Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 25 mars 2021

استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -3


.
استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -3

مقتطفات من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427  /  أكتوبر 2006   للردّ  على بعض أصدقائي من مُريدي حسن نصر الله بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006

                       .....وحتى لا ندخل في جدال حول إن كنّا مسكونين بالتاريخ على حساب واقعنا أو أنّنا على العكس من ذلك لا نقرأ التاريخ ولا نعتبر منه.  وحتى نتّخذ موقعا من التاريخ نطلّ من فوقه على الحوادث في ترابطها قصد إسقاط العلاقات السببية على الوقائع المستقبلية وحتى نبتعد عن تحويل النسبي إلى مطلق وتأليه البشر للبشر دون بخس دورهم في صنع الوقائع. لابدّ من وقفة تاريخية قصيرة نطلّ منها على الأوضاع الراهنة في المنطقة فتُيسِّر لنا تحليل النقطة التي نحن بصددها.

    بعد القفز على دور صلاح الدين الأيوبي في إنهاء دولة الفاطميين بمصر وإعادة الخلافة العباسية لتوحيد بلاد الشام والجزيرة، وتجاوزا لظروف تفكيك الدولة العثمانية والمتسببين فيه، وتخطيا لسايكس بيكو، نصل إلى المرحلة الحديثة لتاريخ المنطقة. وحتى لا تتفرّق بنا الشعاب نحصر حديثنا في سياسة ملء الفراغ الجارية في العقود الأخيرة بين إيران ومصر، وتعاملهما مع المحور الأمريكي-الاسرائيلي. فحين كان شاه إيران يحوم حول الفلك الأمريكي ويُقيم علاقة ديبلوماسية مع اسرائيل كان عبد ناصر العرب يدور في الفلك السوفياتي رافعا لاءاته الثلاثة على اسرائيل. وفي أواخر السبعينيات حين توجّه سادات العرب إلى كامب دافيد في معاهدة للسلام مع اسرائيل منتقلا إلى الحضن الأمريكي، اقتنص خميني إيران الظرف فقفز إلى الضفة الأخرى متوجّها نحو السوفيات، مشهرا عداءه للشيطان الأكبر- أمريكيا وقاطعا علاقته باسرائيل.

    في هذه المرحلة والساحة تشهد هذه التجاذبات ما هو الدور الذي لعبه العرب؟ لقد أخطأت مصر خطأ فظيعا بشق الصف العربي بمعاهدة مخيم داوود. ولكنّ خطيئة العرب كانت كارثية، عندما قاطعوا مصر عقابا لها حسب اعتقادهم. لحظتها، ولملء الفراغ الحاصل، هبّ خميني إيران في محاولة الدفع بمدّه الشيعي إلى المنطقة. وتحمّلا لمسؤولياته التاريخية وقف العراق بالبوابة الشرقية يصدّ السيل الجارف، مجيّشا وراءه العرب عدا ليبيا المحايدة وسوريا المؤيّدة للشقّ الآخر. دامت الحرب ثماني سنوات، فشل خلالها قائد القادسية في ملء الفراغ غير أنّه توفّق في حدّ الزحف الفارسي. والله غالب على أمره. وبعد وقف النار سمحت اتفاقية الطائف لسوريا باستعادة حقّها في لبنان المتواجدة به أصلا منذ الحرب الأهلية. وعملا بالمثل، كافأ العراق نفسه لتصدّيه للخطر القادم من الشرق، فاسترجع حقّه في الكويت، وبات ينتظر الفرصة ليحلّ محل مصر في ملء الفراغ بالمنطقة. لكنّ السيد الأمريكي رفض زعامة العراق على المنطقة، وبارك في المقابل لمّ الشمل في الحالة السورية اللبنانية وجازى سوريا لتحالفها معه ضدّ العراق بتفعيل اتفاق الطائف تكتيكيا. فتعمّ الساحة حالة فوضى جديدة، ليبحث أهلها عمن يملأ الفراغ من جديد. ويتمّ إنشاء إعلان دمشق-دول الخليج زائد اثنان – حتّى تُقلّم بواسطته أظافر العراق. وتلبس إيران قناع الاعتدال ليتوهّم العرب أنّ رفسنجاني إيران يطلب الصفح والمصالحة. وبذلك تدخل المنطقة في هدوء زائف، عبارة عن استراحة محارب حتّى إشعار آخر. ولعدم قدرته تحقيق نتائج أفضل، يقبل السيد الأمريكي الإبقاء على توازن هشّ بين متحاربين جريحين، حتّى يتمكّن من تفكيك المعسكر الاشتراكي. ثم تدور عجلة المعارك في البوسنة والهرسك، ويُقدّم الدب الروسي الولاء لعدو الأمس، ويُشبَع حامي البوابة الشرقية حصارا وجوعا وقتلا. وبخطة جهنمية سرّية معقدة تُشعِر إيرانُ المُسالمة الولايات المُتّحدةَ المُعتدية أنّ الرأس قد أينع وحان قطافه. فتنجرّ أمريكيا إلى ساحة المعركة مرّة أخرى، وتقفز إيران من الإصلاح الخاتمي إلى التطرف النجادي. وهكذا نصل للأحداث الجارية حاليا في الساحة، وأطوارها لا تحتاج مزيد التوضيح في هذا الباب.

    نستنتج ممّا سبق أنّ المحاولات العربية – فردية وجماعية – فشلت في سدّ الفراغ الذي تركته مصر بتخلّيها عن مهمّة تبقى الوحيدة المؤهلة لها، والولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا في السيطرة على المنطقة نتيجة تصدّي المقاومة العراقية وغيرها لهيمنتها. كلّ ذلك جعل مشروع المدّ الفارسي أكثر حظوظا في بسط نفوذه على المنطقة، خصوصا وإيران لا تتوقّف عن العزف على وتر العداء لاسرائيل يسندها في ذلك انضمام الطرف الإسلامي المقاوم في فلسطين (حماس) لا غباء وجهلا بل نتيجة غياب الداعم التاريخي للمقاومة – وهو العراق - وسلوك بقية الدول العربية مسلك السلام كخيار استراتيجي وحيد.....

والسلام، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله، ودائما مع تحييد المتغيّرات العقائدية المذهبية

08 / 03 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
 .

mercredi 24 mars 2021

استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -2


.
استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -2 

مقتطفات من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي حسن نصر الله بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

...
أمّا نحن، فنرى أنفسنا ملزمين بكشف حقائق أحاطت بالأحداث الأخيرة لا من باب تعليم غيرنا ما لم يعلم وإنّما من منطلق إيماننا بضرورة توفّر محاولات في تفكيك عناصر منظومة معقّدة نسعى جاهدين لتكون هذه إحداها. 
لقد اخترنا أن تكون مرجعيتنا مهرجان النصر دون غيره بدافع توفير قاعدة واسعة للتواصل ورأينا أنّ هذا الحامل المشترك , نظرا لانتشاره عبر وسائل الإعلام , يوفّر الفضاء اللازم لذلك . فسنعتمد أساسا على كلمة الأمين العام لحزب الله في "مهرجان النصر الإلهي" يوم الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي سنة 2006 ببيروت.

وضمن الإطار والمضمون المذكورين سنحرص على عدم التطرّق للخلاف العقائدي حتّى لا نُنعت بالتكفيريين أو نُتّهم بالصدّاميين. ثمّ ولضرورة تقنية بحتة سنُضطرّ لنزع القدسية عن هذه الحرب ولو للحظة وإرجاء ترتيبها في الدرجة الأولى أم السادسة أم دون ذلك . فالموضوع الذي نحن بصدده يستوجب علينا أن نفترض جدلا أنّ حزب الله حزب آدمي حتّى لا نرمي بقية الأحزاب في سلّة حزب الشيطان , وأمينه وأفراده بشر لا فضل لهم على غيرهم إلاّ بما بذلوه من تضحيات نحسبهم بها في مرتبة الشهداء . كما لا يمكن أن نجزم من الآن على الأقل بأنّه "السيّد" ومقاوميه "الشباب" و إلاّ كان بمرتبة الحسين , رضي الله عنه , سيّد شباب أهل الجنّة. كما لا يصحّ أن ننطلق في البحث على فرضية الجهاد، فهذا المصطلح لا يعتمده رجال مقاومته أساسا. فحتّى صواريخهم هي اثني عشرية والنجف هو الأشرف وكربلاء هي المقدّسة عندهم .

...
وهنا قد يبادر متابع بالقول : وما العيب في جمع شتات الأمة تحت راية الجمهورية الإسلامية في إيران ؟ ونردّ بكل بساطة , وحتى لا نزج بأنفسنا في دوامة المذاهب والطوائف ,إنّ مشروع بسط النفوذ الفارسي مشروع عرقي وإن امتطى الدين وسيلة . ولو كان المجال مناسبا لأعطينا أمثلة لتجاهل إيران شيعتها في الجمهوريات السوفياتية وشرق آسيا , بل والوقوف ضدّهم أحيانا عندما ترى مصلحة في ذلك . ثم إنّ الاحتلال احتلال ولا هوية له , ولا فرق لدينا أن يكون المحتل الإيراني منوشهر متقي (منذ أي شهر اتّقى) أو الأمريكي رامس فيلد (جامع الخردة , حسب ترجمة أحدهم).

ولتشابك التاريخي بالاستراتيجي نتابع قائلين : كيف يمكن أن يكون فكره استراتيجيا من اعتقد (أي سيّد أصدقائي) أنّ يوم سقوط بغداد هو يوم تحرّرها من السيطرة الأمريكية , وشن العدوان الاسرائيلي على لبنان هو وجه آخر لعملة أمريكية واحدة ؟ كيف له أن ينظر للأمور أحيانا نظرة ذرائعية تجزيئية وحينا نظرة شمولية حسب الظروف ؟
فهل هو استراتيجي مَن قبلَ تغيير قواعد اللعبة والذهاب في حرب مفتوحة , وعوض أن نرى صواريخه تدكّ مناطق صناعية أو عسكرية ذات بال , حتى وإن كانت حدودية , كنّا نجلس لنحسب عدد تلك الصواريخ ونقارن بين المسافات التي تقطعها . 
وحتى تنطلي اللعبة على المتعطّشين لأي نصر، كنّا نسمعه يُهدّد " إن قصفتم قلب عاصمتنا سنقصف قلب عاصمتكم ". فهل بهذه البساطة سيسمح نظام عالمي مضارباتي لأحد الطرفين المتحاربين بقصف سوق معاملاته وتهديم بورصاته وتخريب مراكزه الخدماتية الربوية.
ولتأكيد رأينا نعرض محزونين حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ومنطقة المصانع مثال على ذلك. بينما لم نسمع , خلال العدوان, استهداف محطّة كهربائية واحدة أو انقطاعا للتيار الكهربائي كليّا كان أو جزئيّا. فحتى بورصة بيروت لم تتوقّف إلاّ لأيام قليلة مقارنة بفترة العدوان، وكان توقّفها تحسّبا لقصف مفاجئ وليس نتيجة له.

والسلام، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله، ودائما مع تحييد المتغيّرات العقائدية المذهبية
07 / 03 / 2012

مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

mardi 23 mars 2021

استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -1


.
استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -1  
قراءة في مفهوم المقاومة

مقتطفات من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي حسن نصر الله بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

أثناء البحث عن مقتطف آخر في مسألة المدّ الفارسي، وجدت وكأنّ مقدّمة 2006 تُصوّر الأحداث التي نعيشها هذه الأيام. ومع على القارئ إلاّ أن يُغيّر بعض الأسماء بأخرى (كتبديل لفظ المقاومة بِـ المعارضة) حتى يتمكّن من تأليف مبسّط للمشهد الثوري الحالي.
            
              عاش المستضعفون حرقة صيف ساخن بسبب العدوان الغاشم على لبنان. وانقسم المسلمون فرقا وشيعا, تشتّتت بينهم المواقف من التأييد الأعمى إلى المعارضة الحاقدة. اعتقدنا أنّ الأزمة ظرفية وأنّه عندما ينكشف الغبار سيرى كلّ واحد إن كان تحته فرس أم حمار. لكنّ عملية تحريك الشعوب من جهات مسؤولة وغير مسؤولة تواصلت في اتجاهات مختلفة متضاربة متعاكسة. وكنّا واعين لسبب وقوف اليساريين إلى جانب المعتدَى عليه, وأنّ همّهم الوحيد البحث عمن يكسر شوكة رأس مال العالم الجديد. وكنّا متفهّمين لانحياز القوميين للجانب المقاوم, وذلك لتعطّشهم لنصر "أيّ نصر" على عدوّهم الدّائم، أمّا المتسلّقون عراة سفينة الظالم المعتدِي فلا داعي للانشغال بهم.  
ولنعد إلى نوع ثالث في قائمة المساندين للمظلوم نحسبهم من ذوي الفكر النيّر, فموقف هؤلاء يحتاج إلى أكثر من وقفة. إنّنا, وإن كنّا نفهم سبب تزييف وعي النّاس من طرف بعض الجهات, لا نفهم غاية أزهريين تجمّعوا في ساحة الجامع بالقاهرة تأييدا للمقاومة اللبنانية وقد رفعوا صور قائد المعركة (حسن نصر الله) ملقّبين إيّاه بخالد بن الوليد والقائد صلاح الدّين, حتّى أنّ المشهد انتقل بنا من عالم اليقظة إلى عالم الحلم في صورة مقلوبة, وذلك برؤية القائد "السيّد" يدخل الأزهر الشريف محمولا على الأعناق لا اعترافا بجميل المساندين بل طالبا إرث جدّه المعزّ الفاطمي في جامع الزهراء....  

في المقـاومة والنـصر

                          ولرسم الخطوط الأولية لابد من توضيح لمفهوم المقاومة .
    قاومه قواما ومقاومة يعني قام معه أو ضادّه وبالرجوع للجذر فإنّ  ق . و . م  تفيد الانتصاب والاعتدال والثبات. فالقيامة هي الانبعاث من الموت والديانة القيّمة هي المستقيمة والتقييم إعطاء قيمة للشيء والتقويم يعني التوفيق. وهذه الشروح مستخرجة من (المنجد – دار المشرق بيروت – الطبعة الحادية والعشرين – مطابع نصر الله – أيار 2005 )

    ووظيفة المُقاوم  résistance في الهندسة الكهربائية هي التصدّي للتيار الكهربائي قصد التخفيض من شدّته. وبذلك فهي تختلف عن مهمة الملفّ bobine  أو المولّد dynamo. فالمقاوم يسهر ضمن دارة على حسن تفاعل مكوّناتها ويحقق أفضل تعديل ممكن بين عناصرها. ورغم الدور الأساسي للمقاوم فإنّه لا يُذكر ضمن خاصيات الجهاز أو مميّزاته على العكس من ذلك في حالة العطب, فلو تجاوز المقاوم مهمّته واعتقد أنّ بإمكانه الاستغناء عن مكوّن من مكوّنات الدارة أو احتلال محلّه لَتعطّب الجهاز بكامله, وعندها تُحمّل المسؤولية على المقاوم وحده دون بقية العناصر. فإذا أسقطنا دور المقاوم في الجهاز الكهربائي على المقاومة الإسلامية في لبنان برزت الصورة واضحة جلية بإجابياتها وسلبياتها قبل العدوان وأثناءه وبعده 
     
     والمقاومة في موضوعنا هي التصدّي للعدو مع الحرص على عدم تجاوز حدود معينة وإن تخطّاها العدو. والمقاومة ليست موسمية, فهي استنزاف للعدو حتّى يقتنع بعجزه عن مواصلة دفع ثمن احتلاله. والأهم من ذلك هو إبقاء إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة.

والسلام، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله، ودائما مع تحييد المتغيّرات العقائدية المذهبية
09 / 03 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

lundi 22 mars 2021

السيناريو الأمريكي: بين صدام حسين ومحمد مرسي

.
السيناريو الأمريكي: بين صدام حسين ومحمد مرسي
اليوم20 مارس/أذار تمرّ ذكرى احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق بمساعدة من الغرب الليبرالي، وتسخير من أجهزة النظام العالمي كمجلس الأمن ووكالة الطاقة الذرية، ودعم من أحفاد ابن العلقم الفارسي وعملائهم الوثنيين، ومباركة من النظام الرسمي العربي-الإسلامي
وحتى يأتي اليوم الذي يستردّ فيه كلّ مظلوم حقّه، سنظلّ نذكر ونذكّر بمناسبة وبدون مناسبة:

قال صديق: البارحة 19/08/2013 عرضت قناة المتوسط مأساة المرأة التونسية (العالية-ولاية بنزرت) التي أُصيبت مؤخّرا برصاصة في اعتصام رابعة العدوية بمصر. والغريب أنّ قريبتها (وهي حفيدة المصابة، وابنة زميل -رحمه الله-) التي حضرت البرنامج المذكور لم تُحمّل السيسي المسؤولية في ما حدث، وقالت إنّها تقف على نفس المسافة من المتصارعين في مصر.
قلتُ: وما الغريب في هذا؟ أليست المتحدّثة ابنة صدام حسين؟

التفت نحوي صديق آخر مُتسائلا، فأجبته: في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وبعد العدوان الثلاثيني على العراق، قام الاتحاد العام التونسي للشغل بخرق الحصار على العراق. حيث شكّل الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وفدا زار العراق والتقى بالمرحوم –بإذن الله- صدام حسين. وكانت حفيدة المصابة في رابعة ضمن هذا الوفد، ولا أزال أملك شريط اللقاء المُطوّل كاملا. طبعا لم نكن وقتها نسمع مَن يصف الاتحاد باليسار الكافر الملحد العميل!!!...

عندها عاد صديقي الأول ليقول: صدام القومي البعثي باع العراق.
قلتُ: حسنا اعتبروا أنتم، ولا تبيعوا مصر... قبل 2 أوت 1990، التقى صدام بسفيرة الولايات المتّحدة وشرح لها ما يُسلّطه عليه آل صباح في الكويت من مضايقات. فساندت السفيرةُ العراقَ في موقفه واعتبرت الخلاف ثنائيا لا دخل لأمركيا فيه. ثمّ حصل ما حصل. 

وفي 2013 التقى محمد مرسي بسفيرة الولايات المتحدة (ربما تكون المرأة نفسها) فساندته ودعمت شرعيته. ثمّ مرّت الأيام ووصلنا إلى 30 جوان/يونيو 2013 ثمّ إلى 3 جويلية/يوليو 2013، ووقع ما وقع. فوقفت الولايات المتحدة مصفقة للسيسي مُجيّشة وراءها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وعديد المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية.

حسنا، صدام حسين حارس البوابة الشرقية وحامي الدول السنيّة من خطر المدّ الشيعي-الخميني، انقلبت عليه دول الخليج العربي (آل سعود وآل صباح). ومحمد مرسي الرئيس المدني الشرعي. انقلبت عليه المؤسسة العسكرية.

وظلّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية –في الحقبتيْن البعثية والإخوانية- يقوم بنفس الدور. فلا تخدعكم تصريحاته، حتى لا تنطلي عليكم. ولنفترض جدلا أنّ صدام باع العراق، اعتبروا أنتم، فلا تبيعوا مصر أمّ الدنيا.

والسلام، عثمان الدرويش
20 / 08 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.    

dimanche 21 mars 2021

إحياء ذكرى : منتظر الزيدي يقذف بوش بحذائه



.
في ذكرى العدوان الأمريكي على العراق: 20-03-2003 --- 09-04-2003
إحياء ذكرى : منتظر الزيدي يقذف بوش بحذائه

منتظر الزيدي (15 يناير 1979) هو مراسل صحفي عراقي لقناة البغدادية.

ركزت تقاريره على محنة الأرامل والأيتام والأطفال بسبب الحرب على العراق .

اشتهر بقذفه زوجيْ حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد في 14 ديسمبر 2008، فأصاب أحدهما علم الولايات المتحدة خلف الرئيس الأميركي بعد أن تفادى الحذاء بسرعة فائقة.


وبحسب القنوات الفضائية (الرافدين والبغدادية) فقد كسرت ذراع الزيدي أثناء اعتقاله من قبل الحرس القائمين على الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي "نوري" المالكي.

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مع تحيات خواطر وآراء

15-12-2012

.

samedi 20 mars 2021

حتى لا ننسى دماء شهدائنا

.

حتى لا ننسى دماء شهدائنا

[ كُن رأسا / فإن لم تستطع / فلا تكن ذيلا ] إمضاء المرحوم بإذن الله صدام حسين

اليوم20 مارس/أذار تمرّ ذكرى احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق بمساعدة من الغرب الليبرالي، وتسخير من أجهزة النظام العالمي كمجلس الأمن ووكالة الطاقة الذرية، ودعم من أحفاد ابن العلقم الفارسي وعملائهم الوثنيين، ومباركة من النظام الرسمي العربي-الإسلامي
وحتى يأتي اليوم الذي يستردّ فيه كلّ مظلوم حقّه، سنظلّ نذكر ونذكّر بمناسبة وبدون مناسبة:

فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 10 من ذي الحجة 1427هـ يوم عيد الأضحى،  نفّذ عُملاء بلاد فارس حكم الإعدام في الرئيس القائد صدام حسين، في مقر الشعبة الخامسة بمنطقة الكاظمية في بغداد.

كان إعدام البطل القائد صدام حسين (28 أفريل 1937 - 30 ديسمبر 2006) في قضية دفاع عن النفس ضد شيعة الدوجيل.

والسلام، عثمان الدرويش
03 / 11 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
 .

vendredi 19 mars 2021

المكر السياسي: حادثة وعبرة

.
المكر السياسي: حادثة وعبرة

[ التاريخ في ظاهره لا يزيد على الإخبار وفي باطنه نظر وتحقيق ]ابن خلدون
وبتكنولوجيا العصر: التاريخ هو [ المرآة العاكسة بالسيارة (ريتروفيزور)]: يلتقط السائق الصورة على المرآة لا للعودة إلى الوراء، وإنّما ليحلّل تلك الصورة وعلى ضوء نتائجها يتقدّم إلى الأمام بوعي ومسؤولية. ولن يتمكّن السائق من كلّ ذلك إلاّ عندما يُدرك الصورة كاملة في إطارها أي إذا ما أخذ منها مسافة زمانية.


منذ عقود، قرأنا لأحد المؤرخين التونسيين –لا نذكر اسمه الآن- أنّ الزعيم الحبيب بورقيبة قد أسرّ لفرنسا خلال مفاوضاته مع المحتلّ بأنّه عازم على إنشاء دولة علمانية. ولمّا وصل الخبر لمسامع الشيخ عبد العزيز الثعالبي وإخوانه في الحزب الوطني الإسلامي كوّنوا لجنة لتقّصي الحقيقة، وتوجّهت لبورقيبة للوقوف على مدى صحة الكلام المنسوب إليه. 

وصلت الجماعة دار كبير المفاوضين (بورقيبة) الذي تسرّب إليه –هو كذلك- خبر الزيارة وهدفها
.
وما إن طُرق الباب حتى خرج خادم (المجاهد الأكبر) ليُرحِّب بأعضاء الوفد ويدعوهم لانتظار سيّده بعض الوقت في قاعة الجلوس، ريثما يفرغ من أداء صلاة المغرب!!!...

فيُقال –والعُهدة على الراوي- أنّ ما كان من القادمين للتحقّق من مدى التزام بورقيبة بالهوية الإسلامية لتونس إلاّ أن تبادلوا نظرات الاستغراب ثم قفلوا راجعين
.

والسلام، عثمان الدرويش
02 / 08 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

jeudi 18 mars 2021

المثل الشعبي - تتمّة


.
المثل الشعبي – تتمّة

علينا أن نتعامل مع الأمثلة الشعبية كظاهرة اجتماعية وصفية لا كأحكام مقدّسة تقييمية. فالأمثلة الشعبية هي إحدى المُكوّنات الثقافية لمجتمع ما، كالعادات والتقاليد... فهي جزء من تراث الأمّة. واحترام الشخص لها هو اعتراف منه بتنوّع الثقافات، وإيمان باستمرارية التطور الاجتماعي. وهذا هو الطريق المؤدّي للتسامح بين الأديان وحوار الحضارت. فعليّ أن أنظر إلى مثل شعبي ما في بلد ما كنظرتي لطقوس البوذيين أو طريقة أكل الصينيين. أي هو قبول بالآخر المختلف، دون إصدار أحكام إيجابية أو سلبية.

أمّا استعمال المثل الشعبي من طرف شخص لإقناع محاوره بصحّة رأيه -كما فهمته أخي رفيق من تعليقك-، فهو دليل على ضعف موقف المستشهِد بالمثل. بحيث يجعل ذلك المثل الشعبي مسلّمة مقدّسة غير قابلة للتحليل والنقاش. وهنا تكمن الخطورة. لأنّه يكون قد أعطى شرعية لفعل أو حدث لسبب واحد: هو وجود ذلك الشيء. وهذا خطأ، فالسرقة –مثلا- موجودة، فهل هي مشروعة؟ طبعا لا.

وبما أنّ حديثنا قياس، هذا مثال شاهد: أذكر من شهور أنّي قمت بتنزيل مادّة تناولت الفكر الاستعلائي عند الحاكم الباجي قائد السبسي من خلال خطاب له. فمثلا استشهد الباجي باي للردّ على زعيم حزب بـ: [ما يُنكر أصله، كان الكلب] -أعزّكم الله-. فلو دقّق رجال القانون في المثل لوجدوا أنّه يخدش الحياء. وربما عثروا على مادّة قانونية تُدين الرجل بتهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة. أتدري معنى هذا المثل؟ أي ...(الجواب –لا يعرفه إلاّ مُربّي الحيوانات- حذفته احتراما للقارئ)... فهل الذنب هنا، ذنب المثل الشعبي أو مؤلّفه؟ أم أنّ المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع على مستعمل هذا المثل الشاهد؟....

وختاما، فإنّ المحافظة على الأمثلة الشعبية أمانة تاريخية والضرب على أيدي العابثين بها واجب وطني.
والسلام، عثمان الدرويش
 22 / 09 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mercredi 17 mars 2021

المثل الشعبي 1

صورة للشاعر الشعبي: العربي النجار
.
المثل الشعبيّ 1

وتعميما للفائدة، هذا جزء من حوار مع صديق
الأمثلة الشعبية ليست خاصّة بنا –نحن المسلمين أو العرب-. فلكلّ أمّة أمثلتها الشعبية. وهي في اعتقادي مادّة ورثناها عن جدودنا. هذا التراث يُساعد المؤرّخ والباحث الاجتماعي في فهم ومن ثَمّ تحديد ملامح مجتمع ما في حقبة زمنية معيّنة. فيستنتج بعدها أنّ هذه البيئة محافظة وتلك متحرّرة/ هذه البيئة ريفية فلاحية وتلك مدنية تجارية...
 
وفي سُوق الأمثلة الشعبية تجد البضاعة الحسنة بكلّ أنواعها، والرديئة بكلّ أصنافها، كسوق الملاّسين أو سوق سيدي المنصف باي. ابني رفيق أنتَ قلتَ: [فهل ترون معى ان بعض هده الامثلة يجب ان تمحى من الذاكرة بلا رجعة.]
كلامك هذا يعني أنّنا سنمحو جزءًا من الذاكرة الجمعية للشعوب. فحتّى وإن كان بعض هذه الأمثلة سلبيا، علينا المحافظة على موروثنا الشعبي وتدوينه ضمن تراث الأمّة. فالتاريخ غالبا ما يدوّن الأحداث حسب وجهة نظر ذوي السلطان والجاه، أو بأمر منهم. ونحن إذا ما تخلّينا عن أمثلتنا الشعبية، نكون قد ساعدنا هؤلاء على محو ذاكرة الشعوب الكادحة (بحلوها ومرّها)؟

فمثلا، هل سيذكر مؤرّخو السلطة في كتبهم أنّ طبقة من الشعب نادت في انتفاضتها الأخيرة: [خبز وماء وابن علي لا /أو/ يا بوليس أوه عليك الحجّامة تُحكم فيك] هل سيذكرون هذا أم سيقتصر تاريخهم على روايات شخصيات وقيادات لم يعش بعضها أحداث ما قبل 14 جانفي 2011 إلاّ من خلال متابعة قنوات تلفزية من وراء البحار أو في قلاع مُحصّنة؟ ربما ستعترض عن كلامي بقولك إنّ المؤرخين سيدوّنون مثلا شعار [RCD dégage] وهو شعار شعبيّ.

صحيح، ولكنّ هذا الشعار سيتمّ تدوينه لأنّ اللكنة الخاصّة (le®parisien) هي لشريحة اجتماعية نخبويّة، التحقت في الدقائق الأخيرة للثورة كي يُسجّلها المؤرّخون. وسترى يا ابني رفيق أنّ التاريخ لن يتوقّف طويلا عند صيحة أهالي القصرين في الأيام الأولى من الانتفاضة [يا مواطن يا ضحيّة، فِزْ فِزْ للقضيّة].

والله أعلم، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله
20 / 09 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mardi 16 mars 2021

أولياء الله، إيجابياتهم... وسلبياتنا -7 خـــاتمـــة


.
أولياء الله، إيجابياتهم... وسلبياتنا -7
خـــاتمـــة

 حوصلة: 
بدأنا هذه السلسلة بالحديث القدسي الذي نهانا فيه رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم عن مُعاداة المُسلم لأولياء الله. ثمّ عرّفنا الوليّ الصالح بأنّه العالم بالله المُجتهد في طاعته. وكنّا أعطينا أمثلة على ذلك من المتصوّفين كـ:
·        سيدي أحمد التيجاني وعلاقته بصلاة الفاتح
·        سيدي بلحسن "الشاذّ / لي" وأصل كلمة الشاذلية
·        سيدي محرز بن خلف وسيدي عاشور وبعض كراماتهما المرويّة

تجاوزنا في مقالنا المُطوّل بعض غلاة الصوفية. فلم نعرض مثلا لِـ الحلاّج وابن عربي وابن الفارض، على أساس أنّ الله كرّمنا بعدم مُعايشتهم فحفظنا ألسنتنا عن ذكرهم. كما اعتبرنا الخوارق المنسوبة لأولياء الله هي حكايات من تأليف مريدي شيوخ الصوفية، ثمّ تحوّلت مع مرور الزمن إلى أساطير امتزجت فيها الحقيقة بالخيال امتزاجا غريبا.

 تعريفنا للولاية لله 
الصوفية عندنا –والله أعلم- هي طريقة تعبّديّة روحية دينية (كـ الحسن البصري وإبراهيم بن الأدهم ورابعة العدويّة). أي إنّ وليّ الله هو المتصوّف من أهل السنّة الذي اختار طريق مجاهدة النفس للتقرّب إلى الله والابتعاد عن الرذائل. وليس من اتّخذ التصوّف مذهبا فلسفيّا أو طريق معرفة توصله للكمال الروحي عبر الحلول والاتّحاد (مثل الحلاّج أو ابن عربي).

 رؤيتنا للمشهد الصوفي 
شهدت الصوفية عبر التاريخ هزّات عديدة. فانحرف بها –من الداخل- غلاة المُتصوّفين أنفسهم ثمّ مُريديهم، كما قامت أطراف خارجية بتوظيفها خدمة لإيديولوجيات فكرية فلسفية أو سياسية. وقد عرضنا –في الأجزاء السابقة- للإخلالات التي طرأت على المنهج الصوفي من الداخل. أمّا خارجيا، فقد دفعت أطراف مُتعددة وفي ظروف عديدة الحركة الصوفية إلى انحرافات خطيرة ثلاث:
·        انحراف دينيّ، بتكريس العدمية وتشجيع العامّة على القبورية والتمسّح بالأضرحة
·        انحراف أخلاقيّ، باختلاق مناسبات لمهرجانات احتفالية مُثيرة
·        انحراف سياسي، بمحاصرة الإسلام في الزوايا وفصل الدين عن الحياة العامّة

 موقفنا من أضرحة الأولياء 
ومن خلال مثاليْن اثنيْن:
1-  بورقيبة وتماشيا مع موجة الحداثة وقتها، قام بهدم زوايا وإغلاق أخرى وجفّف منابع تمويلها بِـ "حلّ الحُبس" أي إبطال الوقف الإسلامي
فهل كان بورقيبة -بقطعه مع سلبيات الماضي- سلفيّا؟ طبعا لا.

2-  ابن علي ومُسايرة لعصر ما بعد الحداثة، قام بإعادة فتح الزوايا وترميمها وأنشأ جمعيات ومنظمات لإحياء التراث الصوفي بعد تخليصه من كلّ بعد دينيّ، وتقديمه بشكل فولكلوري استعراضي (كالنوبة والحضرة)
وهل أصبح ابن علي –بتوظيفه للمنهج الصوفيّ- من المُتصوّفة؟ طبعا لا.

وبالعودة للمسألة التي نحن بصددها، نرى موقف سلفيي تونس ما بعد الثورة من أضرحة الأولياء الصالحين، يتلخّص ومن خلال بعض تصرّفاتهم في نقطتيْن اثنتيْن:
      I.      الأولى، تندرج ضمن حديث صحّحه الألباني عن أبي هريرة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله يبعث لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة من يُجدّد لها دينها.
  II.      الثانية هي في باب سدّ الذرائع، ولكن ليست لحفظ العامّة من الشّرك بالله سبحانه وتعالى. فإنّ الجماعة السلفية تُدرك مخاطر إحياء المنهج السلفي بتشجيعات رسمية وغير رسمية في تونس وخارجها. وبما أنّ تونس ما بعد الثورة لا يُمكن أن تكون إلاّ إسلاميّة ذات طابع روحيّ، فإنّ التصوّف -وإن كان على غير منهج السلف الصالح-  يُصبح مدار استقطاب للشباب المُتعطّش للروحانيات. وبذلك يُمكن للعالم العصري المُعوْلم الحدّ من انتشار الجماعة السلفية وخصوصا الجهاديّة منها. ولكن...

إنّ كلّ ما ذكرناه لا يُبرّر – لا شرعا ولا وضعا- أن يقوم شخص أو جهة (حتّى وإن كانت حكومية) بإزالة هذه الزوايا وطمس تلك المعالم. ثمّ إنّ العملية لا يُمكن أن تتوقّف عند ذلك، بل علينا بعدها، نسف معبد المياه بزغوان وغلق متحف باردو وتغيير أسماء مدن (كسيدي بوزيد وسيدي علي الشباب...) وسنّ قانون يمنع تسمية الذكر "بلحسن" والأنثى "الشاذلية" الخ الخ...

فمنطق اليوم يفرض علينا الخروج من ضيق المظهر إلى سعة القيم. ويكفي هنا أن نقيس هذه الحالة على حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم لزوجته عائشة رضي الله عنها: [لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام.] فتثبيت الإيمان في القلوب يَمحي أثر الشرك في السلوك، سواء زالت مظاهره أو بقيت. ونُقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة التي كنّا بصددها: إنّ البيت لا يعبده المسلمون ، ولكن يعبدون رب البيت بالطواف به والصلاة إليه.  
وفي هذا كفاية

والله أعلم ،عثمان الدرويش
05 / 02 / 2013 
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

.