Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 18 mars 2021

المثل الشعبي - تتمّة


.
المثل الشعبي – تتمّة

علينا أن نتعامل مع الأمثلة الشعبية كظاهرة اجتماعية وصفية لا كأحكام مقدّسة تقييمية. فالأمثلة الشعبية هي إحدى المُكوّنات الثقافية لمجتمع ما، كالعادات والتقاليد... فهي جزء من تراث الأمّة. واحترام الشخص لها هو اعتراف منه بتنوّع الثقافات، وإيمان باستمرارية التطور الاجتماعي. وهذا هو الطريق المؤدّي للتسامح بين الأديان وحوار الحضارت. فعليّ أن أنظر إلى مثل شعبي ما في بلد ما كنظرتي لطقوس البوذيين أو طريقة أكل الصينيين. أي هو قبول بالآخر المختلف، دون إصدار أحكام إيجابية أو سلبية.

أمّا استعمال المثل الشعبي من طرف شخص لإقناع محاوره بصحّة رأيه -كما فهمته أخي رفيق من تعليقك-، فهو دليل على ضعف موقف المستشهِد بالمثل. بحيث يجعل ذلك المثل الشعبي مسلّمة مقدّسة غير قابلة للتحليل والنقاش. وهنا تكمن الخطورة. لأنّه يكون قد أعطى شرعية لفعل أو حدث لسبب واحد: هو وجود ذلك الشيء. وهذا خطأ، فالسرقة –مثلا- موجودة، فهل هي مشروعة؟ طبعا لا.

وبما أنّ حديثنا قياس، هذا مثال شاهد: أذكر من شهور أنّي قمت بتنزيل مادّة تناولت الفكر الاستعلائي عند الحاكم الباجي قائد السبسي من خلال خطاب له. فمثلا استشهد الباجي باي للردّ على زعيم حزب بـ: [ما يُنكر أصله، كان الكلب] -أعزّكم الله-. فلو دقّق رجال القانون في المثل لوجدوا أنّه يخدش الحياء. وربما عثروا على مادّة قانونية تُدين الرجل بتهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة. أتدري معنى هذا المثل؟ أي ...(الجواب –لا يعرفه إلاّ مُربّي الحيوانات- حذفته احتراما للقارئ)... فهل الذنب هنا، ذنب المثل الشعبي أو مؤلّفه؟ أم أنّ المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع على مستعمل هذا المثل الشاهد؟....

وختاما، فإنّ المحافظة على الأمثلة الشعبية أمانة تاريخية والضرب على أيدي العابثين بها واجب وطني.
والسلام، عثمان الدرويش
 22 / 09 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire