أولياء الله، إيجابياتهم... وسلبياتنا -6 يحرز محرز

.

أولياء الله، إيجابياتهم... وسلبياتنا -6

يحرز محرز

...

كثيرا ما سمعنا أسطورة "يحرز سيدي محرز" وكيف أنقذ سلطان المدينة تونس من الغرق في البحر. وفي العالية سمعنا من آبائنا وأجدادنا أسطورة مماثلة، وكيف تدخّل سيدي عاشور لإفشال معركة عسكرية محتملة بين المحور والحلفاء -بين ألمانيا وفرنسا-. وباختصار لمّا وصلت الدبابة الألمانية سيدي عاشور (البطحاء المحاذية للجزّارين اليوم) وكانت متوجّهة للتمركز في قمّة البلدة بنيّة قصف القوات الفرنسية المحيطة بالبلدة، عندها قام الوليّ الصالح بالدعاء على الألمان فانقطعت سلاسل الدبابة في المكان وبذلك توقّف الزحف نحو قمّة الجبل، ولم تقع معركة العالية. وقد عاين من تجاوز اليوم الخمسين من عمره سلسلة الدبابة ملقاة في بطحاء سيدي عاشور ولسنوات.

وفي موضوع متّصل دوّن التاريخ حقائق في حقبة الاحتلال الفرنسي لتونس كيف كان جنود الاستعمار يتوقّفون عن مطاردة المناضلين بمجرّد احتماء هؤلاء بالزوايا ومقامات الأولياء الصالحين. ولم يُفنّد المؤرخون هذا التصرّف، وإن كانوا يُصنّفون احترام المحتلّ لزوايا الصالحين تحت باب اتفاق الطرفين على تحييد بيوت الله وزوايا الصالحين عن الصراع بين المستعمر والفلاّقة: حيث ينشغل شيخ الطريقة مع مريديه بالتصوّف الديني مبتعدا عن دنيا السياسة، وفي المقابل وفي إطار عقد ضمني لا يُلاحق المحتلُّ الثائرَ إذا ما استجار بمقام الوليّ الصالح.

  

    والله أعلم ،عثمان الدرويش

    01 / 02 / 2013 

مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

الصورة المصاحبة عن صفحة: http://www.facebook.com/7016.EL.ALIA

.