Pages

Nombre total de pages vues

mardi 11 mai 2021

العيد، تجديد ثوب أم تجديد إيمان



العيد، تجديد ثوب أم تجديد إيمان

عن أبي هريرة أنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: [ إنّ الايمان يبلو كما يبلو الثوب فجدّدوا إيمانكم. ]  وما نفهمه من الحديث هو دعوة المسلم أن يبحث في نفسه: ما الذي تجدّد في إيمانه؟ صام رمضان، فرمضان، ثمّ رمضان... فما الذي تجدّد (تغيّر) بداخله؟ ما الفارق – مثلا - بين صلاته هذا الشهر، والشهر الماضي؟ فإن وجد تحسّنا فقد جدّد إيمانه.
ولكن ما حال أكثرنا؟

نحن في شهر رمضان شهر الصيام والقيام. لكن لو تأمّل المسلم في عباداته لوجدها قد انقلبت عادات: يسمع الآذان فيُسرِعُ إلى المسجد لِيُغادره بأسرع وقت ممكن. تدقُّ ساعة الإفطار فيُسرِع لمائدة الطعام ليقضيَ حاجته منه مُعوّضا بأسرع وقت ما خسره من سائل وصلب. فهل أدخل مثلا دعاء جديدا في صلاته هذا الشهر؟ أم بقيَ يلوك ما تعوّد عليه. (على فكرة، المداومة على دعاء معيّن وعلى القراءة بنفس السور في صلاة ما، هو أمر منهيّ عنه، لأنّ تجديد السورة والدعاء يجعل المُصلّي حاضر الذهن أكثر)
. لقد حوّلنا عباداتنا عادات. وهذا ما يجعل الإيمان يبلو، والمطلوب منّا أن نجعل عاداتنا عبادات.

والآن، هل أنّ العيد عادة تتكرّر أم عبادة تتجدّد؟ ولنلق نظرة لغوية على كلمة [عيد] قبل الإجابة. في "المنجد في اللغة والأعلام": [ العيد وأصله عِوْد ج أعياد: قيل إنّه سُمّيَ عيدا لأنّه يعود كلّ سنة بفرح مُجدّد . و عاد الأمر كذا: صار (وهو من أخوات كان). وقد يأتي للدلالة على الانتقال من حال إلى حال نحو "عاد فلانٌ شيخًا". ] فالعيد هو تحوّل مُتجدّد.

وبيت القصيد: فبما أنّ العيد ابتكار لسعادة وليس تكرارا لعادة. وأفضل سعادة في هكذا مناسبة هو إحياء سُنّة من سنن رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم. ففي حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما: عن
عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه عليه الصلاة والسلام كان يترك مسجده يوم العيد - والصلاة فيه خير من ألف صلاة - ويخرج للصحراء.
أمّا أن يكون التجديد في صلاة العيد بإقامتها في سُرّة بلدة العالية: النسوة داخل المسجد أو في رواقه والرجال وسط الطريق العام المُحاذي للجامع، قاطعين السبيل. فهذا تعدٍّ على الفرض والسُّنّة.

سؤال على علاقة: ما حكم صلاة ركعتيْ تحيّة الطريق قبل صلاة العيد؟  هذا إن بقي للطريق حقّ!

فعلى المسلم - وهو ربما في اليوم الأخير من رمضان - أن يبحث عن طريقة خاصة به لتجديد عيده.
وكلّ عام والأمّة الإسلامية بخير. والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد.

عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
17 / 08 / 2012
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire