Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 7 avril 2021

ولكن لحسن نصر الله إيجابيات –تتمّة /مقتطف 13

.
مقتطف 13 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006 

ولكن لحسن نصر الله إيجابيات –تتمّة
بعد هذا العرض الذي أردناه ردّا على أصدقاء من مُريدي "السيّد" نعود للسؤال المركزي. هل انتصرت المقاومة الإسلامية في لبنان؟ وهل يجوز الدعاء لها بالنصر؟

    ... نعم ما حصل هو نصر: نصر بانتشار قتلى ولاجئي العدو بين ضفتي الحدود، نصر بانكسار كبرياء العدو الصهيوني وحلفائه المُستكبرين، نصر بإعطاء معنى لشهدائنا فقتلهم لم يعد يتمّ بدم بارد، نصر باحتضان الذاكرة الجماعية لثقافة المقاومة، نصر بإذكاء روح المقاومة والتذكير بالحقوق، نصر بتأكيد قدرة المقاومة الوطنية على التصدّي للغزاة خلافا للجيوش النظامية والقرارات الدولية.


والأهمّ من كلّ ذلك أن يكون النصر بتحرير الوعي قبل تحرير الأرض. وعندها فقط يُصبح النصر على قدر ما تُطيقه عقولنا وعلى قدر ما تستوعبه عقولنا. لا كما تمّ وصفه من طرف حسن نصر الله في ساحة 22 أيلول بقوله:
( هذا نصر أكبر بكثير ممّا تطيقه عقولنا وممّا تستوعبه عقولنا. )*

    ... نقول، من حق صاحب النصر تقديم نفسه مقاوما للعدوان، ولكن ليس من حقّه تقديم نفسه في لحظة اختلال في تاريخ الأمّة على أنّه هو الوجه الوحيد والصحيح للمقاومة. فالمشكلة ليست في النصر في حدّ ذاته بل في أسلوب تقديم النصر.

أمّا جواز الدعاء للمقاومة فيكون على سبيل انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فلا مجال في هذا العصر لعدم الانحياز. ولكن نريد أن يكون تحيّزنا واعيا حقيقيا آخذا في الاعتبار العلاقة الجدلية بين الواقع والحقيقة. نريد أن نؤسّس خريطة إدراكية يُسهم الجميع في تخطيطها، ترتكز على ثوابت قيمية لا على تنافس براغماتي يُفضي إلى تناحر في طلب المنفعة لا يستفيد منه إلاّ العدو.
فمتى عثرنا على من يَنشد تحرير الإرادة مع تحرير الأرض لتحقيق كرامة الإنسان، ومن يحفظ التنوّع مع التوحّد قصد توحيد الله، ومن يحرص على المضمون قبل الشكل وعلى الفعل قبل الانفعال، متى عثرنا عليه تحيّزنا له . وساعتها سيكون تحيّزُنا انحيازا لأنفسنا وهويتنا وإنسانيتنا. وستصبح كل المعارك حربا واحدة، طرفاها قلّة من الخيّرين ضدّ كافة الأشرار، بعض من المستضعفين مقابل جميع المستكبرين، فئة من أهل الحق أمام كلّ طواغيت الباطل.

يتبع بإذن الله
والسلام، عثمان الدرويش
06 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire