوبان على الثورة الشعبية، لم يكن بمقدور أحد التشكيك في الغاية النهائية من القضية. فسارع الجميع للاصطفاف وراء مُستثمرَيْ الثورة [وزير وقناة]. وأبدى فقهاء الدّين والقانون والطبّ والسياسة عن دهشتهم الشديدة من النتيجة التي وصل إليها فريق بحوث الجزيرة. بل أكثر من ذلك، إذ عرض جميعهم (أقارب وأجانب) خدماتهم للمساعدة في الوصول إلى الجاني.

                                لقد كنّا ولازلنا نشهد ببراعة الجزيرة في استثمار الحدث. أمّا أن تتحوّل القناة لمصنع للأحداث فهذا يُعدّ مغامرة غير محسوبة. نعتقد جازمين أنّ خسارة قطر ستكون جسيمة لمعطيات جيوسياسية. إذْ من غير المنطقي أن تُقارن جزيرة قطر نفسها بالمثلّث المصلحيّ في المنطقة: [إيران-تركيا-"إسرائيل"]. فهذه الكيانات العِرقية الثلاثة فقط هي التي تعمل وفق مصلحتها، ومصلحيتها فقط. وبارز للعيان ما تحقّقه من نتائج، أحببنا أم كرهنا. 

هذا إذا اعتبرنا أنّ الجزيرة تعمل لمصلحتها القطرية، وهو حلم مشروع. أمّا إذا كانت القضية خلاف ذلك (أي أنّ الجزيرة تعمل لمصلحة طرف آخر)، فالمُصيبة أعظم.

مع تحيات خواطر وآراء  
11-07-2012
.

jeudi 2 novembre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -16

.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -16 
أربعة أمثلة تزوير للانتخابات، نصفها في العهد السعيد (د) 
·        حيلة محتملة: الورقة الدوّارة

1-   يدخل الناخب (س) مكتب الاقتراع المسجّل به ويقوم بجميع الإجراءات القانونية. يتسلّم ورقة التصويت المختومة من طرف الهيئة. يدخل الخلوة، يُقضّي فترة من الوقت داخلها ثمّ يخرج ويوهم أعضاء اللجنة بأنّه قد وضع ورقة التصويت فعلا في الصندوق المخصّص، وهو في الحقيقة قد أخفاها بين طيّات ثيابه. فإذا استعملت الهيئة هذه المرّة الظروف، يُمكنه إسقاط الظرف فارغا في الصندوق. وإذا كان الاقتراع سيتمّ بورقة تصويت دون ظرف – كما حال انتخابات 2011- يُسقط في الصندوق أيّة ورقة مغايرة بيضاء تشبه ورقة التصويت. ولتكون فرصة نجاحه في التحيّل أكبر، يُمكن أن تكون ساعة عمليته وقت ازدحام.

2-   ثمّ يقف الناخب (س) بعيدا لتصيّد ضحاياه. يُخرج ورقة التصويت القانونية من طيّات ثيابه، يضع العلامة في خانة حزبه أو القائمة التي استأجرته. يمرّ بجانبه ناخب، فيعترضه، يُسلّمه تلك الورقة جاهزة، ثمّ يُوصيه: أَخفِ هذه الورقة وادخل مكتب الاقتراع. قم بالإجراءات القانونية، ثمّ ادخل الخلوة، أَخفِ الورقة التي سيُسلّمها إليك مكتب الاقتراع. وأَخرجْ الورقة التي أعطيتك إيّاها. ثمّ غادر الخلوة وضع الورقة في الصندوق. وعندما تعود إليّ بالورقة التي سلّمها إليك المكتب سيكون لك الثمن أو الثواب.

3-   ثمّ يقف الناخب (س) بعيدا لتصيّد ضحاياه. يأخذ ورقة التصويت القانونية من زبونه، يضع العلامة في خانة حزبه أو القائمة التي استأجرته. يمرّ بجانبه ناخب جديد، فيعترضه، يُسلّمه تلك الورقة جاهزة، ثمّ يُوصيه:... وهكذا دواليك.

ختاما:
 لا تبع صوتك. فمن يشتريه منك اليوم، سيبيعك أنت غدا.

·        فعلى أعضاء المكتب الانتباه لمثل حالات التزوير هذه، حتى يتمّ إفشالها قبل وقوعها.
·        وعلى الناخب المتعرّض لمثل هذا الابتزاز أن يأخذ الورقة من الناخب (س) ولا يعود إليه. وبذلك، يقطع عليه سلسلة التزوير التي يُمارسها.
·        وعلى المواطن المارّ في الشارع الانتباه لمثل هذه السيناريوهات، واتّخاذ الموقف الصحيح منها.
         
والسلام، عثمان الدرويش
24 / 10 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

في ذكرى وعد بلفور

.
عندما يتطابق وعد بلفور مع وعد عباس

وعد من لا يملك لمن لا يستحق
ـــــــــــــــــ
وعد بلفور 02-11-1917

جيمس بلفور يُؤيّد قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين
...........................................................................

وعد عباس 02-11-2012

محمود عباس يُقرّ بعدم أحقّيته في العودة لفلسطين 48
............................................................................

مع تحيات خواطر وآراء
02-11-2012
.


mercredi 1 novembre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -15

.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -15 
أربعة أمثلة تزوير للانتخابات، نصفها في العهد السعيد (ج) 

·        " فوسكوبي" في أحد مكاتب الاقتراع بالعالية

جزء من مقال وصورة قمنا بتنزيلهما يوم 24 أكتوبر 2011 أي في أوّل يوم بعد انتخابات المجلس التأسيسي

الشيخ (ش) مُصِرّ على حقّه في التصويت، ولكنّه يجهل القراءة والكتابة. توجّه البارحة إلى مكتب الاقتراع. وعندما دخل الخلوة. سحب من جيبه قصاصة ورق طُبع عليها رمز الحزب الذي ينوي -أوْ أُوصِي- بالتصويت لصالحه.
ثمّ شرع في مقارنة رمزه برموز ورقة التصويت واحدا واحدا حتى تطابق لديه الأصل بالنسخة. عندها قام بوضع قاطع ومقطوع حسب المثال المصاحب. وقفل راجعا إلى منزله فرحا مسرورا. 

                    ونسخة ذلك كذلك. فالحديث جاء في محل قياس للحدث:

                   وعندما يختلط الحابل بالنابل، كُن "original" واحذر التقليد.

والسلام، عثمان الدرويش
25 / 10 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mardi 31 octobre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -14



.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -14 
أربعة أمثلة تزوير للانتخابات، نصفها في العهد السعيد (ب) 

* حادثة طريفة من داخل مكتب الاقتراع

منذ حوالي عشرين سنة (في يوم انتخابات)، دخل أحد الناخبين والمعروف بسذاجته مكتب الاقتراع الذي  كنتُ أحد المشرفين على عملية الاقتراع به. وبعد الإجراءات العادية، تسلّم الناخب جميع أوراق التصويت ذات الألوان المختلفة وتحوّل إلى الخلوة.
جلس الرجل على ركبتيْه وطرح أوراق التصويت أرضا. ثمّ سحب الورقة الحمراء (ورقة الحزب الحاكم، وقتها) ليُخبّئها على ما يبدو في جيبه. فسِتار الخلوة المرتفع عن الأرض بحوالي نصف المتر لا يسمح إلاّ برؤية مساحة صغيرة من أرضية الخلوة. ثمّ قام صاحبنا بجمع بقية الأوراق الأخرى ليدسّها كلّها في ظرف واحد...

مرّت لحظات، خرج بعدها الناخب، أسقط ظرف الاقتراع داخل الصندوق. وخرج مُسرعا. مضى وقت قصير وإذا بالرجل يعود لاهثا، مُلوّحا بورقته الحمراء، متوسّلا: [لقد أخطأت. أريد وضع هذه الورقة في الصندوق وأخذ بقية الأوراق الأخرى.] تبسّمنا كلّنا.
ثمّ التفتَ إليّ أحد عضويْ المكتب مُختبِرا موقفي: [مَن لا يعرف فلانا؟ فلنترك المسكين يُعيد الكرّة.]

فكان جوابي: [إنّ المُشرِّع الذي ساوى بين صوتي وصوت هذا الرجل (المغلوب على أمره) من حيث القيمة، نسيَ أن يُضمِّن قانونه بندا يُنفِّل هذا الشخص بمثل هذا الإجراء. وحتى يتمَّ له ذلك، يكفيه من الديمقراطية المساواة في القيمة بين الأصوات.] وانتهت الحادثة عند هذا الحدّ.

والسلام، عثمان الدرويش
23 / 10 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.        


lundi 30 octobre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -13

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -13
أربعة أمثلة تزوير للانتخابات، نصفها في العهد السعيد (أ) 

* من كواليس أول انتخابات تشريعية ورئاسية في عهد "التحوّل المبارك"

كان ذلك سنة89 حين دُعيت يوما إلى اجتماع إداريّ بمعتمدية العالية بصفتي رئيس مكتب اقتراع. جاءت لحظة الصفر، دخل المعتمد على المجتمعين مُرحّبا. ثمّ التفت إلى عون الحراسة قائلا: [يبدو لي أنّنا "جرابة صافين" اخرج عم (ص) واغلق الباب.] تناول المعتمد -بصفته رئيس اللجنة الفرعية المشرفة على الانتخابات- كلّ المواضيع إلاّ المسألة الإدارية والتي جئنا من أجلها. شدّد خلال محاضرته في "المواطنة" على ضرورة نجاح التجّمع في التشريعية و"صانع التغيير" في الرئاسية. بعث برسائل ضمنية تُساعد المشرفين على مكاتب الاقتراع على تجسيد "مواطنتهم" لا ضمن إطار المجلة الانتخابية، ولكن من خلال شعار {عينك ميزانك} أي لك كامل حرية التصرّف لتُعبّر عن امتنانك لمنقذ الأمّة وتكسب ثقة الجهة التى شرّفتك بهذه المهمّة.

لكنّ كلّ هذه التعليمات الدقيقة والنصائح الرشيدة لم ترْقَ لمستوى تطلّعات بعض "الأمناء" على العملية الانتخابية. فتدخّلت رئيسة أحد مكاتب الاقتراع (س) متسائلة في استغباء ماكر للحاضرين: [ولكن سيدي المعتمد، كيف أُقنِع الناخب بِضرورة وضع القائمة الحمراء في الصندوق؟] فردّ عليها الإداريُّ المُحايد: [الأمر بسيط، اطلُبْ منه أن يضع علم بلاده: الحمراء في صندوق التشريعية، والبيضاء في صندوق الرئاسية.] وكان الإعلام يُروّج ساعتها أنّ التجمّع (الحزب الحاكمقد اختار اللون الأحمر، والمُترشّح للرئاسة ابن علي –وهو الرئيس المباشر لحظتها حسب "الشرعية الدستورية"- اختار اللون الأبيض.

لم أعد أطيق صبرا، فانتفضت كالمسعور: [ما هذا الهراء !!! أنحن في حملة انتخابية أم في اجتماع إداريّ؟] فأمسك بي اثنان من أصدقائي وأجلساني مكاني. قال لي أحدهما – (م... ..م....) وهو مُتوفٍّ الآن، رحمه الله رحمة واسعة-: [ما بك؟ أجُننت؟ ألا يُحِسّ الكثير منّا بما تشعر به أنت؟] قلت: [أنا مستعدّ للوقوف أمام المحكمة أنا وهذا المعتمد، ونرى من منّا المذنب. ألم يُحذّر ابن علي البارحة فقط في خطابه المُتجاوزين لأحكام المجلّة الانتخابية؟...] حدث كلّ هذا وظهري إلى الحائط أي في أبعد نقطة عن المنصّة الشرفية. وأنا على يقين أنّ المعتمد ومَن كان إلى جواره لم يسمعوا حواري مع الصديق، بل ولم يتفطّنوا إلى بعض مُجريات الأحداث.

والسؤال الذي لا يزال يُؤرّقني هو: مَن أعلم "الجماعة" بالأمر؟ كما أُفِدت ليلتها عندما تمّ استدعائي وإعلامي بأدقّ التفاصيل وأنّ "الجماعة" مستاؤون منّي. وبالقفز على بقية الأحداث لخصوصيتها، أشير أنّ القضية لم يقع التحفّظ عليها إلاّ بتدخّل جريء من صديقي (خ... ط....) –شفاه الله-. وإن كان البعض رأى ساعتها أنّ تدخّل الصديق لم يكن بهدف الدفاع عنّي وإنّما إنقاذ تجمّعه (الحزب الحاكم وقتها)، غير أنّي اعتقدت ولا أزال أنّ (خ... ط....) قد وقف لصفّي بحكم الصداقة التي تربطنا، بدليل أنّ انحيازه لجانبي لم يكن استثناء في هذه المسألة. 
وأعود لأسأل الذين يطلبون الصفح اليوم: مَن أعلم "الجماعة" بالأمر؟

حسبي الله ونعم الوكيل، عثمان الدرويش
09 / 10 / 2011              
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

samedi 28 octobre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -11

.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -11
احذروا "مـاكيــنة" صناعة الأرباب/ إعادة تنزيل 
----------------------------
حول ما يجري هذه الأيام في الساحة السياسية، إعادة تنزيل جزء من مقال:

...إنّ الإنسان، إذا ما أصبحت مرجعيته نجوما وشموسا وكواكب، يكون بذلك قد تخلّى عن مرجعيته النهائية الصلبة. بل وتخلّى عن إنسانيته، ووقع بإرادته أو بدونها في متاهة ما بعد-الحداثة الاستهلاكية. حيث يصير اقتداؤه بنجوم الفنّ والثقافة، واهتمامه بأبطال الرياضة والسياسة، وتقديسه لعلماء الدين ورجال الفكر أهمّ من أصول الدين وثوابت الفكر والسياسة والثقافة نفسها.

وعندها تكون ليبرالية التشيُّؤ -على رأي المرحوم عبد الوهاب المسيري- قد حقّقت هدفها الرئيسيّ بهدم القيم الإنسانية الثابتة، وتعويضها بذاكرة فردية سائلة قابلة للتكيّف. ومِن ثَمَ يُصبح من اليسير الانقضاض على الشخص واقتياده بكلّ سهولة.

وهذا رابط المقال كاملا: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/10/blog-post_4.html
والسلام، عثمان الدرويش
04 / 03 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

vendredi 27 octobre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -10

.     
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -10
مظلومية بوليس ما بعد الثورة في تونس

كانت تونس دولة بوليسية بامتياز. قبل رحيل ابن علي أو ترحيله بأيام انهارت المؤسسة الأمنية وتوارت قوات الشرطة عن الأنظار. وبعد 14 جانفي 2011 برزت عصابات وجمعيات احتلّت مكان المنظمات الحكومية وغير الحكومية التقليدية، والتي عجزت في التعامل مع أزمة ديسمبر 2010/ جانفي 2011. سرعان ما تغوّلت هذه المجموعات الحديثة وكادت تبتلع مؤسسات الدولة ابتلاعا.

عمّت الفوضى، ثمّ تحوّلت إلى صراعات إيديولوجية كادت تؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية. دفعت فيها المؤسسة الأمنية الضريبة الأعلى من اعتداءات على مقرّاتها وقتل وجرح العشرات من أعوانها. بعد سقوط حكومة الترويكا (النهضة) وتولّي حكومة غير حزبية مكانها، استرجعت الشرطة هيبتها شيئا فشيئا. وانعكس شعور أعوانها بالمظلومية سلبا على نظرتهم للعدالة، فأصبحوا أشد ظلما أحيانا مِمَن ظلموهم. وصارت شرطة ما بعد حكومة الترويكا أشدّ عنجهية في التعامل مع المظنون فيهم وأكثر قسوة من بوليس ابن علي، مستغلّة في ذلك تعاطف شرائح عديدة من الشعب، ومباركة أحزاب سياسية وصمت منظمات حقوقية.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل أنّ ما تقوم به المؤسسة الأمنية من مداهمات واعتقالات وما يحصل خلالها أحيانا من تجاوزات هي إجراءات ظرفية مؤقّتة أم هي استراتيجية لمرحلة قادمة دائمة؟

 إنّ المتابع للحالة التونسية -بعد انتخاب المجلس التأسيسي وتنصيب حكومة الترويكا- يستنتج ضعف فاعلية المؤسسة الأمنية في الردّ على ضربات موجعة تلقّتها على أيدي تنظيمات إرهابية وعصابات إجرامية. وضعف مردودها لم يكن تقصيرا أو عجزا، وإنّما كان لضاغطات فرضها عليها التناحر السياسي بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة وقتها.
واليوم تدخل تونس استحقاقا انتخابيا لم تتّضح معالمه بالدرجة الكافية. ولكنّنا نزعم أنّ المؤسسة الأمنية سترفض الدخول مُجدّدا في نفق المجهول، ولن تقبل التنازل هذه المرّة على ما حققّته من إنجازات هيكلية وميدانية، مُتذرّعة بالمظلومية التي عاشتها طيلة السنوات الأربع الأخيرة. وعامل المظلومية لوحده قادر على أن يجعل البوليس يُحقّق هدفه. فالكلّ يعلم أنّ حزب النهضة ما كان ليصل إلى سدّة الحكم في 2011 لولا تلويحه بمناسبة وبدون مناسبة بالمظلومية التي طالته خلال حكميْ بورقيبة وابن علي.
  
وعليه، فستكون خارطة الطريق للمرحلة الدائمة بشطريْها المعلن والمخفي كالتالي: يُمسك البوليس بكلّ خيوط السلطة تاركا لنخب المال والسياسة حرية تقاسم الكراسي على ركح مسرح الديمقراطية.

وإذا تمّ هذا السيناريو –ونرجو بكلّ صدق أن لا يحدث هذا- لن تُصبح تونس استثناء في دول الربيع العربي. وستكون مجرّد مثال. كما عاد عسكر السيسي لحكم مصر، وأمسكت جيوش القبائل باليمن، ورجعت اللجان الشعبية المسلّحة للسلطة في ليبيا...  ستكون نسخة ذلك، كذلك.     
والسلام، عثمان الدرويش
18 / 10 / 2014   
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.