Pages

Nombre total de pages vues

mardi 6 avril 2021

من معاناتنا، زمن بورقيبة


 من معاناتنا، زمن بورقيبة
قصّة من الواقع
من مقال: حوار مع صديقي السلفيّ
   
... حتى جاءت سنة 66 أو67. كنتُ عامها تلميذا بمعهد رأس الجبل. ولمّا أطلّ علينا شهر رمضان، كيف تعامل الإطار التربوي البورقيبي معنا كتلاميذ؟ كانت الخطّة العامة ألاّ تغيير في الأوقات (أوقات الدراسة، المراجعة، مواعيد الطعام...). كنّا نستلم لُمجاتنا الخامسة مساء، فيحتفظ بها الصائمون منّا (نعم منّا، فقد كان منّا المُفطرون لأسباب مختلفة). حتى إذا حان موعد الإفطار قضمنا قطع الخبز مع الجبن أو الشوكولاطا قضما خوفا من أيّة زيارة فُجئية. ولا زلتُ أذكر الردّ الروتيني لقيّم حراسة قاعة المراجعة كلّما استأذنه تلميذ في التوجّه إلى دورة المياه لتناول جرعات ماء يقول: "احمدْ ربّك أنّي عملت روحي ما شفتكش وانت تاكل، وهذي مزيّة منّي"

وتستمرّ المراجعة إلى الثامنة ليلا، موعد العشاء. نتحوّل بعدها من طريق الشاطئ إلى وسط المدينة حيث المطعم وعلى مسافة غير قريبة منه المبيت. نتناول وجبة العشاء على فوجيْن. وفي باب الخروج من المطعم نمرّ بقيّميْن اثنيْن وقد وضعا بالقرب منهما سلّة كبيرة. نجتاز حاجز التفتيش واحدا واحدا، وكلما عثر أحدُهما على قطعة خبز وقد مُلئت كسكسا أو مقرونة بين طيّات ثياب أحدنا إلاّ وأخذها منه ورماها في السلّة الكبيرة. ولا تسأل عن فرحة تلميذ وقد نجح في اجتياز الحاجز مُحمَّلا بتفّاحة أو قطعة خبز جافّة، ستكون وجبة سحوره.


ولا ينتهي الأمر عند هذا الحدّ. بل غالبا ما يُفاجئنا فريق التفتيش بحملات مداهمة لخزاناتنا بالمبيت. ويقوم بحجز كلّ ما يعثر عليه من مأكولات بدعوى أنّها مجلبة للفئران. أمّا في منتصف النهار، فيسوقنا – صائمين ومُفطرين- قيّم الحراسة من المعهد بطريق الشاطئ إلى المطعم بوسط مدينة رأس الجبل بدعوى عدم توفّر قيّم ثان لإبقائه على حراسة الصائمين داخل المعهد. نصل المطعم فنُجبَر على الجلوس لطاولة الفطور. والردّ الروتيني للقيّم هذه المرّة يأتي في اتّجاه معاكس: "احمدْ ربّك أنّي عملت روحي ما شفتكش وانت ماكش قاعد تاكل، وهذي مزيّة منّي". هذه فقرة من كتاب احترام بورقيبة لحرية المعتقد...

والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
05 / 10 / 2011 
.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire