Pages

Nombre total de pages vues

mardi 16 février 2021

في تحصين الأسرة -31/16 تقصير المدرسة والأسرة هو سبب انتهاك الإعلام لقيم المُجتمع

.
في تحصين الأسرة -31/16
الحاشية 13: تقصير المدرسة والأسرة هو سبب انتهاك الإعلام لقيم المُجتمع /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007      
     
                       عندما قصّرت الأسرة بسبب أو بدونه في تمكين الطفل من اكتساب اللغة في أحضانها وعندما تعثّرت المدرسة في تنشئة الطفل لغويا بين أسوارها برزت مؤسّسة اجتماعية ثالثة لا إصلاحا للأولى ولا مؤازرة للثانية , وإنّما تنفيذا لأجندتها الخاصّة. أجندة قد تتقاطع مع إحدى المؤسّستين (الأسرة / المدرسة) أو كلتيهما أحيانا وقد تختلف مع أحدهما أو كلتيهما أحيانا أخرى .

فعندما كانت الأسرة والمدرسة مُؤمنتيْن بالرسالة التربوية كطبيعة حتمية مشتركة، مُدركتيْن لجدلية التأثر والتأثير بينهما كان الإعلام تابعا لهما. فقدّم مثلا برامج تعليمية لتلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي وأنتج سلسلتيْ افتح يا سمسم وضيعة محروس. وعندما غاب التكامل العضوي بين هاتين المؤسّستين (الأسرة / المدرسة) أصبحت مؤسّسات الإعلام رائدة التربية، مغتنمة في ذلك نقاط ضعف كلّ من الأسرة والمدرسة، مستفيدة بوسائطها الحيّة وأسلوبها الجذّاب وبرامجها الممتعة وصار الجميع يجتهد في محاكاتها.

وهذه شواهد على ذلك :
- تلميذة السنة الرابعة تقطع الدّرس قائلة :" سيّدي ، فلانة تِمَنْكّرْ " [أي تطلي أظافرها]: تلميذة لها هذه القدرة التوليدية بالقياس على ما استقته من وسائل الإعلام كـ"مَسَّجْ" [أي ابعث رسالة قصيرة] و"شَرْجِي" [أي اشحن هاتفك] ماهو مستوى امتلاكها للكفاية اللغوية حسب المحكّات الجديدة للتقييم ؟

- "الْفَدَّة إيشْ بِيهْ" عنوان مطوية صادرة عن الرابطة القومية لمقاومة السل وُزّعت داخل المدارس مع طوابع تحمل نفس العبارة . فأصبحت "إيشْ بِيهْ" اللاّزمة في أواخر خطابات التلاميذ لمدّة.

- للإعلان على طريقة الحصول على نتائج مناظرة الالتحاق بالمدارس الإعدادية النموذجية في نهاية السنة الدراسية الفارطة 06/07 وعلى شاشة التلفزة الوطنية ولمدّة يومين، يدور الشريط الإخباري وعليه : "وزارة التربية والتكوين: يمكن الحصول على نتيجة ....... دوبلفي دوبلفي دوبلفي نقطة 6 واب نقطة تي ان...." ثمّ ووراء هذا الإعلان مباشرة وفي خصوص الإرسالية القصيرة نقرأ : "وزارة التربية والتكوين : يمكن الحصول على نتيجة ....... سيس ثم ترك فراغ ثم رقم التسجيل في الامتحان....."

إذا كانت التلفزة الوطنية الرسمية -والذي كان عليها احترام اللغة التي نصّ عليها الدستور بل والدفاع عنها- تنشر مثل هذا الخطاب!! فهل يمكن بعدها لوم تلميذة " تِمَنْكّرْ " أو تلاميذ "إيشْ بِيهْ" ؟ 

                        إنّ إصرار الإعلام على إقحام الدّارجة سيُحوّل الدلالة القطعية في اللغة إلى دلالات محتملة محدثا بذلك اضطرابا بين الدّال والمدلول يُؤدّي في النهاية إلى فقدان المعنى. وهذا الإرباك اللغوي لن يُحدث اضطرابا في التواصل بين الفرد ومحيطه فحسب، بل سينتج عنه اضطراب نفساني، لن تستطيع بعده البيداغوجيا الحديثة والّتي ترتكز على علم النفس إعادة التوازن للمتعلّم.
وما لم تُدرك الأسرة والمدرسة خطورة المنافسة مع وسائل الإعلام وما لم تُسارعا في محاصرة هذا التلوّث اللغوي فإنّ الوضع سيزداد سوءا .

والسلام، عثمان الدرويش
17 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire