Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 14 février 2021

في تحصين الأسرة -31/14 دور الأسرة في تنشئة الطفل

.
في تحصين الأسرة -31/14
الحاشية 11: دور الأسرة في تنشئة الطفل /مقتطف من مشروعنا التربوي-ديسمبر2007

       " الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع "[1]. فهي تعتبر من أوكد الحاجات الطبيعية الّتي يلجأ إليها الإنسان لتحقيق إنسانيته. فضمن هذه المؤسسة الشمولية يتكوّن النشء –والتنشئة تدلّ هنا على التربية الشاملة-. إذ من خلالها يتمكّن المرء من اكتساب أنماط سلوكية وعادات وقيم.
فعبر ملاغاة الأم ومحاكاة الإخوة والاستماع لخرافات الجدّة تنمو مهارات الطفل الفكرية اللغوية في مرحلة مبكّرة جدّا من عمره، بل وحتّى قبل أن يتقن تماما النطق السليم، فيكتسب اللغة-الأم. وتحصل لديه ما يُسمّيها تشومسكي الكفاية اللغوية. فحكاية الجدّة مثلا والّتي ارتبطت بالموروث الشعبي تُدرّب الطفل على الإنصات للآخرين والتواصل معهم وهذا يُشعره بالثقة والاهتمام ويُنمّي لديه الحسّ الاجتماعي الّذي سيُساعده مستقبلا في التحصيل الدراسي. وما نزول القرآن الكريم في شطر منه على هيئة قصص إلاّ لأهمية السرد التربوية والتعليمية، بل حتّى الرياضيات أصبحت تعتمد الحكاية.

      وبما أنّه لم يحصل أن تعرّض طفل عادي لصعوبة في حذق لغة أمّه، فإنّ اكتسابه اللغة في سن مبكّرة سيجعله بعد السادسة من عمره قادرا على تعلّم المعرفة بلغة قد أتقن التحدّث بها.

       غير أنّ تعقيدات الحياة العصرية ووتيرتها المتسارعة أفقدت الأسرة توازنها وأزاحتها عن الصدارة الاجتماعية. فغابت وظيفة الأسرة كوحدة مُنتجة في إطار نظام اجتماعي تضامني، وتخلّت (أي الأسرة) عن دورها لصالح جهات أخرى وتحوّلت بذلك من مركز دائرة التربية إلى طرف مشارك فيها يُزوّد المدرسة بالمادّة الأولية (أي الطفل) ليُوكل إلى المدرسة عملية إنتاج المتعلّم.
عندها تحوّلت عملية اكتساب اللغة إلى تعلّم للغة، متطلّبة جهدا كبيرا من المعلّم والمتعلّم، وزمنا مدرسيا ثمينا كان ينبغي أن يُخصّص لامتلاك المواد المعرفية وليس لتحصيل أداة المعرفة أي اللغة.

والسلام، عثمان الدرويش
15 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
[1] البند 3 من المادة 16 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire