Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 24 février 2021

في تحصين الأسرة -31/24 من مقال الحداثة الزئبقية -1

.
في تحصين الأسرة -31/24
الحاشية 21:  من مقال الحداثة الزئبقية -1

 فتحنا التلفاز 09/11/2011 على قناة خاصّة، فإذا بنا نكتشف أنّ قضية التربية تتلخّص في مسألة النقاب. ووزير التربية التونسي يقطع بأن لا سبيل لدخول المنقّبة –تلميذة أو مُدرّسة- للمدرسة. تحوّلنا إلى القناة الوطنية فنكتشف أنّ قضايا المجتمع بأسره تتوقّف على إيجاد حلّ لمشكلة "الأمهات العازبات".
                       وخلصنا إلى استنتاج أنّ دخول طالبة إلى الجامعة منقّبة هو اعتداء صارخ على حرم الجامعة، وتجاوز فاضح للقانون الداخلي للمؤسسة التعليمية يُحتِّم تجريم صاحبته. أمّا استهتار "أمّ عزباء" بثوابت أمّة بأكملها وانتهاك نواميس مجتمع بأسره، فهذه حرية شخصية: على المجتمع أن يرضخ لها، بل وعليه أن يسنّ تشريعا قانونيّا "يُكافئ" كلّ من تتمرّد على قيم إنسانية أقرّها كلّ الأسوِياء.
                             صحيح أنّ النقاب ليس فرضا شرعيا، ولكنّه كذلك ليس بدعة حتّى يتمّ تجريم صاحبته. بينما الإنجاب خارج إطار الأسرة فِعل مُحرّم في جميع الديانات السماوية ومنبوذ في كلّ التجمّعات الإنسانية، بل وحتى في العائلات الحيوانية.
فكيف يُصرّ هؤلاء في نفس الوقت على منع النقاب –من ناحية- وهو مسألة اجتهادية، وجواز الإنجاب خارج الإطار الأسري –من ناحية أخرى- وهو مُجَرّم حتّى ضمن نصوص معبودتهم مجلة الأحوال الشخصية: [انقطاع الولد من نسبِ أبيه يُخرِجه من العصبة ويُسقِط حقّه في النفقة والإرث.] الفصل 72 الكتاب السادس/النسب 
                               
                                   ولكن في المقابل لماذا نسعد نحن اللاّحداثيين بجلسة تلفزية للمسامح كريم، ونستسيغ حلقات افتح قلبك وفرّغ قلبك ودليك ملك وعندي ما نقلك والصراحة راحة وغيرها وغيرها. ثمّ إذا خرجت علينا نساء يُطالبن بتشريع قانونيّ يردّ لهنّ حقوقهنّ المسلوبة، ويضمن مستقبلا زاهيا لمن تختار طريق الرذيلة ثارت ثائرتنا، ونصّبنا أنفسنا مُدافعين على الدّين والمجتمع والقيم والأخلاق؟ 

            وللتائه المُتعطِّش لرأي الشرع في القضية التي نحن بصددها نختم بحديث للرسول صلّى الله عليه وسلم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم [الولد للفراش وللعاهر الحجر ] رواه الجماعة إلا أبا داود . وفي لفظ للبخاري "لصاحب الفراش". 

وللحديث بقية... والسلام، عثمان الدرويش
15 / 11 / 2011
إعادة تنزيل: 25 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

مسيرة تثبيت الشرعية 16-02-2013 // فاتكم القطار

.
فـــاتكم القطـــار
مسيرة تثبيت الشرعية 16-02-2013
.
.
.
نعم لتحقيق أهداف الثورة ولكن ليس على أيديكم
.
 فمن غير المعقول إعطاؤكم فرصة ثانية... 

 بينما قد يكون هناك مَنْ هو أفضل منكم في انتظار فرصته الأولى 

مع تحيات خواطر وآراء
16-02-2013 * 09:00
.

mardi 23 février 2021

في تحصين الأسرة -31/23 حديث في الهوية

.
في تحصين الأسرة -31/23
الحاشية 20:  حديث في الهوية

إنّ الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزّأً وعلى مراحل، كسلخ الشاة تماما. مع الفارق أنّ الشاة يقوم بسلخها جزّار، والإنسان ينسلخ من آيات الله –من هويته- باختياره وبمحض إرادته، ينسلخ عن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فتراه يلهث بكل الأساليب والطرق وراء الشهوات حتى يسقط في وحلها ويُصبح لقمة سائغة للشيطان.

وَلِنَتَدبّر الآيات الكريمة من175إلى177
 
سورة الأعراف : 
 [ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ]

فلنتأمّل في علمانية مصطفى كمال آتاتورك كمثال للانسلاخ عن الهوية. آتاتورك (أي أبو الأتراك كما يُدعى زورا) بدأ مصطفى كمال مشروعه الحداثي باستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية لكتابة اللغة التركية سنة 1928، ثمّ تغيير العطلة من الجمعة إلى الأحد ثمّ، ثمّ... 

وختاما الحذر كلّ الحذر، فإنّ الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزّأً وعلى مراحل، كسلخ الشاة تماما.
والله أعلم، عثمان الدرويش
07 / 11 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها 

أيسر فعل للحاكم هو تجييش العامّة



أيسر فعل للحاكم هو تجييش العامّة
.... 
فبعد تأليب الزيتوني لأنصاره ضدّ مواطنين تونسيين
.
وبعد تهديد عبّو بالإعدام لكلّ مواطن تونسيّ يحمل عقلية عنف لتغيير النظام
------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هذا ديلو وزير الحقوق والعدالة يستفزّ مواطنين تونسيين مُتهكّما:

 [ الذين يريدون إسقاط الحكومة يوم 23 أكتوبر أقول لهم: لم يبق لديهم من الوقت سوى 24 ساعة ]
http://www.facebook.com/photo.php?v=415313058524320
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات خواطر وآراء
21-10-2012
.

lundi 22 février 2021

في تحصين الأسرة -31/22 النقاب مُجدّدا، وهذه المرّة من زاوية واحدة

.
في تحصين الأسرة -31/22 
الحاشية 19: النقاب مُجدّدا، وهذه المرّة من زاوية واحدة
... فالنقاب في نظري ليس فرضا حتّى تتمسّك المنقّبة بحقّها. ولكنّه ليس بدعة حتّى يتمّ منعه وتجريم من تلبسه. فهو مسألة اجتهادية. ومادام الأمر كذلك فهو يخضع لاتّفاق الأطراف المعنية حسب عقد اجتماعي.
أمّا خارج المؤساسات الحكومية كالجامعة والإدارة بصفة عامّة. فإنّي أرى أنّ النقاب يكون ضمن الحريات الخاصّة. فلوقت قصير كانت أمّهاتنا يرتدين "الفراّشية وطقريطة العجار" [اُنظر الصورة المُصاحبة، وهي عن صفحة العالية الأندلسية] أي منقبات، ولم يكن ذلك مصدر إزعاج للمجتمع. لكن متى كان ذلك؟ عندما كانت المرأة لا تخرج إلاّ لحاجة ماسّة. ولا تختلط بالرجال إلاّ بقدر ما تُمليه عليها الضرورة.

أمّا اليوم، كيف يُمكن لي أن أطمئنّ لطبيبة منقّبة وهي تفحصني، أو تفحص زوجتي بجانبي؟ كيف يُمكن لشرطية منقّبة أن تقوم بوظيفتها؟ ثمّ لا تنس عمليّات التحيّل وانتحال شخصية الغير. ولي في هذا الباب أمثلة أغرب من الخيال سمعتها عن صديق عاش أكثر من عشر سنوات في مملكة آل سعود، وخالط أهلها عن قرب.

إضافة/ لنتأمّل الآية 23 من سورة القصص: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}
---------------------------------------------
 [عدم اختلاط المرأتيْن بالرجالاستغراب موسى عليه السلام من تواجد الفتاتيْن/  والسبب المُلِّح لخروجهما]

والله أعلم، عثمان الدرويش
 23 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.


dimanche 21 février 2021

في تحصين الأسرة -31/21 علاقة اللباس بالتطور البشري

.
في تحصين الأسرة -31/21
الحاشية 18: علاقة اللباس بالتطور البشري

إعادة تنزيل مقال من جزأيْن
1- تصريح توكل كرمان المُتحصلة على جائزة نوبل للسلام هذه السنة للدور الذي قامت به في الثورة اليمنية
برق | اليمن | توكل كرمان - سألها الصحافيون مُستغربين أنّ لباسها لا يعكس مدى ثقافتها ودراستها ظنّا منهم أنّ الحجاب رمز تخلف ورجعية.
فأجابتهم بكل بساطة قائلة : [إنّ الإنسان في العصور الأولى كان شبه عارٍ ومع تطور فكره عبر الزمان بدأ يرتدي الثياب، وما أنا عليه اليوم وما أرتديه هو قِمّة الفكر والرّقي الذي وصل إليه الإنسان عبر العصور وليس تخلفا. أمّا العري فهو علامة التخلّف والرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى.]

الخبر منقول عن (Kairouan Lumière)
مع تحيات خواطر وآراء
12-12-2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- إضافتنا بخصوص المادّة أعلاه 
ونحن نقول أنّ الخطّة لم ولن تتغيّر من يوم خلق آدم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها
ماذا فعل إبليس للسيطرة على آدم وحواء؟

إغراء بشجرة الخلد فتعريتهما فنزولهما إلى الدنيا ومن ثَمّ سهل على إبليس التحكّم والسيطرة على الإنسان (اقتتال قابيل وهابيل على سبيل المثال). ومنذ تلك الساعة، ظلّت طريقة الشيطان الأكبر والأصغر-وما بينهما- هي نفسها، بقطع النظر إن كانت تلك الأبالسة من الجنّ أو الإنس:

فكلُّ ما يقوم به الشيطان هو إغراء مادّي للإنسان بما هو أفضل. ولن يتحقّق له ذلك إلاّ بشرط ضروري وأساسي هو التعرية: تعرية مادية من الملابس تصحبها تعرية معنوية بتجريد الإنسان من دينه، من وطنه، من أسرته، من عاداته، من أخلاقه، أي تمرّده بالكامل على أيّة مرجعيّة كانت –سماوية أو وضعية-. 
وبما أنّ الإنسان ضعيف ولا يُمكنه العيش بدون سند، فسيكتشف بعدها ضرورة البحث عن ربٍّ حقيقيّ أو مجازيّ ليستند إليه. وبذلك يتحقّق لشيطان الإنس أو الجنّ ما أراده. إذ لن يجد –أي الشيطان- في إقناع مَنِ انكشفت عورته، مشقّة لعبادة شخص أو حزب أو فريق أو "أيّ شيء". وكلّما كان المعبود ماديّا محسوسا كانت مهمّة الشيطان أسهل. فَــ"الإنسان الذي انسلخ عن إنسانيته" لن يعكف طويلا على عبادة ذلك "الشيء" فإذا سارع إلى تحطيمه أو التهامه –إن كان قابلا لذلك- أسرع الشيطان بتعويضه له بِــ"شيء آخر".

اللهمّ أجرنا من الشيطان. اللهمّ احفظ أبناءنا وبناتنا من شياطين الإنس والجنّ. 
مع تحيات خواطر وآراء
12-12-2011
والسلام، عثمان الدرويش
22 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

فيزياء العلاقات: استثناء من قاعدة


.
استثناء من قاعدة فيزيائية  

ــــــــــــــــــــــــــــ
.
فيزياء العلاقات

كلّ الأشياء عندما تقترب منها تكبر
...

إلاّ  

...


بعض البشر...

عندما تقترب منهم يصغرون

ــــــــــــــــــــــــــــ
القولة الأصليّة عن: مدونات جامعة الملك عبد العزيز
...

والسلام، عثمان الدرويش
04 / 01 / 2013
.

samedi 20 février 2021

في تحصين الأسرة -31/20 في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع / توضيح لـ16ـ

.
 في تحصين الأسرة -31/20
الحاشية 17: في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع

جاء في أثر السلف الصالح أنّ الله تعالى خصّ أمّتنا بثلاثة أشياء هي الإسناد والأنساب والإعراب.
فالإسناد هو الطريق الموصلة إلى المتن وهو غاية ما ينتهي إليه الكلام. وقد ورد في السنن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قوله: [بئس مطية الرجل زعموا].
والإعراب لغة هو البيان، وأعرب عن الشيء أي أفصح عنه وأظهره. فالإعراب هو نظام وصفي لخواتم الكلمات، يُبرز العلاقات التركيبية بين كلمات الجملة الواحدة. وتتغيّر حالات الإعراب بتغيّر مواقع الكلمات في الجملة الواحدة.
أمّا الأنساب فهو علم مستقلّ بذاته غايته الاحتراز عن الخطإ في نسب شخص لغير عائلته الاجتماعية. والأنساب لغة من انساب، وانساب الماء نحو كذا أي رجع إلى... ونَسبَه إلى كذا أي أبرز ما يربطه به. ونسبة هذا الشيء لذاك هي علاقته به.

وإجمالا، فإنّ الباحث في معاجم اللغة العربية عن معنى مفردة، عليه الانطلاق من جذر تلك الكلمة ثمّ التوجّه إلى مشتقاتها، والنسّاب يسلك المنهج نفسه اعتمادا على شجرة النسب في العائلة الدموية. وهكذا يبرز لنا الارتباط الوثيق بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع.

أمّا المتصفّح لقاموس لغة أجنبية -الفرنسية مثلا- فإنّه لا يحتاج كلّ هذا العناء لمعرفة موقع لفظ فرنسي أو معناه. فكلّ ما يلزمه هو معرفة ترتيب الحروف الأبجدية للفرنسية –مثلا-. وهذا ما ذهب إليه محمد عابد الجابري في عرضه [المستعمل والمهمل] في اللغة –الحاشية 16-. حيث دعا إلى اعتماد الترتيب الهجائي للمفردة العربية كما وردت وإسقاط المهمل من القاموس العربي وتطعيمه بكلمات عاميّة تقبلها الأذن العربية. 

وإذا أسقطنا هذا الطرح على العائلة في المجتمع، نكون قد ساهمنا في نسف الأسرة الممتدّة وإهمال الروابط الدموية فيها. وأصبح الشاذ في المجتمع مقبولا واللقيط عضوا طبيعيّا في الأسرة.

والسلام، عثمان الدرويش
21 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

vendredi 19 février 2021

في تحصين الأسرة -31/19 في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع

.
في تحصين الأسرة -31/19
الحاشية 16: في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع
مقال منشور بتاريخ 03 / 05 / 2005 ردّا على المفكّر العربي محمد عابد الجابري(المتوفى 3 ماي 2010) 

طُرش في زفّة العولمة: محمد عابد الجابري نموذجا 


                         لقد اصطفّ العالم بمعظمه لردّ إرهاب أفراد أو جماعات و لكنَّنا لا نكاد نجد من يصدّ عالَما يُرهبنا بـ"عولمته". بل إنّنا نرى بعضا – من المحسوبين علينا – قد سخّروا أنفسهم لخدمة هذه "العولمة", وذلك بضرب هويّتنا حتى تحصل الهزيمة النفسية وهي المدخل الرئيسيّ و الضروريّ للـ"عولمة". لذلك عمد محمد عابد الجابري مباشرة إلى استعمال اللغة باعتبارها أداة تواصل، في قضية رمزية لضرب عصب الأمّة.

                   وللاستدلال على أنّ الجابري ظلّ وفيا لخطه المهدّم لماضينا، الساخر من حاضرنا، المشوّه لمستقبلنا، نطرح على محكّ الدرس نقطتين فقط من مقاله الموسوم بـ" التجديد في اللغة: المستعمَل و المهمَل " المنشور بموقعه على شبكة المعلومات والصادر كذلك بركن وجهات نظر بصحيفة الاتحاد الإماراتية، هذا الأسبوع.
ففي الوقت الّذي تحاول فيه "العولمة" التركيز على أدقّ الخصوصيات و الحقوق الفردية للشواذّ و الأقليات... وغيرها، نجد الجابري يطمس كلّ خصوصيات اللغة العربية فيمسخها حتّى يسهل جرفنا نحو القطب الأوحد. وسعيا منه إلى إكساب أطروحته هذه الشرعية يبدأ صاحب المقال بعرض منهجية الخليل بن أحمد في تأليف "كتاب العين" وماعمد إليه الفراهيدي من إسقاط المهمل من قاموسه والاقتصار على المستعمل.

·        النقطة الأولى في المقال و هي تهتمّ بالمضمون، يرى من خلالها الجابري أنّ:      "القاموس المعاصر يجب أن يضم ما هو مستعمل الآن من الكلمات والمصطلحات والمفاهيم المولدة أو المعربة أو المترجمة. ولا بد أن نضيف إلى ذلك كله عددا كبيرا من الكلمات العامية المستعملة بكثرة والتي اتخذت قالبا عربيا أو معربا تقبله الأذن العربية."
·        أمّا النقطة الثانية فهي تُعنَى بالشكل و كيفية ترتيب القاموس العربي المعاصر المطلوب، إذ يقول الجابري: "إنّ اعتماد الحرف الأول من أصل الكلمة في ترتيب المعجم يتطلب المعرفة الدقيقة بالقواعد الصرفية، وهذا ما ليس في مستطاع الطفل ولا الأجنبي ولا حتى المثقف العادي... وإذاً فالأنسب فيما نرى هو اعتماد الحرف الأول كيفما كان، أصليا أو زائدا، مع إسقاط الـ التعريف."
      
                   وهكذا يستبين أنّ صاحب " العقل الأخلاقي العربي" لم يشذّ عن فكره الأصولي حيث يبادر بعرض مضمون قد يبدو "منطقيا" حتى إذا ما تقبَّله الآخر كبّله الجابري بالشكل ليجد المتقبّل نفسه محصورا داخل إطار ليبرالي مغرض. فالخبير في علم الألسنية والمروّج للشكلانية والبنيوية يدرك مدى ارتكاز المجتمع العربي على روابط الأسرة والنسب، وإذ يهدم الجذر في اللغة بوصفها أصلا تتفرّع عنه مشتقات، يسهل عليه بعد ذلك زرع ما شاء من مفردات مستهجنة. وجَعْلُ اللقيط والشّاذ أمرا طبيعيا، "مهضوما". والتدّخل الأجنبي إصلاحا وتعدد الجنسيات إثراء و"العولمة" شراكة. فيحرّر بذلك المعجمَ العربيَ من نقل عالم الأعرابي, "وهو عالم البداوة والتكرار والرتابة" حسب تعبير الجابري في نفس المقال.

 فالطرح استراتيجي خطير يروم تهيئة أرضية يَستنبِتُ فيها "وحيد القرن", حسب ما يخدم مصلحته, مناهجَه الاقتصادية والاجتماعية. وتكون الأمّة قد تحوّلت إلى أجزاء متناثرة منجذبة نحو المركز في تبعيّة تامة. فما صاحب الطرح سوى كاسحة ألغام أمام جند "العولمة" المشبوهة. وإذا كان لابدّ لنا أن ندفع "فاتورة" العولمة فليس من العدل أن يخصم الجابري حصّته من رصيدنا اللغوي- الثقافي.
                            
                    ولئن كانت الأمّة ترفض عولمة الإرهاب سواء كان مصدره شرقا أم غربا, فإنّها ترفض وبنفس الدّرجة إرهاب العولمة سواء كان منبعه يمينا متطرّفا أم يسارا حاقدا . فهل أصبح قدَرُ الأمة أن يجرفها هذا التيّار أو ذاك أو كلاهما معا؟ 
                                                                                                                           
رابط مقال الجابري: http://www.aljabriabed.net/tajdid3.htm                   

والسلام، عثمان الدرويش
20 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

jeudi 18 février 2021

في تحصين الأسرة -31/18 من مداخلتي في ندوة التراث في مجتمع المعلومات

.
في تحصين الأسرة -31/18
الحاشية 15: من مداخلتي في ندوة التراث في مجتمع المعلومات 26 / 03 / 2005      

التراث هو ذلك الكم المتراكم من الخبرات الشعبية، فهو مخزون أجيال في مجالات الحياة المختلفة، فكرية وروحية واجتماعية وفنية. فهو ذاكرة أمّة، وبالتالي المحافظة على التراث هي حفاظ على الهوية واعتزاز بالوطن. فالتراث ماض والحداثة حاضر والعولمة مستقبل، ولعلّ المصطلحيْن الأخيريْن الأكثر إشكالا وغموضا، لأنّهما مستوردان دخيلان. ولكنّنا في هذه المساحة لسنا بصدد البحث في مفهوم الحداثة بقدر ما نحن مطالبون بفحص العلاقة بين التراث والعولمة.

يقول مفكر تونسي في بلاد المهجر (والمقصود به يوسف صدّيق، ولكن لا أحد كان يجرؤ وقتها أن يذكر اسمه أو اسم أبو يعرب المرزوقي مثلا) : "الغرب، إن لم يجد في حاضرنا ما يحاربه يصارع ماضينا".
ولننظر في شواهد على ذلك:
·        عند احتلال أمريكيا للعراق في 2003 تمّ نهب متحف بغداد، ولم يكن ذلك لنزع السلاح النووي.
·        وأُحرقت مكتبتها ولم يكن ذلك لتجفيف منابع إرهابيي 11 سبتمبر 2001.
·        وطمس هوية القدس وحرق مكتبة المسجد الأقصى لم يكن ردّة فعل على عملية إرهابية.
·        ونزول ريتشارد قلب الأسد ولويس التاسع على أراضينا وتحويل هولاكو الفرات إلى نهر من الحبر الأسود كل ذلك كان قبل سبتمبر 2001 وإنشاء القاعدة.

فالتراث ماض ثابت والعولمة حاضر متغيّر وعلينا مزج الماضي بالحاضر لصنع المستقبل. وهذا المزيج تكون مقاديره دقيقة يحدّدها أهل الذّكر كلّ في اختصاصه ولكنّ الكثير من هؤلاء تخلّوا – طواعية أو قصرا – عن مسؤولياتهم، ليُسيطّر القطب الواحد أو المركز على الأطراف. فتُصبح التبعية تامّة من الأطراف نحو المركز. ويتولّى هذا الغرب صنع الخليط حسب رؤيته المصلحية. فتجده في نفس الوقت يُفرغ ثوابتنا –تراثنا– ليملأه بمُتغيّر العولمة.

 * مثال ذلك: يتّهم لغتنا العربية بأنّها غير قادرة على التفاعل مع العصر (فالمثنى تنفرد به العربية ورسم العدد غير ثابت على عكس اللغات الأخرى وتاء التأنيث إهانة للمرأة.)
ونملأ نحن هذا الفراغ الحاصل بلهجة عامية عقيمة (مـvـرجنين في زوز– تفقد كرهبتك بالقدا تتنفس أحسن هوا- الفدّة ايش بيه...)  و نُُزخرفه بدردشة مستهجنة sms  على كباريهات فضائية. وتتناقله رسائل عربية رديئة بحروف لاتينية.

 * مثال آخر: تركيبة مجتمعاتنا تقليدية متخلّفة حسب وجهة نظرهم، فنُسارع نحن لاستبدالها عن طريق التشات وستار أكاديمي وبيك برودار وعلى الهوى سوى وكليبات تتنافى مع أخلاق مجتمعنا.

وخلاصة القول، بما أنّ التراث في نظرنا هو بمثابة مرآة عاكسة في سيارة ننظر فيها لمواصلة السير إلى الأمام. يأتي هذا الحداثيّ أو العولميّ فيطمس هذه المرآة حتى تسهل السيطرة على "السائق" –إن كنّا مازلنا نعتبره سائقا- ويُصبح الغرب هو مَن يُحدّد متى يتوقّف ومتى يسرع ومتى يتجاوز هذا "السائق"؟
إنّ الغرب حاول ولا يزال يحاول تجريدنا مما نملك وسينجح في ذلك إن لم نُنشئ قوة نُدافع بها عن أنفسنا وهويتنا. وهذه القوة هي تكنولوجيا متطوّرة، قادرة على توثيق تراثنا اللاماديّ وتحصينه من عواصف العولمة.  

والسلام، عثمان الدرويش
19 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.