Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 28 février 2021

في تحصين الأسرة -31/28 حوار مع صديقي الفيلسوف -2 مَن المُستفيد مِن ضرب ثوابت الأمّة؟

.

في تحصين الأسرة -31/28
ملحق (2) من مقال: حوار مع صديقي الفيلسوف -2
مَن المُستفيد مِن ضرب ثوابت الأمّة؟

... أجبتُ صديقي: أنا معك أرفض ابتزاز المواطن عبر الخطاب الإيديولوجي، ولكنّك يا صديقي كيف تلوم غيرك على خطابه الديني-السياسي، والطرف المقابل (اليسار) يقوم بتوظيف إيديولوجيته لاحتلال موقع له في الساحة السياسية؟ وذلك عبر أطروحات مثالية لا أساس لها بِواقع المجتمع ولا بالضاغطات الدولية. وإلاّ ما تفسير المناداة بالموت للغرب الامبريالي والرّمي برأس المال في البحر.

قال صديقي: إنّ الثورة اندلعت بسبب تزايد البطالة وسوء توزيع الثروة على المواطنين. وهذا لم يتحقّق، وهو مطلب اليسار اليوم.
قلتُ: لو كانت الحكومة الحالية حكومة يسار، بل لو كان العشرة مليون تونسيّ كلّهم يساريون ما استطاعوا نقل البلاد نقلة نوعيّة في أيّ مجال كان.

قال صديقي: لا، لو كان الأمر كما تقول لتظافرت المجهودات مع دول غير رأس مالية.
قلتُ: مِثل مَنْ؟ الاتحادالسوفياتي المُنهار؟ أم الصين المُخادعة؟ أم شافيز المُتشبّث بالكرسيّ، أم أخو فيدال كاسترو وريث عرش كوبا؟

اسمع سيدي، إنّ عصر اليمين واليسار، عصر الإيديولوجيا قد ولّى. وهذا ما لم يفهمه الطرفان اليمين الأصولي واليسار الشيوعي على حدّ السواء. فخطاب كليْهما مُجانب للواقع المعاش، وكأنّنا نعيش لوحدنا على كوكب آخر غير الأرض.
صحيح أنّ الطرفيْن المُتصارعيْن [اليمين الديني واليسار اللائكيّ] هما الأكثر فعالية وصناعة للأحداث ولكنّهما فشلاَ فشلاً ذريعا في استثمارها. وأصبحا يعملان بوعي أو بدونه لفائدة جهة ثالثة، جهة براغماتية لا إيديولوجية لها. هذه الجهة المُستثمرة للأحداث هي الليبرالية الجديدة.
فهدم القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية للمُجتمع ونزع القداسة عنها لا يخدم إلاّ الليبرالية الجديدة المتوحّشة ذات الذراعيْن: المال المستكرش والإعلام الاستهلاكي.

فجأة... انقطع الحديث بيننا، فالجوّ جوّ عيد وتهنئة.

والسلام، عثمان الدرويش
23 / 08 / 2012
إعادة تنزيل: 28 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire