جولة 2021 من انتصارات فلسطين : عندما تتحوّل المُقاوم ة résistance إلىdynamo مولّد

جولة 2021 من انتصارات فلسطين

الموجز 11/6: عندما تتحوّل المُقاوم ة résistanceإلى ملفّbobine أو مولّد dynamo.

 

رأينا في -5- كيف وازنت الفصائل المُسلّحة بين المُبادرة والمُقاومة. ولتقريب الفكرة أكثر سنتناول مثالا معاكسا:

مثال حزب الله أو "حزب المُقاومة" كما يحلو له تسمية نفسه.

 

في صائفة 2006، بادر حزب الله وفاجأ العدوَ الصهيوني باختطاف بعض جنوده. فنشبت الحرب، وتبادل الطرفان القصف بالقصف والقتل بالقتل. حتى أنّ زعيم الحزب حسن نصر الله صرّح في إحدى خطبه أيام الحرب قائلا حرفيّا: [إن قصفتم قلب عاصمتنا سنقصف قلب عاصمتكم]. وبذلك يكون العدو قد استدرج حزب الله لمُخططاته، وقبل الحزب التحدّي. فتمّ تغيير قواعد اللعبة والذهاب في حرب مفتوحة. لكنّ حزب الله لم يُوفّق في المُعادلة بين المُبادرة والمُقاومة، وانزلق للمستنقع الذي أعدّه له العدو.

ثم صدر القرار الأممي 1701 ليُنهي مهمّة "حزب المُقاومة" حارس أسوار شمال فلسطين المُحتلّة، وحلّت محلّه قوات اليونفيل جنوب لبنان. وبذلك يكون الستار قد أُسدل على آخر فصول "مُقاومة" حسن نصر الله، وربما للأبد.

 

لطيفة: عندما سقطت هذه الأيام ثلاثة صواريخ مجهولة المصدر في جولة 2021 من العدوان الصهيوني، من جنوب لبنان على العدو الإسرائيلي سارع حزب الله في تبرئة نفسه من هذا الفعل.

 

وبالعودة للموضوع الذي نحن بصدده، نجد أنّ المُقاومة المُسلّحة الفلسطينية قد أدركت جيّدا الحدّ الرفيع بين خلق المُبادرة والفعل المُقاوم. بينما غاب عن حزب الله أنّ دور المُقاومة هو التصدّي للعدو مع الحرص على عدم تجاوز حدود معينة وإن تخطّاها العدو. والمُقاومة ليست موسمية، فهي استنزاف للعدو لمنعه من تحقيق أهدافه، حتّى يقتنع بعجزه عن مواصلة دفع ثمن احتلاله.

وبتشريح مفهوم المُقاومة على مِحكّ الواقع من خلال المثاليْن المُتضادّيْن لكلّ من حزب الله والفصائل الفلسطينية يتبيّن لنا:

أنّ أهمّ انتصار في مثل هذه المعارك هو إبقاء إرادة المُقاومة حيّة في ضمير الأمّة، والمُحافظة على حريّة الفعل المُقاوم واستقلاليته عن الهدنات المُسقطة من طرف الوسطاء، والمعاهدات الضمنية كالجولان أو الصريحة مثل كامب دافيد ووادي عربة والقرارات الأممية كــ1701ـــ أو غيرها من الأرقام. فهذا أكبر أُمنية عند العدو الصهيوني لتحييد المُقاومة ثمّ دفنها. وهو مُستعدّ في سبيل ذلك منح الفصائل المُنتفضة سلطةً أُوسلاوية وإغراقها بالدولار الأمريكي ومُساعدات الدول المانحة.

ونختم: إنّ المُقاومة الشعبية المُسلّحة في غزة صنعت الحدث في جولة 2021، ولكنّ الأهمّ هو حسن استثمار ذلك الحدث. هذا ما سنبحثه لاحقا بإذن الله، ولكن قبل ذلك، لنُلق نظرة على عنوانيْ معركة رمضان1442/ماي2021: سيف القدس (عند الفلسطينيين) وحارس الأسوار (عند اليهود).

والسلام، عثمان الدرويش

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

26/05/2021

.