Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 26 février 2021

في تحصين الأسرة -31/26 رفض التشريع السماوي، لماذا؟

.
في تحصين الأسرة -31/26
من مقال: رفض التشريع السماوي، لماذا؟

بعد هذا العرض المطوّل والذي حاولنا من خلال محاور على علاقة صريحة أو ضمنية بالأسرة، إبراز:
-      * كيف أنّ الإسلام يضمن مبادئ الرأسمالية القائمة على إطلاق الحريات، ويحفظ –في نفس الوقت- أسس الاشتراكية المرتكزة على العدالة الاجتماعية
-      * ومثلما حيّدنا تفرّعات الإيديولوجيتيْن المتناقضتيْن السابقتيْن، قمنا -وبنفس المنهج- باستجلاء موقف الإسلام من مبدأيْ الاشتراكية والرأسمالية دون التطرّق إلى آراء المذاهب واجتهادات الفقهاء في الإسلام. فبحثنا عن الإجابة في أصل هذا الدين، أي من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
-       * وبما أنّ  الدولة هي نتاج المجتمع المدني، وأنّ كل مجتمع مدني يُنتج دولته المميّزة، على رأي مونتسكيو. عبّرنا عن استغرابنا من رفض بعض شرائح المجتمع التونسي المسلم في أن تكون الشريعة الإسلامية المرجعية العليا لكلّ القوانين الوضعية.

ونخلص الآن للقول إنّ المتابع يتبيّن له انقسام الرافضين إلى تيّاريْن اثنيْن. هاذان التياران يسيران في اتّجاه واحد، لكن على خطّيْن اثنيْن متوازييْن، لا يتقاطعان. الأوّل حسن النيّة، بنى موقفه على شواهد تاريخية استثنائية. والثاني ذو خلفية عَلمانية-عَولمية، وهو الأخطر على المجتمع بل على الإنسانية جمعاء، أسّس رفضه على نظريات فلسفية سائلة متناقضة، حدّاها: العدالة الاجتماعية/ والحرية الفردية.

نحن نتفهّم تخوّف الفريق الأول في مجموعة الرفض من إعادة إنتاج مآسٍ لتجارب حياتية محدّدة عرفتها بعض الدول الإسلامية الحديثة. ولكنّنا مع ذلك، نعتقد أنّ هذا الشقّ كان يُمكن أن يكون موقفه مُغايرا لو لمس خلال هذه الفترة (بعد 14 جانفي 2011) انسجاما أكثر بين أقوال وأفعال المُتحمّسين لِـ"تطبيق" الشريعة الإسلامية.
أمّا التيّار الثاني ويُطلق عليه معارضوه كذبا قصد المراوغة السياسية اسم اليسار الشيوعي، أي ذي الإيديولوجية الاشتراكية التقليدية. ونراه نحن خليطا من مجموعات غير متجانسة، اختلفت مشاربها وتقاطعت مصالحها وتوحّدت خلفيتها ألا وهي [التهرّب من المرجعية النهائية الثابتة].

                                  فالرأسمالية في نسختها الحديثة (الليبرالية) تُريد أن يكون الإنسان المتغيّر مرجعية نفسه، أي أنّ الفرد هو [الـــسيّد]. 
بينما تجعل الاشتراكيةُ المرجعيةَ في المجتمع المُتحوّل، أي أنّ المجتمع هو [الـــسيّد].
في حين أنّ التشريع الإسلامي يعتبر الإنسان عبدا لله سبحانه وتعالى، [ سيّدا ] في ما دون ذلك.

ويتّضح من خلال ما كنّا بصدده الفرق بين تشريع الهوى الوضعي وتشريع الوحي السماوي. [ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى / إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ] النجم/ 3، 4
ويُخاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: [ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] القصص/50
ونختم بالآية 43 من الفرقان: [ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ]

والله أعلم، عثمان الدرويش
25 / 09 / 2011
إعادة تنزيل: 27 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire