Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 24 mars 2021

استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -2


.
استباقا للمدّ الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -2 

مقتطفات من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي حسن نصر الله بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

...
أمّا نحن، فنرى أنفسنا ملزمين بكشف حقائق أحاطت بالأحداث الأخيرة لا من باب تعليم غيرنا ما لم يعلم وإنّما من منطلق إيماننا بضرورة توفّر محاولات في تفكيك عناصر منظومة معقّدة نسعى جاهدين لتكون هذه إحداها. 
لقد اخترنا أن تكون مرجعيتنا مهرجان النصر دون غيره بدافع توفير قاعدة واسعة للتواصل ورأينا أنّ هذا الحامل المشترك , نظرا لانتشاره عبر وسائل الإعلام , يوفّر الفضاء اللازم لذلك . فسنعتمد أساسا على كلمة الأمين العام لحزب الله في "مهرجان النصر الإلهي" يوم الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي سنة 2006 ببيروت.

وضمن الإطار والمضمون المذكورين سنحرص على عدم التطرّق للخلاف العقائدي حتّى لا نُنعت بالتكفيريين أو نُتّهم بالصدّاميين. ثمّ ولضرورة تقنية بحتة سنُضطرّ لنزع القدسية عن هذه الحرب ولو للحظة وإرجاء ترتيبها في الدرجة الأولى أم السادسة أم دون ذلك . فالموضوع الذي نحن بصدده يستوجب علينا أن نفترض جدلا أنّ حزب الله حزب آدمي حتّى لا نرمي بقية الأحزاب في سلّة حزب الشيطان , وأمينه وأفراده بشر لا فضل لهم على غيرهم إلاّ بما بذلوه من تضحيات نحسبهم بها في مرتبة الشهداء . كما لا يمكن أن نجزم من الآن على الأقل بأنّه "السيّد" ومقاوميه "الشباب" و إلاّ كان بمرتبة الحسين , رضي الله عنه , سيّد شباب أهل الجنّة. كما لا يصحّ أن ننطلق في البحث على فرضية الجهاد، فهذا المصطلح لا يعتمده رجال مقاومته أساسا. فحتّى صواريخهم هي اثني عشرية والنجف هو الأشرف وكربلاء هي المقدّسة عندهم .

...
وهنا قد يبادر متابع بالقول : وما العيب في جمع شتات الأمة تحت راية الجمهورية الإسلامية في إيران ؟ ونردّ بكل بساطة , وحتى لا نزج بأنفسنا في دوامة المذاهب والطوائف ,إنّ مشروع بسط النفوذ الفارسي مشروع عرقي وإن امتطى الدين وسيلة . ولو كان المجال مناسبا لأعطينا أمثلة لتجاهل إيران شيعتها في الجمهوريات السوفياتية وشرق آسيا , بل والوقوف ضدّهم أحيانا عندما ترى مصلحة في ذلك . ثم إنّ الاحتلال احتلال ولا هوية له , ولا فرق لدينا أن يكون المحتل الإيراني منوشهر متقي (منذ أي شهر اتّقى) أو الأمريكي رامس فيلد (جامع الخردة , حسب ترجمة أحدهم).

ولتشابك التاريخي بالاستراتيجي نتابع قائلين : كيف يمكن أن يكون فكره استراتيجيا من اعتقد (أي سيّد أصدقائي) أنّ يوم سقوط بغداد هو يوم تحرّرها من السيطرة الأمريكية , وشن العدوان الاسرائيلي على لبنان هو وجه آخر لعملة أمريكية واحدة ؟ كيف له أن ينظر للأمور أحيانا نظرة ذرائعية تجزيئية وحينا نظرة شمولية حسب الظروف ؟
فهل هو استراتيجي مَن قبلَ تغيير قواعد اللعبة والذهاب في حرب مفتوحة , وعوض أن نرى صواريخه تدكّ مناطق صناعية أو عسكرية ذات بال , حتى وإن كانت حدودية , كنّا نجلس لنحسب عدد تلك الصواريخ ونقارن بين المسافات التي تقطعها . 
وحتى تنطلي اللعبة على المتعطّشين لأي نصر، كنّا نسمعه يُهدّد " إن قصفتم قلب عاصمتنا سنقصف قلب عاصمتكم ". فهل بهذه البساطة سيسمح نظام عالمي مضارباتي لأحد الطرفين المتحاربين بقصف سوق معاملاته وتهديم بورصاته وتخريب مراكزه الخدماتية الربوية.
ولتأكيد رأينا نعرض محزونين حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ومنطقة المصانع مثال على ذلك. بينما لم نسمع , خلال العدوان, استهداف محطّة كهربائية واحدة أو انقطاعا للتيار الكهربائي كليّا كان أو جزئيّا. فحتى بورصة بيروت لم تتوقّف إلاّ لأيام قليلة مقارنة بفترة العدوان، وكان توقّفها تحسّبا لقصف مفاجئ وليس نتيجة له.

والسلام، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله، ودائما مع تحييد المتغيّرات العقائدية المذهبية
07 / 03 / 2012

مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire