Pages

Nombre total de pages vues

lundi 16 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/27

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/27
الإشاعات والانفلات الأمني عنوان اليوم الأول بعد رحيل ابن علي

ليلة 15/14 جانفي 2011 غادر ابن علي، وتولّى مكانه -وزيره الأول- محمد الغنوشي حسب الفصل 56 من الدستور، ثمّ فؤاد المبزّع -رئيس مجلس نوابه- حسب الفصل57 من نفس الوثيقة. كان عدد الشهداء –رحمهم الله- المتداول ساعتها أقلّ من مائة حسب المصادر الرسمية، و174 شخصا حسب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والجرحى بضعة مئات، والأضرار المادية -والتي كانت ضرورية- اقتصرت على المباني الحكومية وبعض الممتلكات الصغيرة الخاصّة. يعني  مَنّ الله علينا بنعمة إزاحة ابن علي بحصيلة منخفضة جدّا مقارنة بالإنجاز العظيم.  إذن، كيف ارتفعت بعد ذلك الأضرار في الأرواح والممتلكات أضعافا مضعّفة؟ وهل كانت كلّها ضرورية لتحقيق أهداف الثورة؟ 

ففي تلك الليلة، عوض أن تحتفل تونس بعرس الثورة، باتت مرعوبة، غارقة في بحر الإشاعات. وبدل أن تخرج مشاعر النّاس عن السيطرة فرحا وسرورا، خرجت مدن وقرى عن السيطرة الأمنية. إذ انتشرت يوم 15 جانفي 2011 الاشاعات الكثيرة وانتقلت عمليات الحرق والنهب للفضاءات التجارية الكبيرة والمناطق الصناعية والقصور الفخمة. ارتفعت نداءات الاستغاثة من كلّ مكان، ورُوِيت قصص وأساطير عن عمليات ترويع للمواطنين، واحتراق سجون وهروب مسلّحين وتسميم مياه ووو... ويتحمّل مسؤولية كلّ ذلك الإعلام الرسمي والفايس بوكي. فهذه قناة تنقل شهادات "مباشرة" لمتضرّرين، وأخرى تنشر أرقام طوارئ ومراكز للتبرّع بالدم، وتونيزيانا تهدي منخرطيها دنانير الكترونية لتمكينهم من طلب الاستغاثة. ولم يكن الحال على صفحات الفايس بوك أكثر مصداقية. وهذا مثال واحد نُشر بِـ تونيزيا سات يوم 15 جانفي 2011 // 20:59 [نداء من معتمدية العالية/ خبر غير مئكد هناكة 15 دراجة نارية عليها مسلحون الرجاء الانتباه] بإمضاء(hamdoun64) وهذا رابط المادة لمن يريد الاطّلاع على بقية المواد المنشورة في تلك الفترة

والسؤال هو: في الفترة السابقة التي تبخّرت فيها الشرطة، لم يكن المواطنون يشعرون بأنّهم معرّضون للخطر بالدرجة التي هم عليها الآن. كيف يحدث كلّ هذا الآن، بعدما انتشر الجيش في كلّ المدن والقرى، وتطوّع الشباب لحماية الأحياء// الصورة المصاحبة
 
غير أنّ الأخبار المتداولة في اليوم الأول بعد الرحيل لم تكن كلّها سلبية. فقد انتشرت إشاعات سارّة، مثل: اعتقال صهريْ ابن علي: سليم شيبوب في إحدى مناطق الجنوب، و بلحسن الطرابلسي في جهة كذا. وتلفزة تونس7 تغيّر شعارها. والقذافي يعدّل من موقفه بعض الشيء. وساركوزي يرفض استقبال ابن علي. وأوباما يُهنّئ التونسيين بنجاح ثورتهم.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 16 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire