Pages

Nombre total de pages vues

lundi 23 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/34

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/34

24-25-26-01/2011
تعبئة عامة واختبار لإرادة شعب

يوم الإثنين 24، كما ذكرنا سابقا هو اليوم المقرّر لاستئناف الدروس، وهو اليوم الثالث لاعتصام القصبة. الاعتصام الذي انطلق من مسيرة منزل بوزيان عشية 22 جانفي 2011 . اليوم هو24 جانفي وقد اتّسم ببروز المؤسّستيْن الأكثر فاعلية في المشهد الثوري الحديث، وهما: الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة التعليم الثانوي) والجيش الوطني (الجنرال رشيد عمار). فقد أصدر الأول بيانا يدعو رجال التعليم إلى الإضراب العام.  هذا رابطه: 
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=332128456820335&set=a.296933767006471.78431.292133654

 بينما تلا الثاني وسط المعتصمين بالقصبة//الشريط المصاحب
 بيانا مكتوبا هذا نصّ بدايته: [...وكلّ ما أطلبه منكم –بكلّ لطف، وأنا صادق في ذلك- أن تتركوا الجيش الوطني حتى يُواصل حماية العباد والبلاد وحماية الثورة...] وسنعود لفحص جدلية الاتّحاد/الجيش حين بلوغ عرضنا يوم 26 جانفي، حيث سنعود بالأحداث إلى مثل ذلك اليوم من سنة 1978 يوم الخميس الأسود.

في هذه الأيام الثلاثة، قلّ اهتمام الجماهير بملفات الفساد والقنّاصة والتجمّع، وتركّزت الاحتجاجات في مناطق عديدة من البلاد على رفضها تركيبة الحكومة الجديدة، لوجود بعض رجالات ابن علي داخلها كالداخلية (فريعة) والخارجية (مرجان) والدفاع (قريرة) والعدل (القروي الشابي). وشهدت هذه الأيام أقوى معاني الانسجام والتوحّد بين أطياف المجتمع التونسي. وكانت ملحمة القصبة//الشريط المصاحب
 وصار من البديهي، في هذا الظرف التاريخي، بروز شعار: [ الشعب يُريد / إسقاط الحكومة ] لذلك حاول الطرف المقابل استرضاء الشعب أو بعض مكوّناته. فقامت الحكومة المنصّبة بإصدار مذكرة توقيف دولية في حقّ ابن علي واعتقال بعض رموز حكمه، ووضع كلّ من القلال وابن ضياء تحت الإقامة الجبرية، وتخفيف حظر الجولان، والإعلان عن جراية خاصّة للمعطّلين من أصحاب الشهائد العليا.

أمّا خارجيا، فبعد أن كانت ثورة تونس هي العامل المؤثِّر شرقا وغربا، أصبحت تحت تأثير العوامل الخارجية: فشرقا، كانت تونس سببا ومنهجا للثورة المصرية، ويوم 25 يناير-جانفي 2011، انطلقت الثورة المصرية، فصارت مصر حافزا إضافيا للثورة في تونس، ودافعا جديدا للصمود. أمّا غربا، وبعد أن هنّأ ساركوزي الشعب التونسي بنجاح ثورته، وانحنى أوباما وكونغرسه احتراما لشجاعة شباب تونس. اليوم، يبعث الأول سفيره الجديد بوريس بوايون لتونس (والسابق بالعراق)، ويُرسل الثاني لزيارة تونس مساعد خارجيته جيفري فيلتمان (والمختصّ بالنزاعات في لبنان). والحدثان الغربيان هما رسالتا دعم واضح للنظام الساقط أو ما تبقّى منه، وإشارتان بارزتان على أنّ النظام الرسمي العالمي قد بدأ لتوّه يستفيق من غيبوبته //الصورة المصاحبة

ووسط كلّ هذا الخضم الداخلي والخارجي، ظهرت المحاولات "التوفيقية" كمبادرة المستيري واتّفاقية هيئة المحامين واقتراح تنظيم مؤقّت للسلط. وارتفعت أصوات "الحكماء" من فقهاء الدساتير والسياسة محذّرة من العواقب الوخيمة الناتجة عن الفراغ الدستوري، مبرّرة رئاسة المبزّع للدولة بأنّها السبيل الوحيد لإغلاق الباب أمام إمكانية عودة ابن علي.
كلّ الأطراف كانت تملك جانبا من الصواب في مواقفها، ولكن كيف توالت فصول المشهد الثوري الحديث بتونس.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 23 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

dimanche 22 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/33

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/33

2011/01/23-22-21
حداد رسمي وتحرّكات شعبية

 رسميا:  دخلت البلاد بداية الأسبوع الثاني بعد رحيل ابن علي في حداد على شهداء الثورة ولمدّة ثلاثة أيام. وتمّ حلّ الديوان السياسي لحزب التجمّع الحاكم. وتقرّر استئناف الدروس بداية من الإثنين 24 جانفي 2011. وأُوقف بثّ قناة حنبعل، وتمّ إلقاء القبض على باعثها وأحد أبنائه بتهمة الخيانة العظمى. وبعد ساعات، عاودت القناة البثّ دون توضيح، في حين لم يقع إطلاق صاحبها إلاّ بعد يوم كامل وبعض اليوم من الحجز. وعرض أحمد المستيري –من قدماء رجال السياسة- مع رفيقيْه مصطفى الفيلالي وأحمد بن صالح مبادرة على فؤاد المبزّع الرئيس المؤقّت ثمّ على المحامين الذين التقفوا كرة الثورة مبكّرا نسبيا.  وتنصّ المبادرة –والتي لم يُكتب لها النجاح- على تشكيل جبهة ذات صلاحيات واسعة وصبغة تأسيسية. //رابط الوثيقة: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=332148243485023&set=pb.292133654153149.-2207520000.1358884228&type=3&src=http%3A%2F%2Fsphotos-h.ak.fbcdn.net%2Fhphotos-ak-snc7%2F421227_332148243485023_1693565043_n.jpg&size=523%2C720


 أمّا شعبيا ، فقد تواصل تسريب الوثائق وتقليب الأحداث، كنشر الملفات السوداء لابن علي وأقاربه وأصهاره. وعادت حادثة ماء الفرق بباب سويقة للتداول (الحادثة المنسوبة لمنخرطين في حركة النهضة -الاتجاه الإسلامي، وقتها-) وطفت قضية سقوط الطائرة العسكرية على سطح الأحداث من جديد. وخرجت مسيرات عديدة لأعوان وزارة الداخلية في مناطق مختلفة من البلاد. وأعلن المشاركون فيها من رجال الأمن بمختلف أنواعهم /الصورة المصاحبة -إقليم الأمن ببنزرت/ براءتهم من دماء الشهداء، كما ندّدوا بالمظالم المُسلّطة عليهم.
وشهدت مدينة بنزرت كعديد الجهات هذه الأيام مسيرات توجّهت إحداها لمعقل الزعيم علي بن سالم شيخ المناضلين //الشريط المصاحب
كما تمّ فتح مسجد المركّب الجامعي بعد أن تمّ غلقه من طرف ابن علي في السنوات الفارطة. وقد أحدث شريط زهير مخلوف المصوّر للمسجد بعد تدنيسه، أحدث ضجّة شعبية واسعة، خصوصا بعدما بثّت قناة الجزيرة مقتطفات من الشريط قبيل اندلاع الثورة بأسابيع //الشريط المصاحب

 ولكن تبقى المحطّة البارزة لهذه الفترة هي خروج المسيرة الاحتجاجية من منزل بوزيان لتصبح فيما بعد نواة اعتصام {القصبة1}  //الشريط المصاحب
·        فالكلّ يعلم أنّ الاحتجاجات انطلقت الجمعة 17 ديسمبر2010 من سيدي بوزيد بعد قيام محمد البوعزيزي –رحمه الله- بحرق نفسه.
·        والكلّ يعلم أنّ ابن علي غادر ودون رجعة الجمعة 14 جانفي 2011 بعد يوم مشهود في شارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية.

·        ولكنّ القليل فقط مَن يعلم أنّ أول مساندة فعلية لسكان سيدي بوزيد جاءت من منزل بوزيان، وأول شهيد للثورة كان محمد العماري الذي سقط الجمعة 24 ديسمبر 2010 في منزل بوزيان//الشريط المصاحب http://www.youtube.com/watch?v=rqwXVNczJ-M
·         وأول من فكّر في [الشعب يريد إسقاط الحكومة] هم أهالي منزل بوزيان.  حيث انطلقت عشية 22 جانفي 2011 مجموعة لا تتجاوز عشرين شابا من منزل بوزيان في اتّجاه العاصمة سيرا على الأقدام (450كم) ثمّ انضمّ للمجموعة في الطريق شبان آخرون -راكبين ومترّجلين- وكانت:  ملحمة القصبة .

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 21 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

samedi 21 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/32/ حاشية


.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/32/ حاشية
فصل ملحق بالمشهد الثوري المحلّي

هذا الفصل لم يجلب انتباهي السنة الفارطة (2012) عند كتابة هذه المقاربة الذاتيّة. ولكنّ تطوّرات الأحداث بعدها جعلتني أتوقّف اليوم عنده.

كانت عديد المقرّات العامّة والخاصّة في البلدة قد احترقت ونُهبت يوميْ 12 و13 جانفي 2011 كما بيّنّا سابقا. ونحن في الأسبوع الأخير من شهر جانفي 2011 بلغني أنّ عرّابَيْ سلطة ابن علي في العالية قد حدّدا موعدا للاجتماع بالسكّان لتدارس الوضع والبحث عن آليات لترميم البنايات المُتضرّرة. والرجلان من أذرع ابن علي: أحدهما في الدين وثانيهما في السياسة. وفي الموعد المُحدّد قصدتُ الجامع المركزي مُتوكّئا على عصاي. وإذا بـ"الفقيه المُصلح" يُعلن العموم أنّ الظرف غير مناسب لمثل هذا الاجتماع، ولذلك تمّ إلغاؤه.

ولكنّ المفاجأة كانت في الغد. فبعد صلاة المغرب جاءني صديق وأعلمني بأنّ الجماعة قد اختلت في مقصورة الإمام لاجتماع مُضيّق. أسرعتُ نحوهم واقتحمتُ عليهم خلوتهم. ومباشرة دخلتُ في الموضوع وطلبتُ من الحاضرين أن أكون عضوا في اللجنة المُراد تجديدها أو إحداثها. وعوض أن يكون الردّ على مطلبي بالقبول أو الرفض، انتفض الحاضرون مُقاطعين الجلسة. بعد أن اعتذر كلّ واحد بسبب من الأسباب الصحيّة أو العائلية. وكان أوّل المُغادرين إمام الجامع، وهو نفسه رئيس اللجنة أو الجمعية بعد أن أوكل المهمّة لشاب من الثلاثة المُتبقّين. دامت الجلسة ساعة ونصف الساعة، أقنعني في نهايتها مُحاوري بالتخّلي عن مطلبي، تقديما لمصلحة البلدة، وكان ذلك فعلا.

ولكن بمرور الزمن، اتّضح لي اليوم –والله أعلم- أنّ الجماعة رفضتني وقتها لا خوفا من اصطدامي بشيخيْ الدين والسياسة، الأمر الذي سيضرّ بمصالح البلدة المزمع إنجازها حسب زعمهم، ولكن خوفا على أنفسهم. فقد اعتقدوا خاطئين أنّي جئتُ لأزاحمهم المناصب. واستنتاجي هذا -والذي جعلني اليوم أُقحم هذا الفصل ضمن مقاربتي- بُنيَ على تطورات الأحداث المُوالية.  فكلّ الحاضرين يومها في المقصورة قد أصبحوا أئمة منابر أو محاريب. وإذا ما اُضطرّوا للإضافة جاء التطعيم من عائلاتهم الدمويّة أو الحزبيّة. أمّا الإمام الزعيم المُتحدّث عنه فلم يعمّر طويلا، لقد أصابته منهم لعنة (ديقاج). 

 فقط، أريد أن أهمس في أذن أصحاب المقصورة أنّ المناصب التي يتهافتون عليها اليوم، قد عُرضت عليّ قبل الثورة وبُعيْدها، ولكنّي رفضتُها. وقد تطرّقتُ لهذه المسألة أكثر من مرّة سابقا، فليطمئنّ الجميع. 

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 21 / 01 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

vendredi 20 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/31

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/31

14--->21/01/2011
بصمات الثورة بعد أسبوع واحد -محلّيا

عنوان هذا الأسبوع هو الفوضى الشاملة: تهافت على المواد الاستهلاكية، عمليات انتقام من بوليس ابن علي العلنيّ والسرّي، بناءات فوضوية //الصورة المصاحبة، تسريب وثائق أو ما أُطلق عليه اسم عملية تونيليكس، صلاة جماعية في الطريق العام//الشريط المصاحب وهو من خارج البلدة
أي إجمالا هو تمرّد شرائح مُختلفة من الشعب على "الحاكم" بسبب وبدونه.

ومع اقتراب أول صلاة جمعة بعد رحيل ابن علي، كان الأئمة هم أول من حلّت بهم لعنة (ديقاج). لكنّها (ديقاج) حسب الطريقة الشرعية. حيث يقف إمام الثورة إلى جوار إمام السلطة، ويستشير المصلّين فيمن يختارون خطيبا للجمعة. ثمّ يتمّ تنفيذ قرار الجماعة.
وكان من الطبيعي بعد احتكار النظام للشأن الديني –بل وتوظيفه لصالحه- أن يظهر في المجتمع عديد الوعاظ والفقهاء والدعاة. وقد قُدّم لي عرْضٌ من طرف بعض الشباب لتولّي إمامة مسجد، ماطل ابن علي في الترخيص بفتحه، رغم جهازيته.

رفضتُ الطلب لأسباب منها:
1- أنّي لم أُفكّر يوما في تحمّل مثل هذه المسؤولية. وقد طُرِح عليّ نفس العرض قبل الثورة، ورفضته متعلّلا بحجج عديدة. حتّى أنّ أحد العارضين وقتها، قال لي: [أنا أضمن لك "المنصب". فقط، عليك حلق لحيتك، وإمضاء مطلب للترشّح].
2- فتح مسجد جديد ليس بالقضية المستعجلة، وخصوصا في هذا الظرف. ومن رأيي، أن يكون التمرّد على الحاكم انتقائيا، لا آليا. كأن يتمّ خلع إمام واحد/ طرد موظف سام أو اثنين أو حتّى ثلاثة/ افتكاك سلطة أو حقّ من وزارة أو اثنتيْن.  ومن غير المعقول أن يأتي الزحف على الأخضر واليابس...

وبعد مدّة سمعتُ أنّ المسجد تمّ تدشينه. ومن الفوارق الحاصلة أنّ البعض من هؤلاء فقط ظلّ يُجاملني بِـ [تحية الإسلام]. وقد كان أغلبهم وإلى وقت قصير من "مُريديّ" المطواعين.
أمّا وقد حصلت "ثورة"، فقد انقلبت أوضاع كثيرة. ففي تلك المدّة، وخلال توسّطي في إنشاء حلقة إملاء للإناث، وصل الأمر بأحد الشبان اليانعين أن وجّه لي الكلام قائلا: [ يزّي بلا قلّة حياء ] –أعزّ الله الجميع- فهو الشاب المحافظ وأنا العجوز المتحرّر. وتمضي الأيام، وتتواصل الفوضى.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 20 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

jeudi 19 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/30


.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/30

14--->2011/01/21
البصمات الخارجية للثورة بعد أسبوع واحد

اللافت للانتباه، أنّه وبعد مضيّ أسبوع واحد على سقوط ابن علي في تونس، كان شباب صفحات الفايس بوك وتويتير في أغلب الدول العربية –إن لم نقل جميعها، ودون استثناء- قد حدّدوا مواعيد انطلاق ثوراتهم. بل إنّ بلدا كالجزائر كان قد شرع في مرحلة التنفيذ. صحيح، أنّ بعض المحاولات تمّ إجهاضها –وليس هذا مجال بحث الموضوع- كالجزائر والمغرب. ولكن يجب أنّ نُقرّ بل ونبعث برسائل تقدير واعتزاز لشباب دول عربية انتفضوا ثمّ أعادوا الكرّة مرّة ومرّات كالأردن.  أو كـ سوريا والبحرين، حيث لهيب الثورة ما زال متأجّجا، وسيكون النصر بإذن الله للشعبيْن المضطهديْن في نهاية المطاف.

ونعود لجدول مواعيد الثورات في إشارة لبعضها على سبيل المثال لا غير: فقد تمّ تحديد موعد:
 * 25  يناير-جانفي 2011 لانطلاق الثورة في مصر
 * 3 شباط-فيفري 2011 في اليمن
 * 17 شباط-فيفري 2011 في ليبيا.
 * وطبعا لا بدّ أن نتوقّف عند موعديْن فلسطينيين: المطالبة بإنهاء الانقسام 15 أذار-مارس 2011/ والمطالبة بحق العودة 15 أيار-ماي 2011.
وكما كان السبق الثوري في تونس لمحمد البوعزيزي –رحمه الله- بحرق نفسه، ثم الوفاة. فقد سطعت أسماء نجوم مهندسي الثورة /الصورة المصاحبة/:  في مصر، وائل غنيم مدون بصفحات التواصل الاجتماعي/  اليمن، توكل كرمان الحائزة بعدها على جائزة نوبل/  ليبيا، فتحي تربل محامي ضحايا سجن بوسليم.

لكنّ انطلاقة الثورة في هذه البلدان الثلاثة كانت بطريقة مختلفة عمّا شهده بلد البوعزيزي. فالخطّ الثوري في تونس بدأ احتجاجا، فانتفاضة وعصيانا مدنيا، ثمّ بداية ثورة. أمّا في الدول الثلاثة الأخرى فقد أعلنها الشباب ثورة من يومها الأول:
·        ففي مصر رُفِع شعار، [مبارك ديقاج،ارحل] / [الشعب يُريد إسقاط الرئيس].
·        وفي اليمن، [الشعب يُريد إسقاط الرئيس]/ [ارحل، ديقاج، (وكلمة أخرى باللهجة اليمنية لها نفس المعنى)].
·        وفي ليبيا، [ثوري ثوري يا بنغازي، جاك اليُوم إلِّي فيه تراجي] وقد هتف المتظاهرون بهذا الشعار قبل الموعد المقرر بيومين أي 15 فبراير2011.

وختاما لهذه النقطة، لا بدّ من الإشارة إلى ظاهرة سلبية عمّت الدول العربية في تلك الفترة، ألا وهي ظاهرة حرق النفس للتعبير عن الاحتجاج.

ولا ننسى أن نُجدّد تضامننا مع الإخوة الأشقاء في سوريا من خلال هذه الأغنية//الشريط المصاحب
والتي ردّدها المحتفلون التونسيون بالذكرى الأولى يوم 14 جانفي 2012 من شارع الحبيب بورقيبة الذي أسقط ابن علي قبل سنة// ويا لَهْ ارحل يا بشار.     

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 19 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mercredi 18 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/29


مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/29

2011/01/20-19-18
بداية تجاذبات على أرضية زلاّقة 


ذكرنا في /28/ ما قام به الطرف، الذي قدّم نفسه كبديل حاكم: فؤاد المبزّع [ رئيس مجلس نواب ابن علي، ثمّ رئيس جمهورية الثورة ] ومحمد الغنوشي رئيس حكومة ابن علي، ثمّ رئيس حكومة الثورة ] مِن خطوات تجميليّة كـ: إقالة و/أو استقالة قيادات حزبية من التجمّع، وإطلاق سراح نحو ألفيْ سجين رأي، ودعوة المُهجّرين للعودة، وإشراك جانب من المعارضة الحزبية والنقابية في حكومة وحدة وطنية. وإضافة لكلّ ذلك، وتماشيا مع نفسية الشارع الثائر، كان الحاكم البديل يُعلن من حين لآخر عن إجراءات يتّخذها كـ: حجز ممتلكات أو تجميد أموال لابن علي وزوجته، أو وضع اليد على بعض البنوك والمؤسسات كانت على ملك المغضوب عليهم.

غير أنّ الانفلات الأمني الحاصل بسبب موجات الانتقام من البوليس بأنواعه خصوصا، أحبط مشروع الحكومة البديلة التي تصدّعت حتى قبل مباشرة أعمالها اليوم 18 جانفي 2011. حيث انسحب منها كل مصطفي بن جعفر (الصحة) وممثلو الاتّحاد العام التونسي للشغل الثلاثة، وزهير المظفر (من حكومة ابن علي). في حين اعتلى وزارة التعليم العالي أحمد إبراهيم، ووزارة التنمية أحمد نجيب الشابي.

أمّا فئة أخرى من الشعب والتي اعتبرت نفسها غير معنية لا بموجات الانتقام، ولا بتشكيلة الحكومة الجديدة، فقد كانت وجهتها إقصاء التجمّع من الحياة السياسية. حيث خرجت مسيرات في عدّة جهات (بنزرت يوم20، والعالية يوم21) تُنادي:[ آر.سي.دي ديقاج ].  سرعان ما انضمّت إليها أحزاب ومنظمات أدركت لتوّها، أنّ ركوب هذا الشعار يُوفّر لها حظوظ النجاح . وبالتالي خفّ الضغط على الحكومة البديلة، فلم تجد مشقّة في تعويض المنسحبين. وهدأت نسبيا موجات الانتقام من مناصري ابن علي. ولكنّ رجال الأمن عرفوا أنّ ذلك ليس سوى استراحة وقتية. فنظّموا صفوفهم وخرجوا في مسيرات في مناطق عديدة يُنادون:[ يا مواطن راني خوك، ابن علي هو عدوك  /و/  أبرياء أبرياء، من دماء الشهداء ] كان ذلك يوم 21 جانفي 2011// الصورة المصاحبة

طرف آخر كان مُحايدا نسبيا، أخذ نجمه يسطع في سماء الثورة، ألا وهو الجنرال رشيد عمار. فقد لعب الجيش في تلك الفترة دور صمّام أمان، حسب مراقبين. فمثلا، وفي الباب الذي نحن بصدده, عندما تجمّع المتظاهرون الخميس 20 جانفي 2011 أمام المقرّ الرئيسي للتجمّع بالعاصمة مُصرّين على إسقاط التجمّع، منعهم الجيش من اقتحام البناية. ولكن إرضاء للجمهور الغاضب، قام أفراد من الجيش بصعود سطح البناية ونزع اللافتة العليا من واجهة المقرّ// الشريط المصاحب
فهذا الموقف ومواقف أخرى، جعل الجيش ينتزع ثقة واحترام الأطراف المتنازعة. غير أن ّ ذلك كان مقابل ضريبة دفعها الجيش في أكثر من مناسبة. فقبْل يومين فقط من هذه الحادثة، سقط في مدينة بنزرت ثلاثة شهداء من الجيش في تبادل لإطلاق النار مع مَن أُطلق عليهم وقتها "القنّاصة".

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 18 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mardi 17 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/28

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/28

16-17-18/01/2011 
 تواصل الإشاعات وبداية الحسابات

لا تغيير يُذكر في الحياة السياسية والاجتماعية خلال هذه الأيام. فظاهرة الحرق والنهب في تزايد، وعمليات فرار (أو تهريب) المساجين مُتواصل، والشائعات والشائعات المضادة في تصاعد كـ: هروب ليلى بن علي بطن ونصف الطن من ذهب البنك المركزي، ومطاردة العصابات المسلّحة التابعة للأمن الرئاسي، واكتشاف ذخائر حربية مهرّبة... كل هذه العوامل وعوامل أخرى جعلت المواطنين يتهافتون على خزن المواد الأساسية وغير الأساسية، الشيء الذي أدّى إلى نفاد بعض المواد الغذائية من السوق.

أمّا النظام الرسمي أو ما بقي منه، فقد حاول كسب ثقة الشعب من جديد. فقام بالتخفيف من حظر الجولان، وإلقاء القبض على وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم وبعض الأفراد من عائلتيْ الطرابلسي وابن علي. كما قام التجمع (الحزب الحاكم) في خطوة استباقية بإقالة قياداته المشبوهة كابن علي والقلال وابن ضياء والماطري وبلحسن الطرابلسي. 
وفي خطوة مماثلة استقال من التجمّع كلّ من فؤاد المبزّع [ رئيس مجلس نواب ابن علي، ثمّ رئيس جمهورية الثورة ] ومحمد الغنوشي [ رئيس حكومة ابن علي، ثمّ رئيس حكومة الثورة ]. ودعا الأوّل المهجّرين للعودة إلى تونس، واستدرج الثاني بعض رموز المعارضة الحزبية والنقابية للدخول في حكومته الجديدة (أحمد إبراهيم-التجديد/ نجيب الشابي-ب.د.ب/ مصطفى بن جعفر-التكتل...). وتمّ إطلاق سراح ما يُقارب ألفيْ سجين سياسي. أمّا الاتّحاد العام التونسي للشغل فقد طالب بحلّ الشُّعب المهنية والجامعات الحزبيّة.

 غير أنّ كلّ هذه الإجراءات لم تنجح في امتصاص الغضب الشعبي. حيث بدأت أصوات القاعدة الشعبية تنادي محلّيا وجهويّا (آر.سي.دي/ ديقاج).

وفي هذه الفترة، بدأت القيادات المُهجَّرة تحطّ رحالها بمطار تونس قرطاج: فكان -الناشط في عديد منظمات حقوق الإنسان- كمال الجندوبي أول القادمين يوم  17 جانفي 2011، ثمّ تلاه في المرتبة الثانية -الحقوقي ومؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية- المنصف المرزوقي يوم 18 جانفي 2011// الشريط المصاحب
أمّا الشيخ راشد الغنوشي -زعيم حركة النهضة- فقد وصل تونس متأخّرا عن رفيقيْه بأكثر من عشرة أيام.

 ولكن لنتوقّف أولا -ولو لبعض الوقت- عند 18 جانفي 2011. 

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 16 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

lundi 16 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/27

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/27
الإشاعات والانفلات الأمني عنوان اليوم الأول بعد رحيل ابن علي

ليلة 15/14 جانفي 2011 غادر ابن علي، وتولّى مكانه -وزيره الأول- محمد الغنوشي حسب الفصل 56 من الدستور، ثمّ فؤاد المبزّع -رئيس مجلس نوابه- حسب الفصل57 من نفس الوثيقة. كان عدد الشهداء –رحمهم الله- المتداول ساعتها أقلّ من مائة حسب المصادر الرسمية، و174 شخصا حسب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والجرحى بضعة مئات، والأضرار المادية -والتي كانت ضرورية- اقتصرت على المباني الحكومية وبعض الممتلكات الصغيرة الخاصّة. يعني  مَنّ الله علينا بنعمة إزاحة ابن علي بحصيلة منخفضة جدّا مقارنة بالإنجاز العظيم.  إذن، كيف ارتفعت بعد ذلك الأضرار في الأرواح والممتلكات أضعافا مضعّفة؟ وهل كانت كلّها ضرورية لتحقيق أهداف الثورة؟ 

ففي تلك الليلة، عوض أن تحتفل تونس بعرس الثورة، باتت مرعوبة، غارقة في بحر الإشاعات. وبدل أن تخرج مشاعر النّاس عن السيطرة فرحا وسرورا، خرجت مدن وقرى عن السيطرة الأمنية. إذ انتشرت يوم 15 جانفي 2011 الاشاعات الكثيرة وانتقلت عمليات الحرق والنهب للفضاءات التجارية الكبيرة والمناطق الصناعية والقصور الفخمة. ارتفعت نداءات الاستغاثة من كلّ مكان، ورُوِيت قصص وأساطير عن عمليات ترويع للمواطنين، واحتراق سجون وهروب مسلّحين وتسميم مياه ووو... ويتحمّل مسؤولية كلّ ذلك الإعلام الرسمي والفايس بوكي. فهذه قناة تنقل شهادات "مباشرة" لمتضرّرين، وأخرى تنشر أرقام طوارئ ومراكز للتبرّع بالدم، وتونيزيانا تهدي منخرطيها دنانير الكترونية لتمكينهم من طلب الاستغاثة. ولم يكن الحال على صفحات الفايس بوك أكثر مصداقية. وهذا مثال واحد نُشر بِـ تونيزيا سات يوم 15 جانفي 2011 // 20:59 [نداء من معتمدية العالية/ خبر غير مئكد هناكة 15 دراجة نارية عليها مسلحون الرجاء الانتباه] بإمضاء(hamdoun64) وهذا رابط المادة لمن يريد الاطّلاع على بقية المواد المنشورة في تلك الفترة

والسؤال هو: في الفترة السابقة التي تبخّرت فيها الشرطة، لم يكن المواطنون يشعرون بأنّهم معرّضون للخطر بالدرجة التي هم عليها الآن. كيف يحدث كلّ هذا الآن، بعدما انتشر الجيش في كلّ المدن والقرى، وتطوّع الشباب لحماية الأحياء// الصورة المصاحبة
 
غير أنّ الأخبار المتداولة في اليوم الأول بعد الرحيل لم تكن كلّها سلبية. فقد انتشرت إشاعات سارّة، مثل: اعتقال صهريْ ابن علي: سليم شيبوب في إحدى مناطق الجنوب، و بلحسن الطرابلسي في جهة كذا. وتلفزة تونس7 تغيّر شعارها. والقذافي يعدّل من موقفه بعض الشيء. وساركوزي يرفض استقبال ابن علي. وأوباما يُهنّئ التونسيين بنجاح ثورتهم.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 16 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.