Pages

Nombre total de pages vues

mardi 2 août 2022

نعم للتنديد بإرهاب جماعة، ولكن ماذا عن إرهاب الدولة؟

.
نعم للتنديد بإرهاب جماعة، ولكن ماذا عن إرهاب الدولة؟
أو بين ليلى العطار وشارلي ايبدو

هرول أمس (11/01/2015) ملوك ورؤساء وزعماء من أصقاع العالم لمسيرة مليونية في قلب باريس للتنديد بالاعتداء الغادر الذي تعرّضت له صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية لنشرها رسوم مسيئة للإسلام. الاعتداء قام به شخصان يتبنيّان فكرا إيديولوجيا متطرّفا. والمشاركون في مسيرة الجمهورية أمس اتّخذوا موقفا إنسانيّا نباركه، ولكن لنقارن...

بعد العدوان الثلاثيني على العراق سنة 1991، وخلال فترة الحصار الظالم الذي فرضته فرنسا وحلفاؤها على الشعب العراقي، قامت ليلى العطار برسم صورة لجورج بوش الأب على أرضية مدخل نزل الرشيد في بغداد حتى يدوسها الداخل والخارج للنزل. هذا الرسم أغضب الولايات المتحدة الأمريكية، فقامت سنة 1993 وفي نفس التوقيت: بغارة جويّة على مدخل الرشيد ومنزل الرسّامة ليلى العطار التي قضت مع أفراد عائلتها وبعض عمال النزل بصواريخ الدول المتحضّرة. ولم نسمع بإدانة من أحد الرسميين المُتشدّقين اليوم بحقوق الإنسان وحريّة الفكر.
وهذا رابط فيديو يروي عملية القصف واستشهاد ليلى: https://www.youtube.com/watch?v=c__ypMS8imE

حاشية: في تلك الليلة، ليلة قصف نزل الرشيد، صادف أن ألغت نقابة التعليم الابتدائي إضرابا قطاعيّا للمعلّمين، كان مُقرّرا لليوم الموالي. ولكنّي من الغد كُنتُ المضرب الوحيد –على الأقلّ في المدرسة التي كنت أعمل بها-. ولمّا سألني زملائي يومها: ألم تعلم أنّ الإضراب تمّ إلغاؤه. أجبتهم: لم أعد مُضربا لتحسين وضعية أو طلبا في زيادة أجر، أنا اليوم مُضرب عن العمل تنديدا بقصف أمريكيا لبغداد، وتضامنا مع ضحايا نزل الرشيد.

وها قد جاءت المناسبة اليوم (12/01/2015) لأدوّن موقفي هذا بكلّ اعتزاز.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
12/01/2015

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire