Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 5 février 2021

عن شيخوخة القاسم في الاتجاه المعاكس أتحدّث


.

عن شيخوخة القاسم في الاتجاه المعاكس أتحدّث

    تابعت البارحة حلقة الاتجاه المعاكس بعنوان : بعد 10 سنوات على الثورة..تونس إلى أين؟ فصُدمت بالمستوى المتدنّي للحلقة. فالضيفان كرّرا نفسيهما دون أيّ تجديد. والسبب عندي هو معدّ الحلقة ومقدّمها. ولو سألت أغلب المتابعين عن استنتاجاتهم لأجابك الشقّ الأول:(هذا تحليل مثقّفي الحانات) وردّ عليك الطرف الآخر : (لم أكن أتصوّرك حقيرا جدّا)أعزّكم الله.

    ولنعد لصاحب البرنامج. فالرجل لم يُكلّف نفسه عناء البحث عن مستندات أو أرقام يُحاجج بها ضيفيه، واكتفى كامل الحصّة بنقل الكلمة من ضيف إلى آخر. طبعا إذا استثنينا استشهاده بتقريرين عامين فضفاضين -الأول انكليزي والثاني اسرائيلي-لا معنى لكليْهما. فما الذي حدث؟

    لقد كان الرجل لسنوات عديدة يستعدّ لحصّته ذات الساعتين ثم ذات الساعة ونصف الساعة استعدادا كبيرا :

    * لا يطرق المسألة وهي ساخنة، بل يترك الأحداث تتفاعل في بعضها لأكثر من أسبوع.

    *يقوم بنشر الفكرة الرئيسية لموضوع حلقته القادمة في جريدة عبد الباري عطوان اللندنية، وينتظر ردود الأفعال.

    *وقبل يوم البث الرسمي للحصة يقوم بتدريبات (بروفة) مع زملائه كمحمد كريشان أو من فريقي الإدارة والتحرير.

    كلّ هذا لم نلمسه في الحلقة التي نحن بصددها. فما الذي حدث؟

    إمّا أن يكون الروتين قد أرهق القاسم، أو أنّه قد احتقر المخاض الثوري في تونس، فخرجت الحلقة على ماهي عليه. ونحن نرجو صادقين أن يكون السبب هو الأول.

    تنويه : من أين لي أنّ صاحب الاتجاه المعاكس كان يُجري البروفة قبل البث الرسمي؟

    في بداية التسعينيات وبعد محاولة عراق- صدام استرجاع حقّه التاريخي في الكويت، قامت أمريكيا وأذيالها بمحاصرة عراق-صدام وتمّ قطع بثّه الإذاعي والتلفزي على القمر الصناعي عربسات. فالتجأ البلد المحاصر إلى أقمار صناعية أخرى وبذبذبات لا يلتقطها الرأس العادي (كاإو)  وكان علينا إضافة رأس ثان 

    BANDE C

     لنتابع أحوال بغداد. وأثناء البحث عن موجات إذاعة بغداد وتلفزتها -والتي كانت تتغيّر باستمرار- كنّا نعثر على أشياء كالبرامج الإذاعية ولكنّها ليست برامج تُبثّ محاذية لتلفزة عراق -صدام للتشويش عليها، ومن بين هذه المواقع كانت كواليس محطة الاتجاه المعاكس.

    والسلام، عثمان الدرويش

    23 / 12 / 2020

    مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

    .

jeudi 4 février 2021

في تحصين الأسرة -31/4 /العري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة

.
في تحصين الأسرة -31/4
حاشية 1: العُري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة

كنّا قد أبرزنا خلال هذا المقال المطوّل أنّ كلّ ثورة أو انتفاضة لابدّ وأن تُحدث في الدولة والمجتمع نقلة نوعية في الفكر والقيم. غير أنّ المتابع لمجريات الأحداث –ما بعد 14 جانفي 2011- لم يلحظ تغييرا إيجابيا في البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولشرح وجهة نظرنا طرحنا نموذج تلفزيون الواقع على محكّ الدرس. وخلصنا إلى:
·        أنّ برنامج "شريك العمر" على القناة الوطنية الرسمية أشدّ خطرا على الأسرة من برامج مشابهة له وتتبنّى نفس المشروع مثل "المسامح الكريم" و"عندي ما نقولك".
·        وأنّ برنامج "شريك العمر" مستنسخ من برنامج قديم "المُحبّون" كان يُبثّ على القناة الفرنسية 2.

ويبدو أنّ هذه الخلاصة لم ترُق لأحد أصدقائي باعتبار أنّ البرامج المذكورة أعلاه أصبحت تستضيف الرجل المُلتحي والمرأة المُحجّبة، بل وحتّى المُنقّبة. وهو أمر اعتبره صديقي تغييرا إيجابيّا.
وعليه وجدنا أنفسنا مُلزمين بالتوضيح التالي:

يقول الله تعالى في الأية 25 من سورة الأعراف:  [ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاس التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ] فاللباس هو ضروريّ والريش هو من الكماليات والزينة، ولباس التقوى هو الأفضل لاحتوائه اللباس الضروري والزينة الكمالية. فإذا كان اللباس بمفهوميْه المادي والمعنوي هو امتثال لأمر الله تعالى، فإنّ العري هو رمز للتمرّد على الخالق. والعري الذي نعنيه هنا –وفي برامج ما بعد الثورة المذكورة أعلاه- هو العري الأخلاقي.

ولمزيد التوضيح، هذا مثال آخر في اتّجاه معاكس عن المرحوم عبد الوهاب المسيري من حوار أجراه معه حسام تمام في 15/01/2006:
كنتُ مرّة أجلس أمام التليفزيون مع بعض الإخوة الإسلاميين الذين أقاموا في الغرب ما يزيد عن عشرين عاما، وبدأ برنامج المصارعة الحرّة وسألتهم سؤالا افتراضيا عمّا إذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذه المصارعة فكيف سيكون موقفه؟ 
فإذا بهم يقولون إنّه بالتأكيد لن يُوافق عليها. وحينما طلبت منهم تفسيرا، قالوا لأنّ المُصارعين لا يرتدون لباسا شرعيا..!!
إنّهم لم يُدركوا المشكلة الكبرى، لقد أدركوا الاختراق الأخلاقي السطحي فقط، أمّا الاختراق العميق المُتعلّق بفلسفة هذه المصارعة غير الإنسانية فلم يدركوه.



والله أعلم، عثمان الدرويش
06 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mercredi 3 février 2021

في تحصين الأسرة من عدوّها، تلفزيون الواقع -31/3

.
في تحصين الأسرة من عدوّها، تلفزيون الواقع -31/3

كنّا نقلنا في -1-: http://penseesopinions.blogspot.com/2013/06/1.html الحكمة الإلهية من اعتبار عقوق الآباء كبيرة من الكبائر حسب أهل الذكر.
وعرضنا في -2-: http://penseesopinions.blogspot.com/2013/06/2.html حادثة رمزية من وجهيْن لعملية تمرّد على الأسرة أدّت إلى إسقاط ابن علي، حسب وجهة نظرنا.
                                                                                        
وننتقل هنا بتوفيق من الله لنبحث إن كانت نسمات الربيع العربي قد لطّفت من حدّة عداوة تلفزيون الواقع للأسرة، وذلك من خلال مثاليْن اثنيْن:

·        المثال الأول: برنامج كـ: "عندي ما نقولك" أو "المُسامح كريم" وما شابههما، واجهته البرّاقة هي إصلاح ذات البيْن (وغالبا ما يكون المتخاصمان من أسرة واحدة كالأخويْن أو الزوجيْن...) أمّا طريقته فهي تبدأ باتّهام كلّ طرف الطرف المقابل بالانحراف الأخلاقي أو الاجتماعي، فيكشف الواحد عورات الآخر. ثمّ يجمع البرنامج بين المُتخاصميْن لينتقل إلى مرحلة المصارحة. فتنقلب المفاهيم وتتحوّل الخيانة الزوجية إلى حريّة شخصية والغدر دفاعا مشروعا عن النفس. وسواء نجح البرنامج في الإصلاح المؤقّت بين الولد وأبيه أو الزوجة وزوجها أم لا، فقد حقّق تلفزيون الوقع غايته الخفيّة وهي إباحة المحظور من خلال اختراق حصن الأسرة وهتك حرمتها./.

مع الملاحظة أنّ البرنامجين المذكوريْن (عندي ما نقولك والمُسامح كريم) هما من مُخلفات العهد السابق للثورة، ويتواصل بثّهما بعد 14 جانفي 2011 بنفس الثوب على قناتيْن خاصّتين ومن طرف مذيعيْن شقيقيْن من أمّ واحدة ونفس الأب.

·        المثال الثاني هو برنامج من تلفزيون الواقع كذلك، ولكنّه من مبتكرات عهد الثورة ويُبثّ على القناة الوطنية الأولى (الرسمية)، ويحمل عنوان: "شريك العمر".

شريك العمر يستضيف في كلّ حصّة زوجيْن اثنيْن (شاب وزوجته، وشاب ثان وزوجته كذلك). وعلى عكس برنامجيْ "عندي ما نقولك" و"المُسامح كريم"، فإنّ الزوجيْن الضيفيْن في شريك العمر يعيشان في سعادة ووئام –أو هكذا يبدو-.

يتمحور برنامج ""شريك العمر" حول مسابقة يطرح فيها مهرّج البرنامج أسئلة تتعلّق بالحياة الزوجية على المتسابقيْن (الرجليْن) ثمّ يُعيد في مرحلة ثانية نفس الأسئلة على المتاسبقتيْن (المرأتيْن). والزوج الرابح هو مَن تطابقت أجوبته مع أجوبة زوجته تطابقا كاملا، دون أن يكون أحد الطرفيْن قد سمع إجابات زوجه. ولنا أن نتخيّل نوعية الإجابات عن أسئلة تتعلّق بمواقف حميميّة جدا بين زوجين، أو الإجابة عن: كيف ينام زوجك؟ أو كيف تستحمّ زوجتك؟ والسؤالان مقتبسان من البرنامج المذكور. وقد يسأل سائل: ولكن كيف يكون برنامج "شريك العمر" مُدانا مثله مثل "عندي ما نقولك" بتهمة زعزعة الأسرة وهتك سترها.

 

نجيب فنقول: إنّ تلفزيون الواقع –وإن تغيّر تكتيكيا- فاستراتيجيته بقيت ثابتة، ألا وهي نسف آخر قلعة تعتزّ بها الأمّة العربية الإسلامية، قلعة الأسرة أو ما تبقّى منها. فبرنامج "عندي ما نقولك" يعمل صراحة على إشاعة الفاحشة داخل المجتمع، ولكن ضمن اتّهامات واتّهامات مضادة. ومشاهدوه يكونون في حالة انفعال وتشنّج وينقسمون بين مُصدّق ومُكذّب، رافض وقابل حسب انحيازهم إلى هذا الطرف أو ذاك. بينما يكون المتابعون لِـ "شريك العمر" جميعهم في حالة استرخاء، مُستسيغين لما يحدث، قابلين للاستبدال، حسب تعبير الفيلسوف الألماني هايدغر.

وهنا تكون المصيبة أعظم على المجتمع عامة والأسرة خاصة. إذ يتحوّل الانحراف المُدان في "عندي ما نقولك" إلى إباحية مقبولة في "شريك العمر". وتظلّ النتيجة واحدة: نسف هوية الأمّة وتشكيل ذاكرة جديدة مكانها تفصل الفرد عن  كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية ونزع القداسة عنها حتى يسهل بعدها تحويل الإنسان إلى مادة استعمالية يُمكن توظيفها لصالح الأقوى، حسب تعبير المرحوم المسيري.   


ملاحظة: "شريك العمر" مستنسخ من برنامج "المُحبّون" للقناة الفرنسية 2 والمذاع منذ أكثر من عقديْن. فهم -أي الغرب الليبرالي- يحتكرون التكنولوجيا، يتحكّمون في أسواق المال والاقتصاد، يحتكرون أسلحة الدمار بأنواعها، ويُعَوْلمون " شريك العمر وستار أكاديمي وبيك برودار..." من باب حرية الإبداع دون مراعاة لأخلاق الإبداع.

وسيظل مطلبنا في تحصين الأسرة قائما، حتى وإن تراجع الرافعون عن مطالب تحصين البوليس وتحصين رجال الإعلام ورجال الأعمال وتحصين الأحزاب الحاكمة وغيرها، والتي كانت الدافع لهذا المقالالمطوّل.

والسلام، عثمان الدرويش
05 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

الإحساس بالإحباط وراء ردّات الفعل الشعبية


  
    الإحساس بالإحباط وراء جلّ ردّات الفعل الشعبية
   
        فبسبب:
·        المردود الهزيل لأعضاء الحكومة في جميع المجالات
·        بطء الإجراءات القضائية في محاسبة –ليس المظنون فيهم- بل المُدانين بإجماع الشعب
·        تغليب جلّ أعضاء المجلس التأسيسي لإيديولوجياتهم أو جهاتهم أو حتى أنفسهم على المصلحة الوطنية، وعلى اليمين الدستوري: [ أُقسم بالله العظيم أن أقوم بمهامي في المجلس الوطني التأسيسي بإخلاص واستقلالية في خدمة الوطن وحده ].
·        فشل كلّ الأحزاب –دون استثناء- في التفاعل الإيجابي مع الأحداث الدائرة

    جاءت ردّات الفعل الشعبية انفعالية: رافضة للواقع و/أو ساخرة منه

مع تحيات خواطر وآراء
01-11-2012
.      

mardi 2 février 2021

في تحصين الأسرة، أو الحادثة التي أسقطت ابن علي -31/2

.
في تحصين الأسرة، أو الحادثة التي أسقطت ابن علي -31/2

كنّا قد نقلنا في -1- على الرابط التالي: http://penseesopinions.blogspot.com/2013/06/1.html تأويلات أهل الذكر في الحكمة من ربط طاعة الوالدين بطاعته سبحانه وتعالى، واعتبار عقوق الآباء من الكبائر. ونُخصّص هذه المساحة لعرض حادثة من الواقع.

بثّت قناة حنبعل التلفزية منذ سنوات عديدة خلال شهر رمضان منوّعة يومية بعنوان "حنبعل في حومتنا". وكان مِن بين فقراتها نكتة يُقدّمها مواطن عادي أو نجم من نجوم المجتمع. خرج علينا ذات ليلة ممثل ومخرج سينمائي يُدعى نصر الدين السهيلي بالنكتة التالية:

 [جلس شابّان في مقهى، وقرّرا أن يتباريا –أيّهما أكثر شماتة من الآخر-. وبعد لحظات خرجت عجوز من زقاق قريب من المقهى، فتوجّه نحوها المُتباري الأول وأخذ يُسدِّدُ لها اللكمات يمنة ويسرة: "جابلها عينها كِالعضمة المرَوْبة، زرّقلها وجهها –وما شابه من الألفاظ السوقية-". على كلّ، كان الشاب الثاني في ذلك الوقت جالسا في مقعده تغمره السعادة وهو يُراقِب عملية ضرب العجوز دون أن يُحرّك ساكنا. عاد المُتباري الأول لصاحبه وطلب منه تسليمه الرهان المتّفق عليه فرفض الثاني مُدّعِيّا أنّه هو الأكثر شماتة. فسأله الأول في استغراب أنا الذي ضربت العجوز دون أن تكون قد آذتني بشيء، وأنت بقيت في مكانك مكتفيا بالضحك. فردّ عليه أنا أكثر شماتة منك لأنّ التي كنت تضربها هي أُمِّي !!!!!! ] (واللغة الفصحى التي استعملتها قلّلت من وقع المشهد على القارئ).

ملاحظات:
·        هذه النكتة تمّ بثّها مسجّلة. والأغرب أنّ إدارة القناة أعادت بثّها مرّات خلال شهر رمضان معتبرة هذه النكتة من بين النكات التي استحسنها الجمهور.
·        هذه النكتة كانت ضمن إحدى مراسلاتي لوزارة التربية منذ سنوات. وأقحمتها بعد ذلك في مشروع تربوي أثناء تقدّمي لمناظرة داخلية. ثمّ طرحتها في ندوة كانت تحت عنوان "تفاقم أعمال العنف إزاء رجال التعليم".
·        في تلك الفترة كان بإمكان المرء التشكيك في حديث شريف، أو تأويل آية قرآنية حسب هواه ولكن ليس بوسعه أن يُشكّك في الحداثة وعقيدة الحداثيين. لذلك لم تلق صرختي آذان صاغية، بل قوبلت في الندوة المذكورة بالضحك والتهريج.      

كُنتُ أعلم أنّ هذا الفنان بنكتته هذه، ومن باب الحداثة يُحاول تقديم خدمة –بالمقابل أو حتّى بالمجّان- للنظام العَلمانيّ، وكُنتُ أعلم أنّ السهيلي -المُمتطي ظهر النظام- يجهل أنّه بنكتته هذه يدفع الابن -طال الزمن أو قصر- للتمرّد على النظام الحاكم، ولكنّني عجزتُ على إقناع السلط ذات العلاقة أنّ السهيلي عندما يضرب ثابتا من ثوابت هذه الأمّة –وهو التراحم الأسري-، هو يفتح باب تمرّد الابن على والديْه أو أحدهما، وهذا سيُؤدّي به آليا للتمرّد على معلّمه ورئيسه ومجتمعه ثمّ خالقه سبحانه وتعالى، كما بيّنّا في -1-.

ويسأل سائل أليس هذا السهيلي هو نفسه الذي وقف وسط المُحتجّين قبل سقوط ابن علي بيوم واحد أو يوميْن في ساحة محمد علي بتونس العاصمة رافعا بيده خبزة (الصورة المصاحبة)؟ فنُجيب أنّ لا تعارض بين الموقفيْن للرجل. وبما أنّ الأمر بحاجة لدراسة كاملة ليس هذا مجالها، فإنّنا نكتفي بالقول: 
ليس كلّ مَن خرج للشارع يوميْ 13 و14 جانفي 2011، أو مَن يخرج هذه الأيام هو مِن الثائرين أو المجاهدين.

والحادثة التي كنّا بصددها هي صورة من تلفزيون الواقع أهمّ عدوّ للأسرة، وهو ما نعنيه بمطلب وجوب تحصين الأسرة من أعدائها.  وللحديث بقية إنْ كان في العمر بقية.

والسلام، عثمان الدرويش    
03 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

المجلس مُغلق حتى إشعار جديد

.
المجلس مُغلق حتى إشعار جديد

بعد اغتيال المرحوم محمد البراهمي (25-07-2013) أوقف المجلس الوطنيّ التأسيسي جلساته العامة. وصرّحت رئاسة المجلس التأسيسي اليوم حسب وكالة تونس إفريقيا للأنباء على هذا الرابط:  http://www.tap.info.tn/ar/index.php/siassa/22142-رئاسة-المجلس-التأسيسي-تدعو-إلى-تأجيل-الخلافات-السياسية-وتوحيد-الصف-ضد-الجهة-الآثمة-التي-استهدفت-الجيش-الوطني
أنّ تعطيل أعمال المجلس والذي سيتواصل كامل الأسبوع الحالي "طبعا Sauf complications" جاء في إطار الحداد الذي تعيشه البلاد، حسب تعبير رئيس المجلس.

عبارة: نواب الشعب يُغلقون مجلسهم خوفا من الشعب ، لم تُعجب أصدقاءنا. واستدلّوا بقولهم: إنّ المجلس التأسيسي سيّد نفسه / وإنّ المجلس لن يرضخ لأيّ ضغوطات / وإنّ لا سلطة على نواب الشعب إلاّ ضمائرهم.

نُذكّر أصدقاءنا بالتالي:  
إنّ مجلس نواب ابن علي استمرّ في العمل حتى آخر لحظات حكم ابن علي. فعشية 13 جانفي 2011، ذكرت لنا نائبة برلمانية –يومها- أنّها أثناء عودتها من جلسة برلمانية إلى مسقط رأسها وجدت الطريق السيّارة (تونس-بنزرت) مقطوعة في مستوى مدينة العالية. فمجلس النواب ظلّ -حتى آخر يوم- يعمل في تحدّ للشعب، واجتماعات البرلمان -وقتها- كانت لتزكية قرارات ابن علي في إطلاق سراح موقوفين أو تخفيض أسعار مواد غذائية، أو للتنديد بقناة الجزيرة في تغطيتها للأحداث وقتها.

وقد يسأل سائل ما الدّاعي لهذا الاستشهاد؟

نقول: إنّ برلمان ابن علي –بوقوفه إلى جانب السلطة الحاكمة- ورغم ما أظهره من استعلاء وتحدّ صارخ للشعب. فقد اضطُرّ هذا البرلمان القويّ جدّا –بُعيد 14 جانفي 2011- للمجيء إلى قصر باردو صاغرا وأعلن عن حلّ نفسه بنفسه ونقل جميع سلطاته إلى رئيس الجمهورية المؤقّت وقتها فؤاد المبزّع.

فإذا كان هذا ما حصل مع ذاك المجلس المُوحّد جدّا، فما بالك بهذا المجلس الفسيفسائي.  فحاصروهم حتى تنكسر شوكتهم، ويقوم هذا المجلس –سيّد نفسه- بتقليم أظافره بنفسه. 

مع تحيات خواطر وآراء
01-08-2013

.     

lundi 1 février 2021

في تحصين الأسرة -31/1 مقدّمة

.
في تحصين الأسرة -31/1 مقدّمة

كنّا نسمع عن الحصانة البرلمانية والحصانة القضائية والحصانة الديبلوماسية وما شابهها. ولكن هذه الأيام تعالت الأصوات المطالبة بحصانات جديدة للبوليس والأحزاب الحاكمة وهيئات الإعلام وغيرها.
وبعد اطّلاعنا على مشروع الدستور التونسي الجديد في نسخته النهائية واستنادا عليه، وتحديدا على الفصل 46 منه: 
[ حقّ الطفل على أبويه وعلى الدولة ضمان الكرامة والصحة والرعاية والتربية والتعليم.] 
والفصل 7 [الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، وعلى الدولة حمايتها.] 
رأينا من حقّنا ، بل من الواجب علينا إطلاق هذه الصيحة، ألا وهي:  تحصين الأسرة من أعدائها.

فإذا كانت فئات محدّدة وشخصيات بعينها تتمتّع بالحصانة، فإنّ من باب أولى أن تتمتّع بهذه الحصانة الإنسانيةُ جمعاء من خلال نواتها وهي الأسرة. لأنّ لا حصانة لأحد أو جهة إلاّ بتحصين الأسرة. ومن هذا المنطلق كانت هذه الدراسة.

وللاستدلال نكتفي بحكم إلهيّ –ولله المثل الأعلى-، وحادثة من الواقع.

·        يقول الله تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاََّ تَعْبُدُواْ إِلاََّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا] الإسراء:23.  
·        وفي سورة لقمان الآية13و14: [ ... أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا].

لماذا ربط الله تعالى وفي أكثر من آية طاعته بطاعة الوالدين؟ بل وأكثر من ذلك، إن جاهد الأبوان ابنهما على الكفر بالله، أمره الله بعدم الكفر مع المحافظة على احترام والديْه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف.

إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القاعدة، ثمّ أقرّ أنّ عقوق الآباء من الكبائر. لأنّه باختصار شديد [قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ]الآية 48سورة سبأ/ يعلم سبحانه أنّ المرء إذا تجرّأ وتمرّد على سبب وجوده المباشر(وهما الأبوان) يُصبح من السهل عليه التمرّد على سبب وجوده غير المباشر(وهو الله).

والله أعلم، يتبع بإذن الله، عثمان الدرويش    
03 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

درس ساخر من العالميْن الافتراضي والواقعي

.
درس ساخر من العالميْن الافتراضي والواقعي   

  عندما تكون مُلمّا بمسألة ما، من خلال مُعاينتك لحادثة أو مُتابعتك لمنبر إعلاميّ، ثم تجد نفسك:  

  •   تلتزم الصمت –اختيارا أو اضطرارا- وسط مجموعة من الأشخاص من غير توجّهك الفكري

  • تستمع لرواية غريبة جدا لما كنتَ سمعتَه أو رأيتَه بأمّ عينك من قبل

  • تُتابع رواية عناصرها متناسقة متماسكة أو متضاربة متناقضة، حسب مُخرجي حلقات النقاش ومُمثّليها، ولكنّها وفي كلّ الحالات هي نسخة غريبة لرواية لا علاقة لها بأرض الواقع
  
 فتختلط في نفسك مشاعر السخرية والحزن بأحاسيس الإحباط والخوف: 

الحزن على شعب صارت وظيفته الوحيدة هي صناعة الأرباب،
والخوف من أحبار السياسة وكهّانها من تماديهم في الغيّ، بل ومواصلة تضليل العامّة.

لِمَ لا، ما دام لهم أنصار فاقوا الشيطان إبداعا في التلبيس على العامّة.

 ربّنا لا تجعلنا مِن الذين اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. 

مع تحيات خواطر وآراء
01-01-2013
.