Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 17 mars 2021

المثل الشعبي 1

صورة للشاعر الشعبي: العربي النجار
.
المثل الشعبيّ 1

وتعميما للفائدة، هذا جزء من حوار مع صديق
الأمثلة الشعبية ليست خاصّة بنا –نحن المسلمين أو العرب-. فلكلّ أمّة أمثلتها الشعبية. وهي في اعتقادي مادّة ورثناها عن جدودنا. هذا التراث يُساعد المؤرّخ والباحث الاجتماعي في فهم ومن ثَمّ تحديد ملامح مجتمع ما في حقبة زمنية معيّنة. فيستنتج بعدها أنّ هذه البيئة محافظة وتلك متحرّرة/ هذه البيئة ريفية فلاحية وتلك مدنية تجارية...
 
وفي سُوق الأمثلة الشعبية تجد البضاعة الحسنة بكلّ أنواعها، والرديئة بكلّ أصنافها، كسوق الملاّسين أو سوق سيدي المنصف باي. ابني رفيق أنتَ قلتَ: [فهل ترون معى ان بعض هده الامثلة يجب ان تمحى من الذاكرة بلا رجعة.]
كلامك هذا يعني أنّنا سنمحو جزءًا من الذاكرة الجمعية للشعوب. فحتّى وإن كان بعض هذه الأمثلة سلبيا، علينا المحافظة على موروثنا الشعبي وتدوينه ضمن تراث الأمّة. فالتاريخ غالبا ما يدوّن الأحداث حسب وجهة نظر ذوي السلطان والجاه، أو بأمر منهم. ونحن إذا ما تخلّينا عن أمثلتنا الشعبية، نكون قد ساعدنا هؤلاء على محو ذاكرة الشعوب الكادحة (بحلوها ومرّها)؟

فمثلا، هل سيذكر مؤرّخو السلطة في كتبهم أنّ طبقة من الشعب نادت في انتفاضتها الأخيرة: [خبز وماء وابن علي لا /أو/ يا بوليس أوه عليك الحجّامة تُحكم فيك] هل سيذكرون هذا أم سيقتصر تاريخهم على روايات شخصيات وقيادات لم يعش بعضها أحداث ما قبل 14 جانفي 2011 إلاّ من خلال متابعة قنوات تلفزية من وراء البحار أو في قلاع مُحصّنة؟ ربما ستعترض عن كلامي بقولك إنّ المؤرخين سيدوّنون مثلا شعار [RCD dégage] وهو شعار شعبيّ.

صحيح، ولكنّ هذا الشعار سيتمّ تدوينه لأنّ اللكنة الخاصّة (le®parisien) هي لشريحة اجتماعية نخبويّة، التحقت في الدقائق الأخيرة للثورة كي يُسجّلها المؤرّخون. وسترى يا ابني رفيق أنّ التاريخ لن يتوقّف طويلا عند صيحة أهالي القصرين في الأيام الأولى من الانتفاضة [يا مواطن يا ضحيّة، فِزْ فِزْ للقضيّة].

والله أعلم، عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله
20 / 09 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire