Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 21 septembre 2022

BCE est de retour عبث نخبة وسذاجة شعب

.
BCE est de retour
عبث نخبة وسذاجة شعب

بفرار ابن علي ليلة 14/15 من جانفي 2011 واحتمائه بآل سعود، شغر منصب رئاسة الجمهورية. فاحتلّه الوزير الأول لابن علي ليوم واحد. ومن الغد وفي غيبوبة شعبية، تمّ تنصيب رئيس البرلمان وقتها فؤاد المبزّع رئيسا للجمهورية. وبتخويفنا من خطورة الفراغ الدستوري قبل الشعب مُرغما بالمبزّع، وأصرّ على إسقاط حكومة محمد الغنوشي ذراع ابن علي، فكان اعتصام الشباب (22/01/2011  –  28/01/2011) بالقصبة.  
ولكنّ قبول النخبة التونسية –أو أغلب مكوّناتها- بِــ ((بديل ثوري)) من داخل القصر النوفمبري، جعل المدّ الشعبي ينحسر و/أو ينحصر، والشرعية الثورية تنقلب إلى شرعية توافقية. وتتحوّل قضية القطع مع الماضي والفراغ الدستوري إلى تواصل حضاريّ وانتقال ديمقراطيّ، ويتجزّأ الحقّ الوطني إلى حقوق فئوية. فيتمّ تفكيك اعتصام القصبة بالقوة العامة. وبذلك، يكون الستار قد أُنزِل على أهم فصل من فصول المشهد الثوري الحديث (بعد14جانفي). لقد كان فصلا تراجيديا-كوميديا بكلّ المعاني.

وكان من الطبيعي أن يُتوِّج مبادرة حسن النوايا هذه، فؤاد المبزّع بصفته رئيسا لمجلس النواب حسب بعض فصول الدستور، أو كرئيس للدولة حسب بعض فصول أخرى من نفس الدستور. فدعا نواب الشعب "المُنتخَبين" زمن ابن علي للانعقاد في جلسة خارقة للعادة يوم 7 فيفري 2011. حيث حلّ المجتمعون برلمانهم وفوّضوا للمبزّع جميع صلوحياتهم وصلوحيات غيرهم.
وعشية الخميس 3 مارس 2011 خرج علينا فؤاد المبزع (رئيس برلمان ابن علي، ثم هو نفسه رئيس جمهورية الثورة) ليعلن أنّه أصدر تنظيما مؤقّتا للسلط يكون هو مصدرها الوحيد، وقام بتعليق العمل بالدستور وتعيين الباجي قائد السبسي (84 سنة) رئيسا لحكومة الثورة. ثمّ سلّم كلّ هذه الصلاحيات للـ BCE ـ، ليُصبح هذا الأخير الحاكم بأمره. ثمّ توارى المبزّع عن الأنظار.  
ظنّت النخبة –خطأ- أن باكورة ثمار الثورة قد أينعت وحان قطافها، فتسابقت –أحزابا ومنظمات- لتزكية برنامج المبزع والمساهمة فيه، { والشعب منهم براء }.
...
...
مرّت سنة أولى وثانية فثالثة ثمّ رابعة. تعثّرت الثورة وعمّت الفوضى وتضاعفت خسائرنا المادية والبشرية وتساقطت أوراق الخريف الثورية. وعندما تأكّد ـ BCE ـ أنّ المتكالبين على السلطة قد اقتنعوا بفشلهم في قطف ثمار حامضة لثورة غير مكتملة، خرج من قمقمه. وبتخطيط ماكر منه وعبث نخبة من السياسيين وسذاجة شرائح من الشعب عاد اليوم ـ BCE ـ ليجمع في يده سلطة البرلمان ونفوذ الحكومة ورئاسة الجمهورية. ولكنّ عودة شيخ القصور هذه المرّة إلى باردو والقصبة وقرطاج -رأس سنة 2015- كانت تحت غطاء القوانين الثورية وعبر صناديق الاقتراع.

والسؤال الذي نختم به هو: هل تستحقّ تونس كلّ هذه التضحيات عبر متاهة الأربع سنوات، فقط كي يعود ـ BCE ـ (88 سنة) للسلطة وبقوة أكبر؟
حقّا، التاريخ لا يعيد نفسه. ولو فعل، لكان في المرة الأولى مأساة وفي المرة الثانية ملهاة  // كارل ماركس       
   
والسلام، عثمان الدرويش
29 / 12 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire