Pages

Nombre total de pages vues

samedi 20 février 2021

في تحصين الأسرة -31/20 في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع / توضيح لـ16ـ

.
 في تحصين الأسرة -31/20
الحاشية 17: في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع

جاء في أثر السلف الصالح أنّ الله تعالى خصّ أمّتنا بثلاثة أشياء هي الإسناد والأنساب والإعراب.
فالإسناد هو الطريق الموصلة إلى المتن وهو غاية ما ينتهي إليه الكلام. وقد ورد في السنن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قوله: [بئس مطية الرجل زعموا].
والإعراب لغة هو البيان، وأعرب عن الشيء أي أفصح عنه وأظهره. فالإعراب هو نظام وصفي لخواتم الكلمات، يُبرز العلاقات التركيبية بين كلمات الجملة الواحدة. وتتغيّر حالات الإعراب بتغيّر مواقع الكلمات في الجملة الواحدة.
أمّا الأنساب فهو علم مستقلّ بذاته غايته الاحتراز عن الخطإ في نسب شخص لغير عائلته الاجتماعية. والأنساب لغة من انساب، وانساب الماء نحو كذا أي رجع إلى... ونَسبَه إلى كذا أي أبرز ما يربطه به. ونسبة هذا الشيء لذاك هي علاقته به.

وإجمالا، فإنّ الباحث في معاجم اللغة العربية عن معنى مفردة، عليه الانطلاق من جذر تلك الكلمة ثمّ التوجّه إلى مشتقاتها، والنسّاب يسلك المنهج نفسه اعتمادا على شجرة النسب في العائلة الدموية. وهكذا يبرز لنا الارتباط الوثيق بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع.

أمّا المتصفّح لقاموس لغة أجنبية -الفرنسية مثلا- فإنّه لا يحتاج كلّ هذا العناء لمعرفة موقع لفظ فرنسي أو معناه. فكلّ ما يلزمه هو معرفة ترتيب الحروف الأبجدية للفرنسية –مثلا-. وهذا ما ذهب إليه محمد عابد الجابري في عرضه [المستعمل والمهمل] في اللغة –الحاشية 16-. حيث دعا إلى اعتماد الترتيب الهجائي للمفردة العربية كما وردت وإسقاط المهمل من القاموس العربي وتطعيمه بكلمات عاميّة تقبلها الأذن العربية. 

وإذا أسقطنا هذا الطرح على العائلة في المجتمع، نكون قد ساهمنا في نسف الأسرة الممتدّة وإهمال الروابط الدموية فيها. وأصبح الشاذ في المجتمع مقبولا واللقيط عضوا طبيعيّا في الأسرة.

والسلام، عثمان الدرويش
21 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire