Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 28 septembre 2022

لا تُصالح/ أمل دنقل



.
في ذكرى  انطلاق انتفاضة الأقصى، الانتفاضة الفلسطينية الثانية
28 سبتمبر/أيلول 2000 
سنظلّ نُعيد ونُكرّر وحتى بدون مناسبة 
 
لا تُصالح!
أمل دنقل - مصر

(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتيْن مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تُشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حِسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسميْن - لتأنيب أمّكما..
وكأنّكما
ما تزالان طفليْن!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفيْنِ سيفَكَ..
صوتيْنِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تُثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)
لا تصالح على الدم.. حتّى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كُنتُ لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
تجلس فوق الرماد؟!

 (4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تُبصر الدم..
في كل كفّ؟
إنّ سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إنّ عرشَك: سيفٌ
وسيفَك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

 (5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان نسيم السلام المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تُصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تَرُدَّ عليك العظام!

 (6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"

وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنّه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يُوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
مِن أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنّه الثأرُ
تبهتُ شعلتُه في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

 (9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت  سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تُريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!

 (10)
لا تُصالحْ
لا تُصالحْ

الفيديو
Ajoutée par alextroy2010 le 22 déc. 2010

مع تحيات خواطر وآراء

27-09-2012
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire