Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 15 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/26/ يوم الحسم // محلّيّا

.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/26/ يوم الحسم // محلّيّا

قلنا إنّ البلدة قد تعرّضت ليلة 13/12 إلى هجوم أجنبيّ –كما تمّ الترويج له بين المتساكنين-. الهجوم طال مؤسسات حكومية دون غيرها. فمثلا تمّ حرق ونهب البنك الوطني الفلاحي (حكومي)، ولم يُصب بنك"البيات" (خاص) إلى جانبه بأيّ ضرر ولو خارجي. وتمّ حرق دار التجمّع (وكانت تحت حراسة منتسبيها) لحظة مداهمتها. في حين لم يقع المساس بالمكتبة العمومية أسفل مقرّ التجمّع.

وفي الليلة الموالية 14/13 وبعد تأمين البلدة لدى مجموعات فتية قويّة شجاعة، احترق الجناح الذي كان في الليلة السابقة تحت حراسة البوليس –كما ذكرنا سابقا- وبه مركز الشرطة والقباضة المالية. ثمّ اختار " الثوار" أهدافهم. فتمّ حرق أو نهب دكان حمّاص ومكتبة خاصّة لبيع المواد المدرسية وجزّار ومغازة خاصّة لبيع الآلات الالكترونية. ثمّ قفز الحريق إلى أقصى البلدة لتشتعل النيران في مكتب للتشغيل ومركز للحرس. والحمد لله أنّ البلدية (الصورة المصاحبة) وجميع المؤسسات التعليمية والصحيّة نجت من الكارثة.
وفي الغد، لم تعد تسمع من أحد أنّ مَن قام بالحرق والنهب هم الغزاة القادمين من الخارج. ولكن كذلك، لم يستطع أحد توجيه التهمة لشخص بعينه.

اليوم هو 14 جانفي 2011، أصبح الناس خائفين من تدهور الحالة أكثر، فتمتد عمليات الحرق والنهب إلى المنازل الآهلة بالسكّان. وبعد حضوري صباح اليوم، مسيرة جابت شوارع بنزرت، وبعد صلاة جمعة كانت خطبة إمامها في واد ومُجريات الأحداث في واد آخر، ومع اقتراب وقت صلاة العصر قصدتُ الجامع المركزي. وما إن هممت بالدخول حتّى استوقفني اثنان من المصلّين.
سألني أحدهما: بعد حرائق الليلتيْن السابقتيْن، كيف سيكون التصرّف هذه الليلة؟
أجبته: الحلّ الوحيد هو المسجد. فبعد احتراق المقرّات الحكومية لم يبق سوى الجامع كنقطة تجمّع ومراقبة وتبادل للرأي.
ردّ عليّ السائل: تقدّم للمحراب وأعلم الحاضرين بهذا.
قلتُ: ليكن ذلك عن طريق إمام الجامع. فاذهب واستأذنه.
تكلّم من كان لجوارنا قائلا: البارحة، وقبل الحرائق الأخيرة طلب منه (ز... ..حـ...) و (تـ.... ..بـ....) مخاطبة الناس ودعوتهم لليقظة فرفض بحجّة أن لا سلطة لديه حتى يفعل ذلك.
فأقنعتُ مخاطبي بإعادة المحاولة ثانية. وفعلا تقدّم المصلّي من الإمام وهمس له بكلام. قام بعده إمام الجامع المركزي بالعالية -السياسي الفقيه- ليبدأ خطبة ديبلوماسية ( بحيث... وعليه... وكنت قد...) نفد صبري فقفزت صائحا: [ طلبنا منك أن تُعلم الحاضرين بأنّ المسجد سيبقى مفتوحا ليظلّ نقطة وصل ومراقبة ولم نطلب منك إلقاء قصيدة شعر. ] هاج الإمام وماج. وارتفعت الأصوات بين مُهدّئ ومُهدّد. فجريمة تدخّلي في المسجد غطّت على جرائم الحرق والنهب لليوميْن السابقيْن. صحتُ بأعلى صوتي [ الليلة بعد صلاة العشاء، لا يُغادر أحد الجامع، وليكن ما يكون. ] والحمد لله على ما كان. ومِن لحظتها ظلّ الجامع مفتوحا على مدار الساعة، -طيلة الساعات المُتبقّية لحكم ابن علي- ثم تواصل الأمر على تلك الحالة ولأشهر عديدة.

 أمّا خارج المسجد، فقد تجمّع تلك العشيّة الشباب // الشريط المصاحب
 وتناصحوا بالمحافظة على أملاك الغير، متوعّدين المجرمين بالموت، وهذه المرّة بقطع النظر أكان الأعداء من داخل البلدة أو من خارجها. ولكن هروب ابن علي وكلمة مُعوّضه الغنوشي، وانتشار أخبار القنّاصة والفارين من السجون جعل جميع السكان يتركون منازلهم ويبيتون ليلتهم في الشارع.

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 15 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire