Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 12 février 2021

في تحصين الأسرة -31/12: الفهم الخاطئ للمساواة

.
في تحصين الأسرة -31/12
الحاشية 9: الفهم الخاطئ للمساواة

الإسلام -حسب اطّلاعي المتواضع- يعتبر المساواة مسلّمة بديهية. فالمتجانسان والمتماثلان متساويان بطبيعتهما، وفي كلّ منطق. فكلّ شيء لا يُمكن أن يكون إلاّ مساويا لنفسه أو لمثله. و حتّى لا تتشعّب السبل يتمّ حصر مسألة [المساواة في (المشاركة في الفعل) والاستواء (طلب الشيء)] 
فالفعل بهاتيْن الصيغتيْن لم يرد في القرآن الكريم إلاّ نفيا أو استفهاما إنكاريا: [وما يستوي الأعمى والبصير]19-فاطر/ [لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون]20-الحشر/ [قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور]16-الرعد/ [مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكّرون]24-هود

فالمساواة بين المُختلفيْن هي ظلم لكليْهما. فإذا أعطى أب كلّ صباح لابنته الطالبة بالجامعة خمسة دنانير، ولابنه التلميذ بالابتدائية مبلغا مساويّا، خمسة دنانير، يكون قد ظلم الولديْن بمساواته هذه. ولو أعطى معلّم نفس المدّة الزمنية لإجراء اختبار بين تلميذيْن أحدهما سويّ والآخر معاق، يكون ظالما.
تساؤل: لماذا يخصّ دعاة المساواة الفتيات برقم قياسيّ في رياضة ما، غير الرقم القياسي الرجالي في نفس الرياضة؟ بل لماذا لا يتنافس الجنسان في نفس المُسابقة؟ هل هي لمنع الاختلاط بين الجنسيْن مثلا؟

فأصل القضية هو العدل وليس المساواة.  وهذا ما أمرنا به الإسلام، ويُمكن أن نستشهد بآيات عديدة من القرآن الكريم التي تدعو للعدل بصيغة الأمر، وتحذّر من عدم العدل بصيغة النهي. مثالان فقط: [إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى]90-النحل [ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى]8-المائدة

بالعودة إلى المثاليْن السابقيْن، يتّضح أنّ الأب لو أعطى يوميا لابنته الطالبة عشرة دنانير ولابنه التلميذ نصف دينار مراعاة لطلبات كلّ منهما، يكون عادلا. والمعلّم لو اعتمد على دراسات المُختصّين فمكّن التلميذ المعاق من ضعف الوقت المحدّد للاختبار، لكان معلّما عادلا.

وقس على ذلك طريقة توزيع الشرع الإسلامي للميراث. ففي إشارة خاطفة، إنّ الأنثى ترث أكثر من الذكر في بضع وعشرين حالة (مثال:البنت ترث ضعفيْ مناب جدّها أي أبو الهالك)، ولا ترث الأنثى نصف نصيب الذكر إلاّ في أربع حالات فقط. فعلم الفرائض يعتمد القسمة حسب التكليف والمسؤولية، أي اعتمادا على العدل لا على المساواة.

ختاما ولله المثل الأعلى، فإنّ من أسماء الله الحسنى [العدل] وليس المُساوي سبحانه وتعالى . 

والله أعلى وأعلم، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
13 / 06 / 2013

الصورة الأصلية قبل المعالجة الشخصية عن صفحة: روائع الأدب السياسي

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire