Pages

Nombre total de pages vues

lundi 8 février 2021

في تحصين الأسرة -31/8 التشريع الإسلامي هو الضامن الوحيد لحقوق الفرد والجماعة

.
في تحصين الأسرة -31/8
حاشية 5: التشريع الإسلامي هو الضامن الوحيد لحقوق الفرد والجماعة (الأسرة) في نفس الوقت

رأينا في الحاشية -3- على الرابط التالي: http://penseesopinions.blogspot.com/2013/06/6.html أنّ إقامة الحدّ على الزاني ليس تعديّا على حرية الفرد، وإنّما هو ضمان لحقّ الفرد والأسرة نواة المجتمع في الآن نفسه.
إذْ أنّه بتوفّر أربعة شهود على عملية الزنى يكون الزاني قد تجاوز حريّته الشخصية ليستهتر بالمجتمع ويتمرّد على قيمه. وما يُؤكّد رأينا على ضمان الإسلام لحرية الفرد في المجتمع (حتى الشخص المذنب فيه) هو أنّ القاذف (المتهِم غيره بالزنا دون توفّر أربعة شهداء) تكون عقوبته أشدّ مِمَّن ثبتت عليه تهمة الزنا. وقد شرحنا ذلك في -3-.

وفي نفس الاتّجاه هذا مثال آخر:
[خرج عمر بن الخطاب في ليلة مظلمة فرأى في بعض البيوت ضوء سراج وسمع حديثا. وقف على الباب يتجسّس فرأى عبدا أسود قدامه إناء فيه مزر وهو يشرب، ومعه جماعة فهَمّ بالدخول من الباب فلم يقدر من تحصين البيت فتسوّر على السطح و نزل إليهم من الدرجة ومسك الأسود. فقال له : يا أمير المؤمنين ! قد أخطأتُ وإني تائب فاقبل توبتي. فقال : أريد أن أضربك على خطيئتك. 
فقال : يا أمير المؤمنين ! إن كنتُ قد أخطأتُ في واحدة فأنت قد أخطأتَ في ثلاث : فإن الله تعالى قال : ولا تجسّسوا ، وأنت تجسست. وقال تعالى : وأتوا البيوت من أبوابها. وأنت أتيت من السطح. وقال تعالى : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ، وأنت دخلت وما سلمت.....] 
المستطرف لشهاب الدين الأبشيهي 2 ص 115 في الباب الحادي والستين

    وبما أنّ زاوية الحدود في الإسلام: (قطع يد السارق، ورجم الزاني) هي الأكثر جدلا، نورد في هذه الحاشية المسألة التالية، وقد تكون ذات علاقة.
قال الله تعالى في سورة المائدة الآية 38  [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] ونأخذ الآية على ظاهرها دون الخوض في الوجه المراد بـ "اليد" أهو مادي أو مجازي، أو منطلقات عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في إيقاف العمل بحدّ السرقة عام المجاعة.

 فالإسلام من خلال هذه الآية يضمن حريّة الفرد في امتلاك ما يشاء، وبأيّ طريقة شاء أي (بقطع النظر عن مصدر المسروق كأن يكون صاحب المال قد جمعه بطرق شرعية أو غيرها – فلا يفلت السارق من العقاب مثلا لأنّ الشخص الذي سرقه هو مُرابٍ أو غير مسلم...-).

وقد يسأل سائل إذا كان الإسلام ضامنا –في نفس الوقت، كما جاء أعلاه- للحرية الفردية مبدأ الرأسمالية، وللعدالة الاجتماعية ركيزة الاشتراكية، فلماذا اجتمع المتناقضان [اليمين الليبرالي واليسار الشيوعي] على رفض النظام الإسلامي؟
هذا ما سنوضّحه بإذن الله على هامش هذا المقال المُطوّل.

والسلام، عثمان الدرويش
10 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire