Pages

Nombre total de pages vues

samedi 10 avril 2021

القائمة الأوليّة للممنوعين من الفرحة بسقوط مرسي

.
القائمة الأوليّة للممنوعين من الفرحة بسقوط مرسي

·        كلّ ديمقراطي اعتقد أنّ نتائج صندوق الانتخابات مقدّسة
·        كلّ إسلامي راهن على مؤسسات الأزهر وقنوات السلفية
·        كلّ قومي ظنّ أنّ مصر أمّ العروبة عادت لصدّ الدول الطامعة (إسرائيل / إيران / تركيا ) في بسط نفوذها على المنطقة
·        كلّ ثائر راهن على إرادة الشعوب في تقرير مصيرها
·        كلّ جهاديّ تصوّر أنّ ساعة الخلاص قد حانت للتخلّص من الديكتاتور بشار الأسد
·        كلّ يساريّ رحّب بالتدخّل الأجنبيّ الامبريالي في شؤون دولة ذات سيادة
·        كلّ مناضل حدّث نفسه باقتراب موعد حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه
·        كلّ عَلمانيّ روّج إلى دولة مدنية غير عسكرية
·        كلّ مضطهد منّى نفسه باسترداد حقوقه من النظام السابق
·        كلّ حاكم (أو مُناصر لحاكم) أوْهم معارضيه بقداسة شرعيته
·        كلّ إنسان صدّق مقولة الشعب مصدر كلّ السلطات   

 كُلّ مَن اعتقد يوما ما أنّ طريق خلاص الشعوب يمرّ عبر عمامة شيخ أو قبّعة عسكريّ.
*** لذلك لم يكن غريبا أن يكون أوّل من فرح بإسقاط مرسي هو حاكم آل سعود، الذي سارع بتهنئة الرئيس الجديد المنصّب من طرف الجيش***

والسلام، عثمان الدرويش
03 / 07 / 2013
    مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.  

vendredi 9 avril 2021

حتّى نستردّ حقوقنا كاملة


.
حتّى نستردّ حقوقنا كاملة

في يوم نكبة العرب: وحتّى بدون مناسبة، سنظلّ نُذكّر بمآسينا.
وهذه بعضها، وفي شهر أفريل/ نيسان فقط:
 

·        تونس أفريل 1938 
·        دير ياسين (القدس-فلسطين) أفريل 1948
·        اغتيال أبو جهاد أفريل 1988
·        ساراييفو (البوسنة) أفريل 1992 
·        بغداد (العراق) أفريل 2003 / ومذبحة حكومة المالكي أفريل 2013
·        اغتيال عبد العزيز الرنتيسي أفريل 2004
·        دير الزور (سوريا) أفريل 2012
·        ميانمار (البورمة) المذبحة الثالثة أفريل 2012 

موقفنا:
إنّ الإرهاب لا هوية له. وكلّ ترويع للآمنين هي عملية إرهابية، بقطع النظر عن ظروفها وملابساتها. وإن كُنّا نرفض إرهاب المجموعات بمختلف أشكالها، فإنّنا ندين بشدّة إرهاب أمريكيا، إرهاب دولة رسمية تحت نظام عالميّ مسؤول، أو يُفترض أن يكون كذلك.

ونختم بهذه البرقية في استعارة مقتبسة للإعلامي يسري فودة:
 باستطاعتك دخول بيتي رغم أنفي، ولكن لن يكون بمقدورك الخروج منه سالما أمام عينيّ. 

مع تحيات خواطر وآراء
28-04-2013
.

موطنــــي / إحياء ذكرى شهداء أفريل




.  
موطنــــي  
 إحياء ذكرى شهداء أفريل/نيسان

·        تونس أفريل 1938
·        دير ياسين (القدس-فلسطين) أفريل 1948
·        ساراييفو (البوسنة) أفريل 1992
·        بغداد (العراق) أفريل 2003
·        دير الزور (سوريا) أفريل 2012

موطني .. موطني
الوبال والضَلال .. والوبال والرياء
في رُباك .. في رُباك
والطُغاة والبٌغاة .. والدهاء، لا الوفاء
في حماك .. في حماك

ها أراك .. لا سواك
خانعا مُكمّما .. بقادتك مُسمَّما
    خانعا مُكمّما .. بقادتك مُسمَّما
ها أراك .. ها أراك
كُبّلت يداك .. تصطلي لَظاك
موطني .. موطني
..................
موطني .. موطني
الوفاق لن يهلّ .. نجمه لا لن يُطلّ
من جديد .. من جديد
كلّ حزب قد بدا .. وهمّه يرضي العدا
وأن تبيد .. وأن تبيد

لا يُريد .. لا يُريد
مسرى طه الأتلدا .. وقبّة ومسجدا
مسرى طه الأتلدا .. وقبّة ومسجدا
بل يُريد .. بل يُريد
عيشة العبيد .. ذلّنا الأكيد
موطني .. موطني
..................
موطني .. موطني
الدولار والدينار .. والريال والعقار
همّهم .. همّهم
فقرنا وجوعنا .. وذبحنا وحرقنا
شعارهم ورمزهم
حالنا .. وضعنا
بائس لا يُوصف .. مُقزّز ومُقرف
للهلاك .. للهلاك
قادة النفاق .. ما لهم ميثاق
موطني .. موطني

*** هذا القصيد كنّا نسمعه أيام الثورة التونسية 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011
      أمّا القصيد الأصلي (بنظرة مُتفائلة) فهو للشاعر إبراهيم طوقان والملحن محمد فليفل ***

مع تحيات خواطر وآراء
 14-01-2012
.

jeudi 8 avril 2021

خاتمة الدراسة / المقتطف 14 والأخير

.
مقتطف 14 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

خاتمة الدراسة

فـي استحقاق الدعاء بالنصر

... وإن كنّا نتفهّم أن يكون قائد المقاومة والتحرير " سيّدا "، بل ونرجو أن نصبح كلّنا أسيادا. ولكن لا نفهم أن يصبح هو " السيّد " للكون، حسب تعريف حداثيي العصر. ومهما كانت خلافاتنا مع هذه المقاومة لإديولوجيتها أو الظروف المحيطة بها فهي لا تُعطينا الحق في معاداتها، وإلاّ تناقضنا مع أنفسنا لتأييدنا السابق لكلّ حركات التحرّر في العالم عبر التاريخ، رغم اعتراضنا على منهجية بعضها.

    ... وننتقل إلى الطرف الآخر من الصراع وهو الصهيو-أمريكي، علّنا ننجح في إبراز مدى حاجتنا نحن لهذه المقاومة:
·        فالعدو المحتل يرفض أن يُسيطر غيره على المنطقة، والعالم ضاق ذرعا بانفراد أمريكيا بالأرض وما فوقها وتحتها. لذلك نؤيّد كلّ مقاوم يُنازعها السيطرة.
·        العدو يزعم أنّ هذه المقاومة تدعم الفلسطينيين -وفلسطين تحتاج من يدعمها- وحتى من يدّعي أنّه يدعمها. لذلك نقف مع كلّ مقاوم يرفع شعار الدعم الفلسطيني بقطع النظر عن نواياه.
·        العدو يعترف بانكسار شوكته، والمظلوم يرتاح لهزيمة ظالمه دون البحث في أسبابها ومسبباتها. لذلك ننحاز لكلّ مقاوم يُمرّغ أنف ظالمنا في التراب.
·        العدو يُقرّ بتعثّره في إنجاب شرقه الأوسط الكبير أو حتى الصغير، والأطراف الشرق-أوسطية وما جاورها تحترق تحت طلقات الأمّ الحامل. لذلك نشدّ على يد كلّ مقاوم يُعسّر هذه الولادة أو يُساعد في وأد هذا المولود الهجين.
·        العدو جعل حربه على الإرهاب مسألة حياة أو موت ليُشعر العالم أنّ تحقيق أيّ شيء يستلزم استرضاءه وأنّ التصدّي له لا يُثمر إلاّ دمارا وقتلى. وصاحب الحق يُريد إثبات أنّ تحقيق أيّ شيء لا يكون إلاّ بالمقاومة والتصدّي. لذلك ننضمّ لكلّ مقاوم يُبطل هذه المعادلة ويجعل معنى لدمارنا ويُعطي قيمة لشهدائنا.
·        العدو يتوعّد محور الشرّ ويتغيّر المدلول عنده بتغيّر الظرف. والقصد بالشرّير هو كلّ من يرفض دخول بيت طاعته، بقطع النظر إن كان الرافض من اليمين أو اليسار أو في أيّ موقع غير قطبه الحارق، سواء كان من الخُضر أو الحُمر أو أيّ لون عدا لون العدو المتغيّر. لذلك نحن نتحيّز لكلّ مقاوم يشقّ عصا طاعة المستكبر.
·        العدو يُحدّد الأثمان حسب الظروف، والعالم يبحث عن قيمة ثابتة للإنسان. لذلك نُحسن الظنّ غير يائسين في كلّ مقاوم يتحرّك لتحرير أسير أو شبر من الأرض بقطع النظر عن نتيجة اجتهاده.

 ... هذا بعض ممّا يدفعنا حاضرا ومستقبلا لطلب النصر لهذه المقاومة الشيعية اللبنانية وكلّ مقاومة. نعم نطلب لها النصر واعين بحاضرنا وخلافاته ومستقبلنا وتجاذباته. نعم سنطلب لها النصر ونحن نعتقد جازمين أن لو تبادلنا المواقع مع حزب الله لما ساندنا، بل لما وقف على الحياد. ونحن مدركون تماما أنّ حسن نصر الله كان دائما، وسيظلّ مُستقبلا في الضفّة المقابلة للعرب وللمسلمين. فالتاريخ -كما يقولون- غالبا ما يُعيد نفسه.  والله أعلم.

              تمّت بحمد الله وعونه 
              رمضان 1427  /  أكتوبر 2006 
             عثمـان الدرويـش متخرّج من مدارس ترشيح المعلمين          
مفاتيح :
" .......... "   من مفاجآت لبنان للدكتور محمد عباس عن موقعه الالكتروني
(............)* من خطاب مهرجان النصر 22/09/2006 بيروت عن موقع المقاومة الإسلامية في لبنان

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
07 / 06 / 2013
.

mercredi 7 avril 2021

ولكن لحسن نصر الله إيجابيات –تتمّة /مقتطف 13

.
مقتطف 13 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

ولكن لحسن نصر الله إيجابيات –تتمّة
بعد هذا العرض الذي أردناه ردّا على أصدقاء من مُريدي "السيّد" نعود للسؤال المركزي. هل انتصرت المقاومة الإسلامية في لبنان؟ وهل يجوز الدعاء لها بالنصر؟

    ... نعم ما حصل هو نصر: نصر بانتشار قتلى ولاجئي العدو بين ضفتي الحدود، نصر بانكسار كبرياء العدو الصهيوني وحلفائه المُستكبرين، نصر بإعطاء معنى لشهدائنا فقتلهم لم يعد يتمّ بدم بارد، نصر باحتضان الذاكرة الجماعية لثقافة المقاومة، نصر بإذكاء روح المقاومة والتذكير بالحقوق، نصر بتأكيد قدرة المقاومة الوطنية على التصدّي للغزاة خلافا للجيوش النظامية والقرارات الدولية.


والأهمّ من كلّ ذلك أن يكون النصر بتحرير الوعي قبل تحرير الأرض. وعندها فقط يُصبح النصر على قدر ما تُطيقه عقولنا وعلى قدر ما تستوعبه عقولنا. لا كما تمّ وصفه من طرف حسن نصر الله في ساحة 22 أيلول بقوله:
( هذا نصر أكبر بكثير ممّا تطيقه عقولنا وممّا تستوعبه عقولنا. )*

    ... نقول، من حق صاحب النصر تقديم نفسه مقاوما للعدوان، ولكن ليس من حقّه تقديم نفسه في لحظة اختلال في تاريخ الأمّة على أنّه هو الوجه الوحيد والصحيح للمقاومة. فالمشكلة ليست في النصر في حدّ ذاته بل في أسلوب تقديم النصر.

أمّا جواز الدعاء للمقاومة فيكون على سبيل انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فلا مجال في هذا العصر لعدم الانحياز. ولكن نريد أن يكون تحيّزنا واعيا حقيقيا آخذا في الاعتبار العلاقة الجدلية بين الواقع والحقيقة. نريد أن نؤسّس خريطة إدراكية يُسهم الجميع في تخطيطها، ترتكز على ثوابت قيمية لا على تنافس براغماتي يُفضي إلى تناحر في طلب المنفعة لا يستفيد منه إلاّ العدو.
فمتى عثرنا على من يَنشد تحرير الإرادة مع تحرير الأرض لتحقيق كرامة الإنسان، ومن يحفظ التنوّع مع التوحّد قصد توحيد الله، ومن يحرص على المضمون قبل الشكل وعلى الفعل قبل الانفعال، متى عثرنا عليه تحيّزنا له . وساعتها سيكون تحيّزُنا انحيازا لأنفسنا وهويتنا وإنسانيتنا. وستصبح كل المعارك حربا واحدة، طرفاها قلّة من الخيّرين ضدّ كافة الأشرار، بعض من المستضعفين مقابل جميع المستكبرين، فئة من أهل الحق أمام كلّ طواغيت الباطل.

يتبع بإذن الله
والسلام، عثمان الدرويش
06 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.


mardi 6 avril 2021

من معاناتنا، زمن بورقيبة


 من معاناتنا، زمن بورقيبة
قصّة من الواقع
من مقال: حوار مع صديقي السلفيّ
   
... حتى جاءت سنة 66 أو67. كنتُ عامها تلميذا بمعهد رأس الجبل. ولمّا أطلّ علينا شهر رمضان، كيف تعامل الإطار التربوي البورقيبي معنا كتلاميذ؟ كانت الخطّة العامة ألاّ تغيير في الأوقات (أوقات الدراسة، المراجعة، مواعيد الطعام...). كنّا نستلم لُمجاتنا الخامسة مساء، فيحتفظ بها الصائمون منّا (نعم منّا، فقد كان منّا المُفطرون لأسباب مختلفة). حتى إذا حان موعد الإفطار قضمنا قطع الخبز مع الجبن أو الشوكولاطا قضما خوفا من أيّة زيارة فُجئية. ولا زلتُ أذكر الردّ الروتيني لقيّم حراسة قاعة المراجعة كلّما استأذنه تلميذ في التوجّه إلى دورة المياه لتناول جرعات ماء يقول: "احمدْ ربّك أنّي عملت روحي ما شفتكش وانت تاكل، وهذي مزيّة منّي"

وتستمرّ المراجعة إلى الثامنة ليلا، موعد العشاء. نتحوّل بعدها من طريق الشاطئ إلى وسط المدينة حيث المطعم وعلى مسافة غير قريبة منه المبيت. نتناول وجبة العشاء على فوجيْن. وفي باب الخروج من المطعم نمرّ بقيّميْن اثنيْن وقد وضعا بالقرب منهما سلّة كبيرة. نجتاز حاجز التفتيش واحدا واحدا، وكلما عثر أحدُهما على قطعة خبز وقد مُلئت كسكسا أو مقرونة بين طيّات ثياب أحدنا إلاّ وأخذها منه ورماها في السلّة الكبيرة. ولا تسأل عن فرحة تلميذ وقد نجح في اجتياز الحاجز مُحمَّلا بتفّاحة أو قطعة خبز جافّة، ستكون وجبة سحوره.


ولا ينتهي الأمر عند هذا الحدّ. بل غالبا ما يُفاجئنا فريق التفتيش بحملات مداهمة لخزاناتنا بالمبيت. ويقوم بحجز كلّ ما يعثر عليه من مأكولات بدعوى أنّها مجلبة للفئران. أمّا في منتصف النهار، فيسوقنا – صائمين ومُفطرين- قيّم الحراسة من المعهد بطريق الشاطئ إلى المطعم بوسط مدينة رأس الجبل بدعوى عدم توفّر قيّم ثان لإبقائه على حراسة الصائمين داخل المعهد. نصل المطعم فنُجبَر على الجلوس لطاولة الفطور. والردّ الروتيني للقيّم هذه المرّة يأتي في اتّجاه معاكس: "احمدْ ربّك أنّي عملت روحي ما شفتكش وانت ماكش قاعد تاكل، وهذي مزيّة منّي". هذه فقرة من كتاب احترام بورقيبة لحرية المعتقد...

والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
05 / 10 / 2011 
.


ولكن لحسن نصر الله إيجابيات -1 /مقتطف 12

.
مقتطف 12 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

ولكن لحسن نصر الله إيجابيات -1  

في فكر القائد بين اللغة والاجتماع

              دراسة الجوانب اللغوية والاجتماعية في خطاب نصر الله يحتاج على الأقلّ لعالم في الألسنية وآخر في علم النفس الاجتماعي، ولكنّنا سنحاول مجتهدين تفكيك بعض رموزها مبتعدين كما أشرنا منذ البداية عن الخلافات العقائدية.
    فخطاب مهرجان النصر 22 أيلول/سبتمبر 2006 –والذي نحن بصدده- هو عمل إبداعي جميل لانسجامه الدّاخلي وصدقه الفنّي ضمن نموذج معرفي خاص. وهذا النموذج جاء في عملية عقلية معقّدة، أبدع الباثّ في إنتاجه. لقد نجح صاحب الخطاب في استبعاد بعض جوانب الواقع أو تقييدها أحيانا وإبقاء بعضها الآخر بل وتضخيمها أحيانا أخرى، بطريقة جعلت المتلقّي يقبل البنية الجديدة ويتحيّز لها أيضا.
 وبما أنّ أمين حزب الله متمكّن من نموذجه الإدراكي، مسيطر على أدواته اللغوية فقد تمكّن من عقول مخاطَبيه لا لكيفية شرح الوقائع وتحليلها فحسب بل ولنوعية الحلول المقدَّمة بشأنها كذلك .
لقد مزج المُرسِل بين جاذبية العرض وبساطته بتقديم كمية هائلة من الأرقام والأحداث، وأبدع في السرد القصصي الّذي تميّز بالإثارة والحيوية. شخّص الوضع وظروفه بدقّةِ وصف متناهية، واعتمد جودة عالية في انتقاء الآراء والمواقف للاستدلال بها. كلّ ذلك مكّنه من خلق بنية جديدة متماسكة يصعب خرقها.

وبما أنّ اللغة كما يراها "إدوارد سابير" [ وسيلة إنسانية خالصة، وغير غريزية إطلاقًا، لتوصيل الأفكار والانفعالات والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية.] وحيث أنّ كلّ فهم يُعبّر عن نفسه داخل اللغة: فإنّنا نشهد للباثّ معجبين – لغويا – بإبداعه في ارتداء ثوب الرّمز، وقدرته على تحويل قوة اللغة إلى لغة القوة ونقل المتلقّي من الكبت والتفريغ إلى الاستثمار.

ونأخذ على سبيل المثال صيغة الاستفهام في خطابه للاستدلال على هذا النجاح:
(ولكن ألا يعرف هذا العدو من نحن ؟ نحن أبناء ذلك الإمام.)*
( كيف يُمكن لهذه الثلّة من الجاهدين أن تهزم جيشا؟)*
( بدل أن يخرج الاسرائيلي من مزارع شبعا يمدّون له الشريط إلى الأمام , وبدل أن ... وبدل أن ... هل هكذا يُمكن أن نحمي الوطن وخيراته؟)*
( يأتون لمحاصرة البحر من أجل ماذا ؟ هل من أجل حماية لبنان ؟ كلاّ.)*
(وقالوا لا نستطيع الآن أن نعيد مزارع شبعا إلى لبنان . لماذا؟ لأنّنا لا نريد أن نقدّم نصرا إلى حزب الله.)*
(هل ستحوّل الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني إلى وحدة عداد شكاوى وتسجيل خروقات؟ هذا معيب في حق الجيش اللبناني.)*
( الآن الوطن تخترق سيادته وأرضه، ومواطنون يُخطفون بين الحين والآخر ويعتدى عليهم وعلى حقولهم . ما هو القرار السياسي للحكومة؟)*
(قال أحدهم إنّ جمهور المقاومة بلا تفكير. هل أنتم بلا تفكير ؟ من يقبل هذه الإهانة ؟)* 
  
              إنّ المتابع قد يتراءى له أنّ صاحب النموذج المعرفي نجح في تغيير الخريطة الإدراكية للمتلقّي لمجرّد تمكّنه من اللغة ومقاصدها نظرا لعلاقة الإدراك باللغة. ولكنّنا نرى أنّ المُرسِل ما كان له أن يُحقّق ما حقّقه لولا فهمه الدقيق للظواهر الاجتماعية ومراقبة تفاعل بعضها مع بعض وتأثير كلّ منها في الأخرى .

والباث قد تفطّن لتخلّي المتلقّي عن تحيّزه النابع من هويته وبدأ يتبنّى تحيّزات دخيلة عنه، لم تُمكّنه من التفاعل مع الواقع ليُسهم في تغييره أو حتى ينجح في تفسيره. وبما أنّ المتقبِّل قد تتزعزع ثقته في الخبر والصورة لسطحية الأول وخداع الثانية فيلجأ إلى العقل لبناء نموذجه الخاص, جاء المهرجان ليُسيطر على مداركنا ويُفكّر بدلا عنّا بما يخدم مصلحته. ولم يكن هذا صعبا على قائد مدرك لنتائج ما يقوم به، واع بآثاره، قادر على تعديل أهدافه وتغيير أساليبه في ضوء الأحداث الجارية بالمنطقة. وبالتالي قتل القدرة على التعقّل الواعي في المتلقّي وجعله عاجزا على الإنتاج والابتكار .
لذلك وجدناه أي المتقبّل فيما بعد مكتفيا باستظهار درس تمّ تلقينه إيّاه وأحيانا بأدقّ تفاصيله. فقد خطّط الفاعل ونفّذ واستثمر كما يصنع المنتج بالمستهلك. إذ يعتمد على ميول المستهلك لإثارة ميول جديدة عبر الإعلام والإعلان، وعندما تتحوّل الرغبة إلى حاجة لم يكن يحتاجها من قبل، ويصبح عاجزا إلاّ عن الاستجابة. عندها يُقدّم المنتج سلعته ليكون المتلقّي أحد اثنين إمّا هالكا أو مستهلكا. وهنا يكمن خطر الأسلحة السيكولوجية التي لدى نصر الله، والتي لا تقلّ فتكا عن بقية الأسلحة التي يُراد نزعها.

يتبع بإذن الله
والسلام، عثمان الدرويش
05 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.