Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 18 février 2021

كرسي الباي/ محمد بحر / رسالة النهضة وردّ خواطر وآراء


.

.
كرسي الباي/ محمد بحر /
رسالة النهضة وردّ خواطر وآراء

في تجمّع 16 فيفري 2013  خطب رئيس حزب النهضة –بكلّ ثقة نفس- في أنصاره قائلا:
حسب الرابط التالي:  http://www.youtube.com/watch?v=36tAhiApZwE

[ لن نُسلّم الأمانة، لأنّ الشعب التونسي ائتمن النهضة لتحقيق أهداف ثورته. ولذلك النهضة ما بقي ولاء الشعب لها قائما، لن تُفرّط في السلطة أبدا. ]  
...

وردّ خواطر وآراء فهوعلى لسان محمد بحر على الرابط التالي:

كُرسي الباي محمد بحر
** هذه أغنية من الأغاني التي كنّا نسمعها سرّا وإذا احتفظنا بها فبأسماء مستعارة وفي أماكن خفية ............... ديْ ديْ ديْ ديْ ديْ ديْ كرسي الباي عندو مُولاه فكُّو من عند باباه نجَّر فيه حتّى وَتاه وإلّي رفض اكْلاه الكيّْ كرسي الباي لوحو متين يقّعد سنين وسنين يترشحو ضدّك متين تنجح بـِ تسعة وتسعين كرسي يتبدّل كِالجان أم البُويا ألوان ألوان يقّعدك اليوم رئيس من غدوة تولّي سلطان مِالكُرسي تعمل خطاب تردّ فيه الكلّ حباب العامل ينسى الإضراب والأعراف ياكلوه نَيْ كرسي الباي ما كِيفو حدّ وإلّي جيء على مدّة يشدّ عبد الصمد تمدّ وقال غيري ما يحكم حدّ كرسي الباي يردّك زعيم جبّار كِربّي ورحيم إتوَلِّي منقذ عظيم الناس مُجيرة وانت الريّْ بالكرسي راسك ما يطاطي في غمضة توَلّي ديمقراطي تحكم كيف الحاج كلوف والمعارضة أمّي تراكي ......... كرسي الباي/ محمد بحر / 2007الخيمة الصيفية، حمام الغزاز

مع تحيات خواطر وآراء
17-02-2013
.

mercredi 17 février 2021

في تحصين الأسرة -31/17 من خاتمة محور تأثير اللغة في التربية

.
في تحصين الأسرة -31/17
الحاشية 14: من خاتمة محور تأثير اللغة في التربية /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007      

- الأسرة ترمي للمدرسة بأطفال لم يقع إعدادهم للانخراط في المنظومة التربوية الجديدة . ممّا يُؤكّد على أهميّة دور المؤسّسة الأُسرية في التربية الّذي لا يُعادله دور أيّ مؤسّسة أخرى، وخاصّة فيما يتعلّق بإرساء التعلّم والتقييم الذّاتيين، والدّعم الأسري.

- المدرسة تفقد يوما بعد آخر المصداقية لفشلها في التعليم والتقييم معا. فلم يعد المجتمع، بأفراده ومؤسّساته، يُقيِّم متخرّج المدرسة حسب مستواه الدراسي أو شهادته التعليمية.

·        فتقليص زمن التعلّم وخصوصا في المساحة المخصّصة لمجال اللغة العربية،
·        وفشل الأسرة في القيام بدورها،
·        ونجاح الإعلام في الاستئثار بالطفل،
عوامل أضعفت من قدرة اللّغة المتعلّمة في المدرسة على منافسة بقية اللّغات الغربية والغريبة من اللهجة الدّارجة إلى عربية الـ S M S . وهذا يشرح سبب الاضطرابات النفسانيّة لعديد التلاميذ، وتقهقر مستواهم التحصيلي وهو ما سمّاه البحث بفكّ الارتباط .

اللغة قد تكون من العلوم المساعدة في اكتساب المعرفة أو من العلوم المقصودة بذاتها ولكنّها تظلّ دائما دعامة الفكر. وقد تكون ذاتية أو اجتماعية ولكنّها تظلّ دائما أداة تواصل، وقد يكون اكتسابها فرض عين أو فرض كفاية ولكنّها تظلّ دائما الوطن الروحي الّذي يجب الذّود عنه. 
-----------------------------------------------------------------   
توضيحات حول الصورة المصاحبة
·        الرسم 1: توزيع الزمن على المواد في سنتيْ 02/03 و06/07 لنفس المستوى (سنة رابعة)
      إنّ المتأمّل في توزيعية الزمن المدرسي (2002-2003)[1] ونظيره لـ(2006-2007)[2] يُلاحظ التالي :
-       تخفيض الزمن المدرسي بخمس ساعات أسبوعيا أي بحوالي 160ساعة سنويا.
-       اقتطاع 80 % من الوقت المخفّض من مادّة العربية لوحدها بالنزول بتوقيتها من 10 إلى 6 ساعات أسبوعيا
-       اقتطاع الـ20 % المتبقية من مواد مساندة للغة -تاريخ وجغرافيا وتربية المدنية- لينزل توقيتها إلى الصفر

·        الرسم 2: مقارنة بين الزمن المدرسي في كلّ من تونس وفرنسا لسنة 06/07 ولنفس المستوى (سنة رابعة)
 Ø     تخصيص فرنسا 7 ساعات من 26 ساعة أسبوعيا لتدريس الفرنسية (اللغة الأم) بينما تحظى الفرنسية (اللغة الأجنبية) عندنا بـ8 ساعات من 25 ساعة أسبوعيا ، أي ما نسبته 32.00 % في تونس مقابل 26.92 % في فرنسا.
Ø     تقديم تونس للّغة الأجنبية (الفرنسية) على اللغة الوطنية (العربية)، بدعوى أنّ الطفل يدخل المدرسة وقد اكتسب لغته الأم (العربية) وأنّ اللّغة الأجنبية وحدها هي الّتي ستُمكّنه من المعرفة في المرحلتين الثانوية والجامعية. هذا الرأي غير سليم وقد تمّ تفنيده في القسم السابق من البحث.

والسلام، عثمان الدرويش
18 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
[1] دليل التنظيم البيداغوجي للمدارس الابتدائية 93-94
[2] دليل التنظيمات البيداغوجية 05-06

mardi 16 février 2021

في تحصين الأسرة -31/16 تقصير المدرسة والأسرة هو سبب انتهاك الإعلام لقيم المُجتمع

.
في تحصين الأسرة -31/16
الحاشية 13: تقصير المدرسة والأسرة هو سبب انتهاك الإعلام لقيم المُجتمع /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007      
     
                       عندما قصّرت الأسرة بسبب أو بدونه في تمكين الطفل من اكتساب اللغة في أحضانها وعندما تعثّرت المدرسة في تنشئة الطفل لغويا بين أسوارها برزت مؤسّسة اجتماعية ثالثة لا إصلاحا للأولى ولا مؤازرة للثانية , وإنّما تنفيذا لأجندتها الخاصّة. أجندة قد تتقاطع مع إحدى المؤسّستين (الأسرة / المدرسة) أو كلتيهما أحيانا وقد تختلف مع أحدهما أو كلتيهما أحيانا أخرى .

فعندما كانت الأسرة والمدرسة مُؤمنتيْن بالرسالة التربوية كطبيعة حتمية مشتركة، مُدركتيْن لجدلية التأثر والتأثير بينهما كان الإعلام تابعا لهما. فقدّم مثلا برامج تعليمية لتلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي وأنتج سلسلتيْ افتح يا سمسم وضيعة محروس. وعندما غاب التكامل العضوي بين هاتين المؤسّستين (الأسرة / المدرسة) أصبحت مؤسّسات الإعلام رائدة التربية، مغتنمة في ذلك نقاط ضعف كلّ من الأسرة والمدرسة، مستفيدة بوسائطها الحيّة وأسلوبها الجذّاب وبرامجها الممتعة وصار الجميع يجتهد في محاكاتها.

وهذه شواهد على ذلك :
- تلميذة السنة الرابعة تقطع الدّرس قائلة :" سيّدي ، فلانة تِمَنْكّرْ " [أي تطلي أظافرها]: تلميذة لها هذه القدرة التوليدية بالقياس على ما استقته من وسائل الإعلام كـ"مَسَّجْ" [أي ابعث رسالة قصيرة] و"شَرْجِي" [أي اشحن هاتفك] ماهو مستوى امتلاكها للكفاية اللغوية حسب المحكّات الجديدة للتقييم ؟

- "الْفَدَّة إيشْ بِيهْ" عنوان مطوية صادرة عن الرابطة القومية لمقاومة السل وُزّعت داخل المدارس مع طوابع تحمل نفس العبارة . فأصبحت "إيشْ بِيهْ" اللاّزمة في أواخر خطابات التلاميذ لمدّة.

- للإعلان على طريقة الحصول على نتائج مناظرة الالتحاق بالمدارس الإعدادية النموذجية في نهاية السنة الدراسية الفارطة 06/07 وعلى شاشة التلفزة الوطنية ولمدّة يومين، يدور الشريط الإخباري وعليه : "وزارة التربية والتكوين: يمكن الحصول على نتيجة ....... دوبلفي دوبلفي دوبلفي نقطة 6 واب نقطة تي ان...." ثمّ ووراء هذا الإعلان مباشرة وفي خصوص الإرسالية القصيرة نقرأ : "وزارة التربية والتكوين : يمكن الحصول على نتيجة ....... سيس ثم ترك فراغ ثم رقم التسجيل في الامتحان....."

إذا كانت التلفزة الوطنية الرسمية -والذي كان عليها احترام اللغة التي نصّ عليها الدستور بل والدفاع عنها- تنشر مثل هذا الخطاب!! فهل يمكن بعدها لوم تلميذة " تِمَنْكّرْ " أو تلاميذ "إيشْ بِيهْ" ؟ 

                        إنّ إصرار الإعلام على إقحام الدّارجة سيُحوّل الدلالة القطعية في اللغة إلى دلالات محتملة محدثا بذلك اضطرابا بين الدّال والمدلول يُؤدّي في النهاية إلى فقدان المعنى. وهذا الإرباك اللغوي لن يُحدث اضطرابا في التواصل بين الفرد ومحيطه فحسب، بل سينتج عنه اضطراب نفساني، لن تستطيع بعده البيداغوجيا الحديثة والّتي ترتكز على علم النفس إعادة التوازن للمتعلّم.
وما لم تُدرك الأسرة والمدرسة خطورة المنافسة مع وسائل الإعلام وما لم تُسارعا في محاصرة هذا التلوّث اللغوي فإنّ الوضع سيزداد سوءا .

والسلام، عثمان الدرويش
17 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

lundi 15 février 2021

في تحصين الأسرة -31/15 للآباء الحقّ الأول في اختيار نوع تربية أولادهم

.
في تحصين الأسرة -31/15
الحاشية 12: للآباء الحقّ الأول في اختيار نوع تربية أولادهم /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007

      المدرسة هي مؤسّسة اجتماعية اصطنعها المجتمع لتكون امتدادا طبيعيا للأسرة الحديثة. تلك الأسرة الّتي تشظّت حسب الاهتمامات الشخصية لأفرادها وأصبحت اللغة المتداولة على ألسنتهم لا هيَ بالفصحى الخالصة ولا بالعامية الدارجة، فهي لا شرقية ولا غربية . وتفاديا لهذه الفوضى اللغوية رأت المدرسة من واجبها التدّخل باكرا لتنشئة الطفل لغويا واجتماعيا. وبعد أن كان العرب يرسلون أطفالهم إلى قبائل البادية لتقويم لغتهم فيشبّوا على نطق اللغة الصحيحة، صارت المدرسة تحتضن الطفل منذ نعومة أظفاره فتعتني بالتعليم قبل المدرسي داخل أسوارها.
لكنّ هذا التوجّه أوقع المدرسة في تناقض بين وظيفتها في إعداد الجيل الصاعد وتنشئته لزمن غير هذا الزمان ودورها في المحافظة على تراث مجتمع سيطرت على أفراده المصالح الشخصية المتنوّعة بل والمتضاربة في أكثر الأحيان، ممّا جعلها تفقد مكانتها في حلبة الصراع. فتُحاول (المدرسة) إرضاء هذه الأسرة الّتي تخلّت عن واجبها التربوي وتمسّكت بحقّها في اختيار نوعية تعليم أبنائها. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينصّ على أنّ : " للآباء الحقّ الأول في اختيار نوع تربية أولادهم ."[1]

وبدلا من تكييف هذا المحيط المتناحر مع الطفل في فضائه غير المحدود وإنسانيته الكونية الرّحبة، قلبت المدرسة علاقة التكيّف وصارت تسعى جادّة لتكييف الطفل مع محيط عدواني. فارتكاز مدرسة اليوم على البيداغوجيا الفارقية وفتح مدارس نموذجية للمتميّزين في نهاية المرحلة الأولى للتعليم الأساسي وتركيز مجلس المؤسسة شواهد على ذلك.  
      ولكنّ الأمر لم يتوقّف عند حدّ إعادة إنتاج المجتمع حسب تعبير المفكّر الفرنسي بورديو. فمن باب احترام حقوق الأقليّات، ارتفعت المطالب لتدريس الكردية في العراق الّذي يرزخ تحت الاحتلال، والأمازيغية في الجزائر الجارة. أمّا المغرب -توأمنا في التربية- فقد شرع، ونزولا عند رغبة الجماهير، في تدريس الأمازيغية بالمدرسة الابتدائية تدريجيا منذ أربع سنوات.
فهل سيأتي يوم تطالب فيه الأسرة التونسية العصرية بتعليم أبنائها بلغة الأم؟ وإن كان ذلك، فهل ستكون لغة الأم وقتها: تلك اللغة الغريبة (آس آم آس / التشات) الّتي كنّا بصددها منذ حين ؟ ربما. خصوصا والمساعي حثيثة ومتنوّعة لترويض المجتمع حتى يقبل بخوصصة التعليم.

والسلام، عثمان الدرويش
16 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
[1] البند 3 من المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948

تأليب حاكم لأنصاره فعل غير أخلاقيّ

.
تأليب حاكم لأنصاره فعل غير أخلاقيّ

هدّد رئيس الحكومة اليوم بأنّه سيدعو أنصاره للتظاهر في الشارع حتّى يُبرز للعموم أنّ الانقلابيين الداعين لإسقاط حكومته ليسوا سوى شرذمة ضالة لا تُمثّل الشعب.

ونحن نردّ على سيسي تونس، الباحث عن تفويض شعبي يستر به عورة حكومته، إنّ تهديدك مرفوض جملة وتفصيلا. 

فلَكَ ولأنصارك قصور قرطاج وباردو والقصبة. لكم المجلس التأسيسي والدستور الصغير والكبير وما شئتم من القوانين. أمّا الشارع فهو لنا ولوحدنا.


والسلام، عثمان الدرويش
29 / 07 / 2013 
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.  

dimanche 14 février 2021

في تحصين الأسرة -31/14 دور الأسرة في تنشئة الطفل

.
في تحصين الأسرة -31/14
الحاشية 11: دور الأسرة في تنشئة الطفل /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007

       " الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع "[1]. فهي تعتبر من أوكد الحاجات الطبيعية الّتي يلجأ إليها الإنسان لتحقيق إنسانيته. فضمن هذه المؤسسة الشمولية يتكوّن النشء –والتنشئة تدلّ هنا على التربية الشاملة-. إذ من خلالها يتمكّن المرء من اكتساب أنماط سلوكية وعادات وقيم.
فعبر ملاغاة الأم ومحاكاة الإخوة والاستماع لخرافات الجدّة تنمو مهارات الطفل الفكرية اللغوية في مرحلة مبكّرة جدّا من عمره، بل وحتّى قبل أن يتقن تماما النطق السليم، فيكتسب اللغة-الأم. وتحصل لديه ما يُسمّيها تشومسكي الكفاية اللغوية. فحكاية الجدّة مثلا والّتي ارتبطت بالموروث الشعبي تُدرّب الطفل على الإنصات للآخرين والتواصل معهم وهذا يُشعره بالثقة والاهتمام ويُنمّي لديه الحسّ الاجتماعي الّذي سيُساعده مستقبلا في التحصيل الدراسي. وما نزول القرآن الكريم في شطر منه على هيئة قصص إلاّ لأهمية السرد التربوية والتعليمية، بل حتّى الرياضيات أصبحت تعتمد الحكاية.

      وبما أنّه لم يحصل أن تعرّض طفل عادي لصعوبة في حذق لغة أمّه، فإنّ اكتسابه اللغة في سن مبكّرة سيجعله بعد السادسة من عمره قادرا على تعلّم المعرفة بلغة قد أتقن التحدّث بها.

       غير أنّ تعقيدات الحياة العصرية ووتيرتها المتسارعة أفقدت الأسرة توازنها وأزاحتها عن الصدارة الاجتماعية. فغابت وظيفة الأسرة كوحدة مُنتجة في إطار نظام اجتماعي تضامني، وتخلّت (أي الأسرة) عن دورها لصالح جهات أخرى وتحوّلت بذلك من مركز دائرة التربية إلى طرف مشارك فيها يُزوّد المدرسة بالمادّة الأولية (أي الطفل) ليُوكل إلى المدرسة عملية إنتاج المتعلّم.
عندها تحوّلت عملية اكتساب اللغة إلى تعلّم للغة، متطلّبة جهدا كبيرا من المعلّم والمتعلّم، وزمنا مدرسيا ثمينا كان ينبغي أن يُخصّص لامتلاك المواد المعرفية وليس لتحصيل أداة المعرفة أي اللغة.

والسلام، عثمان الدرويش
15 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
[1] البند 3 من المادة 16 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 

صورة الوطن" عندما يتشظّى المشهد السّياسي/ تعليق صديق"

.

"صورة الوطن" عندما يتشظّى المشهد السّياسي

تعليق صديق على مقال سابق [صورة الوطن] والمنزّل أسفله

وهذا نصّ التعليق:

...إذ أنّ "ثقافة الصّورة" في عصرنا قد غلبت "ثقافة الكلمة" في شتّى أصناف الخطاب وخاصّة منها السّياسي ولا يسمح المجال هنا للخوض في أسباب هذه الظّاهرة الأسلوبيّة ونكتفي بالإشارة إلى ثراء الصّورة بالمثيرات الدّلاليّة مقارنة بالمقروء خاصّة ...

"صورة الوطن"؟ عندما يتشظّى المشهد السّياسي يهدّد تماسك المجتمع حتّى لا يعودَ باستطاعة أحد من أبناء هذا الوطن الوقوف على أيّ مشترك يجمعه ببقيّة مواطنيه ... عندها لا يهمّ مدى انحسار دائرة الفعل والإنجاز، بل ينبغي دقّ ناقوس الخطر الدّاهم، خطر الوقوع في قبضة ديكتاتوريّة جديدة بدأت تحاصر الحقّ بالقانون و تبني نصوصا تتمترس خلفها لعقود قادمة ... فالنّصوص القانونيّة كانت أقوى أسلحة الاستبداد.

القانون لا يحفظ الحقّ دائما./.

وهنا أشير إلى أنّ ما أثارني في عبارة "صورة الوطن" بالضّبط هو أنّنا لو نعد نرى صورة واحدة بل شظايا هي أشبه بقطعٍ من مرايا قد تكسّرت/كُسّرت .. حتّى صارت "الصّورة" مُسوخًا لا تكادُ تُبين عن ملْمَحٍ واحدٍ ذي معنى أو دلالة .......أليس هذا ما أثمره الغزو الأمريكي للعراق؟

تحوّل النّسيج الاجتماعي هناك إلى ما نشهده من تصدّع طائفي هو أبعد ما يكون عن مناخ تُبنى فيه ديمقراطيّة حقيقيّة؟ أليس هذا ما يجب أن نخافه نحن على وطننا -رغم الاختلاف في الصّورة الإثنيّة بين تونس و العراق- من مآل لهذه الصّراعات والتّجاذبات التّي تشهدها السّاحتان السّياسيّة والاجتماعيّة في البلاد./. انتهى

مع تحيات خواطر وآراء
14-04-2013
.

samedi 13 février 2021

في تحصين الأسرة - 31/13 احذروا "ماكينة" صناعة الأرباب

.
في تحصين الأسرة -31/13
الحاشية 10: احذروا "ماكينة" صناعة الأرباب (من مقال سابق)

هذه الأيام 04/10/2012، وأنا أتابع الشريط الفايس بوكي لاحظت تكرار اسم "ديماس" بعناوين لمواد كثيرة مثل:

  ·        النجمان الحقيقيان لسنة 2012 : فضل شاكر و فنانة الراب الشهيرة ديامس قداش يستحقوا من جام؟ (الصورة المصاحبة)

 ·        الإعلام الفرنسي يهاجم ديامس .. فقط لأنها أسلمت

 ·        فيديو"ديامس" المحذوف

      ·        فيديو "ديامس" الذي حطّم الرقم القياسي في مدة 4 ساعات

·        المغنية الفرنسية "ديماس" تكتب عن الإسلام والحجاب

      ·        عاصمة الأنوار تطفئ عقلها و تشهر قلقها من حجاب "ديامز" بقلم لطفي المسعودي (الجزيرة)
      ·        "ديماس" تحجّبت وانتِ وقتاش
      ·        .....

                            1- عادت بي الذاكرة لسنوات خلت، عندما كان أصدقائي يفرحون بتوبة سلاطين الفنّ والسينما، فيُبدون إعجابهم بانصراف هذه الفنانة للدعوة للإسلام، أو اعتلاء ذلك النجم سدّة الإفتاء. وكان موقفي دائما هو: الله هو الذي يقبل التوبة عن عباده. أمّا أنا فلا. حسنا، هذا الفنان تاب توبة نصوحا، شكر الله سعيه. ولكن متى جاءت توبته؟؟؟ بعد أن ضلّ وأضلّ أجيالا...

عليه الاستغفار عسى الله أن يغفر له، ولكن لا يُمكن اليوم أن يُنصّب نفسه –أو يتمّ تنصيبه- مرّة ثانية قائدا للنور والإيمان بعد أن كان من قبل المثل الأعلى للكثير من الفتيات والشبّان في الكفر والفجور. فأنا لا أرفض توبة النجم والزعيم والشيخ والبطل لمُجرّد الرفض. ولكنّي أرفض عودة المُذنب لقمرة القيادة وفي اتّجاه جديد، حتّى وإن كان ذلك  بعد إقراره بالذنب.

                          2- إنّ الإنسان، إذا ما أصبحت مرجعيته نجوما وشموسا وكواكب، يكون بذلك قد تخلّى عن مرجعيته النهائية الصلبة. بل تخلّى عن إنسانيته، ووقع بإرادته أو بدونها في متاهة ما بعد-الحداثة الاستهلاكية. حيث يصير اقتداؤه بنجوم الفنّ والثقافة، واهتمامه بأبطال الرياضة والسياسة، وتقديسه لرجال الدين والفكر أهمّ من أصول الدين وثوابت الفكر والسياسة والثقافة نفسها.

وعندها تكون ليبرالية التشيُّؤ -على رأي المرحوم عبد الوهاب المسيري- قد حقّقت هدفها الرئيسيّ بهدم القيم الإنسانية الثابتة، وتعويضها بذاكرة فردية سائلة قابلة للتكيّف. ومِن ثَمَّ يُصبح من اليسير الانقضاض على الشخص واقتياده بكلّ سهولة.

والسلام، عثمان الدرويش
14 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

vendredi 12 février 2021

في تحصين الأسرة -31/12: الفهم الخاطئ للمساواة

.
في تحصين الأسرة -31/12
الحاشية 9: الفهم الخاطئ للمساواة

الإسلام -حسب اطّلاعي المتواضع- يعتبر المساواة مسلّمة بديهية. فالمتجانسان والمتماثلان متساويان بطبيعتهما، وفي كلّ منطق. فكلّ شيء لا يُمكن أن يكون إلاّ مساويا لنفسه أو لمثله. و حتّى لا تتشعّب السبل يتمّ حصر مسألة [المساواة في (المشاركة في الفعل) والاستواء (طلب الشيء)] 
فالفعل بهاتيْن الصيغتيْن لم يرد في القرآن الكريم إلاّ نفيا أو استفهاما إنكاريا: [وما يستوي الأعمى والبصير]19-فاطر/ [لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون]20-الحشر/ [قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور]16-الرعد/ [مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكّرون]24-هود

فالمساواة بين المُختلفيْن هي ظلم لكليْهما. فإذا أعطى أب كلّ صباح لابنته الطالبة بالجامعة خمسة دنانير، ولابنه التلميذ بالابتدائية مبلغا مساويّا، خمسة دنانير، يكون قد ظلم الولديْن بمساواته هذه. ولو أعطى معلّم نفس المدّة الزمنية لإجراء اختبار بين تلميذيْن أحدهما سويّ والآخر معاق، يكون ظالما.
تساؤل: لماذا يخصّ دعاة المساواة الفتيات برقم قياسيّ في رياضة ما، غير الرقم القياسي الرجالي في نفس الرياضة؟ بل لماذا لا يتنافس الجنسان في نفس المُسابقة؟ هل هي لمنع الاختلاط بين الجنسيْن مثلا؟

فأصل القضية هو العدل وليس المساواة.  وهذا ما أمرنا به الإسلام، ويُمكن أن نستشهد بآيات عديدة من القرآن الكريم التي تدعو للعدل بصيغة الأمر، وتحذّر من عدم العدل بصيغة النهي. مثالان فقط: [إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى]90-النحل [ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى]8-المائدة

بالعودة إلى المثاليْن السابقيْن، يتّضح أنّ الأب لو أعطى يوميا لابنته الطالبة عشرة دنانير ولابنه التلميذ نصف دينار مراعاة لطلبات كلّ منهما، يكون عادلا. والمعلّم لو اعتمد على دراسات المُختصّين فمكّن التلميذ المعاق من ضعف الوقت المحدّد للاختبار، لكان معلّما عادلا.

وقس على ذلك طريقة توزيع الشرع الإسلامي للميراث. ففي إشارة خاطفة، إنّ الأنثى ترث أكثر من الذكر في بضع وعشرين حالة (مثال:البنت ترث ضعفيْ مناب جدّها أي أبو الهالك)، ولا ترث الأنثى نصف نصيب الذكر إلاّ في أربع حالات فقط. فعلم الفرائض يعتمد القسمة حسب التكليف والمسؤولية، أي اعتمادا على العدل لا على المساواة.

ختاما ولله المثل الأعلى، فإنّ من أسماء الله الحسنى [العدل] وليس المُساوي سبحانه وتعالى . 

والله أعلى وأعلم، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
13 / 06 / 2013

الصورة الأصلية قبل المعالجة الشخصية عن صفحة: روائع الأدب السياسي

.