Pages

Nombre total de pages vues

lundi 23 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/34

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/34

24-25-26-01/2011
تعبئة عامة واختبار لإرادة شعب

يوم الإثنين 24، كما ذكرنا سابقا هو اليوم المقرّر لاستئناف الدروس، وهو اليوم الثالث لاعتصام القصبة. الاعتصام الذي انطلق من مسيرة منزل بوزيان عشية 22 جانفي 2011 . اليوم هو24 جانفي وقد اتّسم ببروز المؤسّستيْن الأكثر فاعلية في المشهد الثوري الحديث، وهما: الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة التعليم الثانوي) والجيش الوطني (الجنرال رشيد عمار). فقد أصدر الأول بيانا يدعو رجال التعليم إلى الإضراب العام.  هذا رابطه: 
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=332128456820335&set=a.296933767006471.78431.292133654

 بينما تلا الثاني وسط المعتصمين بالقصبة//الشريط المصاحب
 بيانا مكتوبا هذا نصّ بدايته: [...وكلّ ما أطلبه منكم –بكلّ لطف، وأنا صادق في ذلك- أن تتركوا الجيش الوطني حتى يُواصل حماية العباد والبلاد وحماية الثورة...] وسنعود لفحص جدلية الاتّحاد/الجيش حين بلوغ عرضنا يوم 26 جانفي، حيث سنعود بالأحداث إلى مثل ذلك اليوم من سنة 1978 يوم الخميس الأسود.

في هذه الأيام الثلاثة، قلّ اهتمام الجماهير بملفات الفساد والقنّاصة والتجمّع، وتركّزت الاحتجاجات في مناطق عديدة من البلاد على رفضها تركيبة الحكومة الجديدة، لوجود بعض رجالات ابن علي داخلها كالداخلية (فريعة) والخارجية (مرجان) والدفاع (قريرة) والعدل (القروي الشابي). وشهدت هذه الأيام أقوى معاني الانسجام والتوحّد بين أطياف المجتمع التونسي. وكانت ملحمة القصبة//الشريط المصاحب
 وصار من البديهي، في هذا الظرف التاريخي، بروز شعار: [ الشعب يُريد / إسقاط الحكومة ] لذلك حاول الطرف المقابل استرضاء الشعب أو بعض مكوّناته. فقامت الحكومة المنصّبة بإصدار مذكرة توقيف دولية في حقّ ابن علي واعتقال بعض رموز حكمه، ووضع كلّ من القلال وابن ضياء تحت الإقامة الجبرية، وتخفيف حظر الجولان، والإعلان عن جراية خاصّة للمعطّلين من أصحاب الشهائد العليا.

أمّا خارجيا، فبعد أن كانت ثورة تونس هي العامل المؤثِّر شرقا وغربا، أصبحت تحت تأثير العوامل الخارجية: فشرقا، كانت تونس سببا ومنهجا للثورة المصرية، ويوم 25 يناير-جانفي 2011، انطلقت الثورة المصرية، فصارت مصر حافزا إضافيا للثورة في تونس، ودافعا جديدا للصمود. أمّا غربا، وبعد أن هنّأ ساركوزي الشعب التونسي بنجاح ثورته، وانحنى أوباما وكونغرسه احتراما لشجاعة شباب تونس. اليوم، يبعث الأول سفيره الجديد بوريس بوايون لتونس (والسابق بالعراق)، ويُرسل الثاني لزيارة تونس مساعد خارجيته جيفري فيلتمان (والمختصّ بالنزاعات في لبنان). والحدثان الغربيان هما رسالتا دعم واضح للنظام الساقط أو ما تبقّى منه، وإشارتان بارزتان على أنّ النظام الرسمي العالمي قد بدأ لتوّه يستفيق من غيبوبته //الصورة المصاحبة

ووسط كلّ هذا الخضم الداخلي والخارجي، ظهرت المحاولات "التوفيقية" كمبادرة المستيري واتّفاقية هيئة المحامين واقتراح تنظيم مؤقّت للسلط. وارتفعت أصوات "الحكماء" من فقهاء الدساتير والسياسة محذّرة من العواقب الوخيمة الناتجة عن الفراغ الدستوري، مبرّرة رئاسة المبزّع للدولة بأنّها السبيل الوحيد لإغلاق الباب أمام إمكانية عودة ابن علي.
كلّ الأطراف كانت تملك جانبا من الصواب في مواقفها، ولكن كيف توالت فصول المشهد الثوري الحديث بتونس.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 23 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire